جاليات

تسليم وتسلم في نادي زحلة -مونتريال ومصلحة المدينة فوق كل اعتبار

سلّم رئيس نادي زحلة – مونتريال طوني جحا مشعل النادي لخلفه شارل ابو خاطر بعد مسيرة من العطاء وخدمة ابناء البلدة والجوار بكل تفاني واخلاص استمرت سبعة عشر عاما قدم خلالها جحا المساعدات العينية والغذائية والطبية والمدرسية باسم النادي لكثير من العائلات المحتاجة خصوصًا في زحلة ما جعله ملكًا في قلوب محبّيه.

حضر حفل التسليم والتسلم راعي ابرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران ميلاد الجاويش، الرئيس السابق للنادي فارس الابرص، امين السر ايلي سكاف، اعضاء من النادي، اعضاء اللجنة التأسيسية واهل الصحافة.

سكاف

بداية القى سكاف كلمة اثنى فيها على الدور الذي لعبه جحا في خلال السبعة عشرة عامًا في خدمة نادي زحلة وأهلها شاكرًا له تفانيه المطلق وقيادته الحكيمة لهذا البيت الزحلي في بلاد الاغتراب ومما قاله: “منذ سبع سنوات تسلم طوني جحا رئاسة النادي، فتحمل المسؤولیة الثقیلة بتفان لا مثیل له. عمل بحكمة وشغف دائم لتطویر النادي وانجاح رسالته. فهو صاحب رؤیة رائدة ونظرة حكيمة في ادارة الامور تجلّت تفاصيلها بالنقلة النوعية التي قام بها في النادي بتغيير وجهته من مؤسسة إجتماعیة إلى مؤسسة خیریة رسمیة في الدولة الكندیة تضاھي بنوعیتھا وشفافیتھا أكبر المؤسسات التي ھي من طرازھا. وبالفعل، لقد عرف طوني كیف یجمع حوله فریق عمل متجانس ومتلاصق لخدمة زحلة وأھلھا، وبفضل جھوده، تمكّن النادي من تنفیذ مشاریع طموحة، وبناء علاقات دائمة، وتأثیر إیجابي على حیاة العدید من الأشخاص في لبنان وفي مقاطعة كیبيك”.

واضاف قائلا: “كعضو في النادي، أنا في غایة الإمتنان لتلك الفرصة التي منحت لي للعمل والعطاء إلى جانب إنسان مثلك.  فتفانیك، وحكمتك، وقیادتك ستبقى لامعة في تاریخ نادینا، اذ انك تركت بصمة لا تمحى وبت مصدر إلھام لنا جمیعًا”.

وختم شاكرًا باسمه وباسم اعضاء النادي الرئيس طوني على خدمته ومحبته في كل ما قدمه من وقت ومجھود ومال لإنجاح نادٍ لطالما جمع حوله الاخوة والابناء والجيل الزحلي الجديد مشيرًا الى صفحة جديدة ستفتح مع جيل واعد يمثّله شارل ابو خاطر الذي سيحظى بدعم وتعاون كل الاعضاء.

ابو خاطر

بدوره القى ابو خاطر كلمة شكر فيها جهود وحكمة رئيس النادي طوني جحا الذي لم يبخل لحظة واحدة في وقته وامكاناته وخبرته الا ووضعها في خدمة نادي زحلة، ما جعله في مصاف النوادي الرائدة والمؤسسات المتطورة هو الذي لم يتفرد لحظة واحدة برأي او بعمل او حتى بقرار، فالمشورة والسؤال كانا دائما عناوين لقاءاتنا ومساهماتنا التي لطالما كانت وستظل في خدمة زحلة واهلها ومما قاله: “شكرًا لثقتكم بي لتولي رئاسة النادي خلفاً للصديق والاخ والراعي الحبيب طوني، واني اذ اعدكم بإكمال المسيرة التي بدأها سلفي لأكون له خير خلف، فمنك طوني تعلمنا الكثير ومن حكمتك وجرأتك استطاعت مساهمتنا لمساعدة اهلنا في وطننا الام ان تكون شعلة النور في زمن الظلمة، معك سنتابع المسيرة واني على ثقة انك لن تبخل علينا في مشورة ومساندة لانك لما تزل عضوًا فاعلًا في مجلسنا الاداري الذي لطالما وضع نصب عينيه زحلة وأهلها والجوار واعلاء شأن نادينا الذي بات بيت كل زحلي منتشر في بلاد الاغتراب”.

جحا

نجتمع اليوم على محبة زحلة، البلدة التي لها الكثير من الحب والصلاة في قلوب المحبين والمخلصين، هذه البلدة التي تجمع ابناءها على الود والمحبة حتى في مغترباتهم ومهما كانت بعيدة، ففي اسمها سرّ وفي عنفوانها اسرار، وما جمعنا اليوم وسيبقى جامعنا هو بركة صاحبي السياده راعي ابرشيه كندا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميلاد الجاويش الحبيب الذي ومنذ وصوله الى مونتريال ابدى اهتمامه ومحبته لنا ولنادينا، كما بركة سيادة المطران ابراهيم ابراهيم عرّاب النادي الذي توّجته محبته لزحلة والبقاع اسقفا لها، ودون ان ننسى سيدة زحلة التي لطالما رافقت احلامنا ومشاريعنا ومؤسساتنا وبالتأكيد سترافق اعمال ومشاريع ادارة النادي الجديدة واعمالهم والتي ستكون افضل وانجح من السابقة خصوصا وان الرئيس المختار -ودائما وفق القانون الداخلي للنادي -من خيرة الشباب الذين نعوّل عليهم لضخ الافكار الرائدة والمتطورة والتي ستصب كلها في خدمة بلدتنا واهلنا ونادينا، فشارل ابو خاطر، الرئيس الحالي، هو خير من سيقود النادي الى برّ امان جديد فيه من الابتكار والرؤية الحديثة ما يؤكد نظرتنا الى ان الدم الشبابي يمكنه ان يغير العالم فكيف بنوادٍ ومؤسسات؟”

وتابع قائلا: “اليوم اود ان اشكر كل من وقف الى جانبي وكل من حضر حفل التسليم والتسلم، واسمحوا لي ان اعرب عن اعتزازي بما قمت به من انجاز قد اكون خالفت فيه القانون لانه انجاز يصب في مصلحتي الشخصية، غير مصلحة زحلة، وهو ان عائلتي كبرت وكما ترون، هذه العائلة التي تشمل كل شخص فيكم.

حقبتان عشتهما في نادي زحلة على مدى السبعة عشرة عامًا، الاولى عضويتي في خلال رئاسة فارس الابرص وقد كانت حقبة جمع الشمل الزحلي وتقريب ابناء الجالية بعضهم من بعض بمحبه ووفاء والثانيه بُعيد استلامي رئاسة النادي حيث انصبّت الجهود على تنظيم هيكليه النادي بدءًا من الترخيص الى النظام الداخلي الذي يصون النادي واعماله كما كل فرد من افراده، فجاءت هذه الخطوه السبّاقة في وقتها لخير زحله لا لمصلحه أي شخص كان.

اليوم وبعد تعاون جدي دام ثلاث سنوات متتالية مع اللجنه الاداريه الحاليه عملنا خلالها بكل اخلاص وتفاني وحتى بشغف من اجل بلدتنا من خلال نادينا الذي لم نوفر جهدًا في سبيل انجاحه خصوصًا وان بصمة حضوره اللائق في الاحتفالات باتت واضحة، وجدت انه آن الاوان لتسليم المشعل الى يدين اقوى من يدي، والى دم شبابي يتمتع بأفكار خلاقة واحلام طموحة فيكون الامل الذي نريد ويكون شارل ابو خاطر السند والقوة التي ستكمل مسيرة بدأناها بمحبة وعناد على ان نكون العكازة التي يحتاجها والحكمة التي يريدها فنحن معًا سنبقى على التزامنا لاننا نؤمن برسالتنا وبما نقدمه ونلتمس دائما وابدًا البركة الروحانية من اصحاب السياده، وما اجمل ان يُتوج نادي زحله مونتريال براعي ابرشيتها في مونتريال سيادة المطران ميلاد الجاويش وعراب النادي في زحلة سيادة المطران ابراهيم ابراهيم وهذه اكبر نعمه من الله”.

وختم متوجها الى اعضاء النادي بالقول: “اخوتي اعضاء اللجنه التأسيسية الحاضرون في هذا اللقاء،ةالرئيس السابق فارس الابرص، الياس وطوني معلوف، مارون خزاقة والغائبون جوزيف سكاف، جورج جحا،ب يار الفرن، يا من قدّمتم للنادي الكثير من الكثير، يا من يعود لكم الفضل الاكبر في صناعة النادي والدفاع عنه وعن رسالته الانسانية اتوجه اليكم بالقول وبكل امانة، رعاية نادينا هو اولوية واستمراريته ايضًا اولوية، فأنتم كبار هذا النادي فلتبقى عيونكم ساهرة عليه وعلى مصلحته ومصلحة بلدتنا، وعلينا جميعًا ان نقف الى جانب شارل ابو خاطر لدعمه في رسالته الجديدة والتي سيحملها بكل فخر ومسؤولية فهو لها وانا مطمئن ان المشعل بأيد امينه ومصلحة زحلة مصانة والمسيرة مستمرة وهذا بفضل جهود كل واحد فينا، والى فصل جديد في كتاب نادينا ننطلق وبالاتكال على الله نسير”.

المطران الجاويش

وفي المناسبة القى سيادة المطران الجاويش كلمة جاء فيها: “أجمل ما في المسيحيّة زهدُها. ونحن إنّ أحببنا القدّيسين فلأنّهم زهدوا في الدنيا واقتدَوا بيسوع الزاهدِ الأوّل. الزهدُ غير سَهل والزهّاد أناسٌ أبطال، وصلوا في نضوجهم مرتبةً استطاعوا أن يقولوا في لحظة نور: كفى!

وطوني جحا اليوم بطل. فبعد خدمةٍ في نادي زحلة عمرها سبع عشرة سنة، منها سبعُ سنوات رئيسًا، مكلّلة بنجاحات عديدة، وبعد صولات وجولات في ميدان المحبّة والخدمة، ها هو يقف اليوم ويعلن أمام الجميع: كفاني رئاسةً، وحان للمشعل أن ينتقل إلى يدٍ أخرى تُكمل مسيرة النور.

طوني بطل، لأنّنا في زمن قَلّ فيه الزهّاد في السلطة. وما السلطة غيرُ فنّ النضوج. عندما ارتسمتُ أسقفًا على مونتريال، تعهّدت في كلمتي أمام الجميع وقلت: “الأسقفيّةُ سهرٌ بينما الكلّ نائمون، قلقٌ بينما الكلّ مطمئنّون، هداوةٌ بينما الكلّ مضطربون، غفران بينما البعض مُسيئون: “مَن يَضعُفُ ولا أَضعُفَ أنا! من يعثرُ ولا أحترقَ أنا!” قال بولسُ العظيم (2 كور 11: 29). لا تنغرّوا! الأسقفيّةُ الحقّة أبعد من أن تكون مجدًا وعظمة، إنّها تآكلٌ يوميّ… من جرّاء صدأ المحبّة”.

وصدأ المحبّة هذا أصاب طوني. خدم، وأحبّ، وضحّى، وبذل، وأصاب وأخطأ، وتعثّر وقام… لكنّ عينَه بقيت على زحلة. زحلة بالنسبة إليه ليست موطنَه فحسب، بل هي دمُه الأحمر. مِثلُه مثلُ باقي الزحليّين، زحلة مسكنُها القلب وجارةُ ليس الوادي فحسب، بل جارة الروح. ولأجل القلب والروح كلّ غالٍ يرخص.

مسيرة طوني في خدمة مدينته لم تنتهِ، تغيّر شكلُها فحسب. لم يَعد رئيسًا لنادي زحلة – مونتريال، غير أنّه سيخدم النادي من حيث هو، من خلف المتراس هذه المرّة، في الخفاء ربّما. الخدمة كالصلاة، والصلاة لا تحلو أحيانًا إلّا إذا تَليتَها في الخفاء، “وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك”. الفارس يبقى فارسًا ولو ترجّل عن جواده.

وشارل، الرئيس الجديد، ذلك الشابّ المهذّب الطموح، سليل عائلة بو خاطر التي يُشهَد لها بالخير. نبارك لك رئيسًا جديدًا خادمًا لنادي زحلة. إليك وصيّتي: عليك أن تعمل بحبّ لكي تجمع الزحليّين، جميع الزحليّين، تحت عباءة النادي. وسِّع قلبك واكتسب احترام الجميع. ولا تنسَ أنّك، مثل طوني، ابن كنيسة وابن المسيح.

وأنا أسقف الروم الكاثوليك في كندا أجدّد أمامكم كلمتي وعهدي: أن تكون كاتدرائيّة المخلّص في مونتريال بمثابة سيّدة النجاة لكم، تجمع الزحليّين بمختلف كنائسهم وطقوسهم.

شكرًا طوني، مبروك شارل. عاشت زحلة. والمجد للربّ يسوع المخلّص دائمًا أبدًا”.

وفي الختام سلّم سكاف باسم اعضاء النادي شهادة تقدير لجحا عربون شكر ووفاء على عطاءاته خلال فترة خدمته في عضوية ورئاسة النادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى