جاليات

“نادي زحلة-مونتريال يجمع المطرانين ابراهيم والجاويش وابناء الجالية الزحلية للتباحث في سبل دعم زحلة ومساندة اهلها في ظل الأزمات الراهنة”

عقد نادي زحلة -مونتريال اجتماعا ضمّ رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران ابراهيم ابراهيم الذي سيعود الى لبنان بعد زيارة قام بها الى كندا، وراعي ابرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميلاد الجاويش للاطلاع على اوضاع زحلة في ظل الاوضاع الراهنة التي تعاني منها والاستماع منهما الى ماهية الاحتياجات التي تتطلبها مدينة زحلة وأبناؤها في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والامنية الراهنة، وسبل الدعم الممكن تقديمه من الجالية اللبنانية في كندا لتخفيف المعاناة وتلبية الحاجات الأساسية. كما تم التطرق اللقاء إلى أهمية تعزيز التواصل بين زحلة والجالية، ودور المؤسسات الخيرية والكنسية في تقديم المساعدة خلال هذه المرحلة الدقيقة.

حضر اللقاء الذي عقد في صالة ابراهيم ابراهيم في كاتدرائية المخلص في مونتريال ،الى المطرانين رئيس نادي زحلة مونتريال شارل ابو خاطر، نائبا الرئيس جو اوبا واوغست خوري، امين السر ايلي سكاف واعضاء، الرئيسان السابقان فارس الابرص وطوني جحا، ممثل الصليب الاحمر الكندي غسان براكس، الاب ربيع ابو زغيب، عضو بلدية زحلة ورئيسة Rotary Club Montreal Cedars مهى القاصوف، النائب السابق عن مدينة زحلة جوزف معلوف وحشد من ابناء الجالية اللبنانية الزحلية.

ابو خاطر

بداية كلمة ترحيبية خاصة من رئيس نادي زحلة شارل ابو خاطر بالمطرانين ابراهيم ابراهيم الذي سيغادر الى لبنان للبقاء الى جانب رعيته وميلاد الجاويش الساهر دائما على ابناء رعاياه في كندا متوقفا عند الهدف من هذا عقد  اللقاء وهو الاستماع   الى نشاطات زحلة والاطمئنان على اوضاع الزحالنة في لبنان ومما قاله: “أتينا لنتشارك مع سيدنا افكارنا وهواجسنا ولنرسل السلام والمحبة لزحلتنا الغالية، ان بلدتنا تمرّ اليوم بظروف صعبة لم تمرّ بها من قبل، فبعدما وجدنا ان لبنان بدأ بالتعافي ها قد عدنا الى الامتحان من جديد، زحلة ليست بمعزولة عن العالم، انها مكونة من عدة بلدات واحياء من كل الاديان، الكرك التي تقصف كل يوم، المعلقة، علي النهري، حوش حالا الى جانب رياق، كل المناطق والقرى تتأثر بما يحصل، وتشهد المدينة اقبالا من لاجئين من كل الاطراف، لذا من واجبنا اليوم ان نقف الى جانب اهلنا في لبنان وخصوصا في زحلة ونكون السند لهم في هذه المحنة الصعبة، وكما كنا الى جانبهم في كل المحن السابقة علينا ان نقف اليوم معهم والى جانبهم معنويا قبل ماديا، اذ من الضروري ان نقوم بالاتصال بهم لنرفع من معنوياتهم ونستمع اليهم، فهناك من فقد عددا من اصدقائه، من فقد عمله، امواله، ارزاقه، وهناك من يعيش القلق والخوف مما سيحصل”.

وتابع يتحدث عن العشاء السنوي الذي يدأب نادي زحلة على تحضيره منذ سنوات لمساعدة جمعيات معينة في زحلة والذي تم الغاءه هذا العام بسبب الاوضاع مستعيضا عنه بحملة تبرع على الرابط في المرفق بالنص.

وختم ابو خاطر متوقفا عند المبلغ المالي الذي كان قد جمعه النادي في حفل السنة الماضية الذي كان مخصصا لدعم مستشفى تل شيحا، وبعد استشارة ونصيحة من سيادة المطران ابراهيم ابراهيم العارف بمتطلبات واحتياجات ابناء رعيته، تقرر ان يذهب هذا المبلغ لشراء وسيلة نقل، فان، بهدف تسيير امور الناس المحتاجة وتأمين وجباتهم الساخنة من مراكز طاولة يوحنا الرحيم الى الاحياء والقرى والذي من شأنه ان يخفف من التنقلات الفرديه للناس خصوصا تحت القصف طالبا من الجميع تشجيع مبادرة التبرع عبر منصة زافي على هذا الرابط 

المطران ابراهيم

وتحدث سيادة المطران ابراهيم ابراهيم بألم عما يحصل في زحلة بادئاً كلامه بالقول “يا للصدفة ان تسلمني الصحافية جاكلين جابر كتابها “من لبنان الى كندا خبايا الوطن وسحر الغربة” على امل ان يعمّ السلام في لبنان وفي الزيارة الثانية تسلمني كتابها “من كندا الى لبنان” حتى يتشجع الجميع ونمشي عكس التيار. وتابع متحدثا عن معاناة الناس في زمن يسوع المسيح من الدم مستشهدا بهروب مريم ويسوع الى مصر خوفا من غطرسة هيرودوس قاتل الاطفال وهو حال شعبنا هذه الايام حيث الناس تختبر الالم والموت والتهجير. ان التاريخ في الشرق يعيد نفسه، وبلدنا يمرّ باصعب الظروف وها هي زحلة التي انتفضت على تاريخها مرات ومرات تعيش حال من الخوف والترقب والهلع من تغيير معالمها بحيث لا يعد بامكاننا التعرف عليها، فانا لطالما كنت اقول ان زحلة والقرى البقاعية في امان اما اليوم فالخوف الاكبر من الفراغ الذي ينتظر هذه القرى  والتي قد تشكل في فراغها كارثة كبرى على زحلة وهو ما نحاول تجنبه، لان التغيير الاخطر هو التغيير الديموغرافي، وكما مرّت الكوارث سابقا على بلدنا واهلنا وتمسكوا بارضهم ستمر هذه الغيمة السوداء باذن الله وكما بقي اولادنا واهلهم في السابق متمسكين ببلدتهم وارضهم وزحلتهم سيبقى اطفالنا اليوم وشبابنا متمسكين بأرضهم ومقيمين فيها لسنين طويلة”.

وتابع يقول: “علينا ان نحاول ان نرفع من معنويات اهلنا المقيمين في زحلة، ان نحاول الاتصال بهم والاطمئنان عنهم، ان نساعدهم للبقاء والصمود في ارضهم منعا من التغيير الديموغرافي الذي بالتأكيد سيغير تاريخ وحضارة زحلة، فمن يحاول ان يترك بيته ويستعيض عنه في منطقة اخرى او بلد أخر فلن يعود الى زحلة حتى لو استتب الامن فيها، اعداد النازحين السوريين في تزايد مستمر، وما نقف في وجهه اليوم ليس امة واحدة انما امم، تخيلوا هناك من يتقاضى مبالغ كبيرة كونه نازحا في ديارنا فيما ابن البلد يعيش فقرا وحرمانا وتهجيرا بسبب ارتفاع مستوى البطالة، الناس لا حيلة لديها، تعاني ولا من افاق لنهاية هذا الكابوس، على اخوتنا السوريين ان يكونوا في ارضهم وبلادهم وكانت قد بدأت بوادر انفراج تلوح في الافق في عودتهم الى ديارهم الا اننا دخلنا في نفق اكبر وهو النزوح اللبناني اللبناني اذ ان هناك قرى جنوبية بكاملها تهدمت وازيلت عن الخريطة واخرى تهجرت حتى ان هناك قرى متاخمة لزحلة فرغت من اهلها وحتى من امواتها كمثل بلدة رياق وهنا يستحضرني قول للشاعر محمود درويش “ايها الاموات تحت الارض عودوا فان الذين فوق الارض قد ماتوا” وهنا اود ان اشدد على وجوب التمسك بالارض وبزحلة الابية ونشجع اولادنا على التمسك ببلدتنا”.

وتابع متحدثا عن وجوب عدم تخلي اللبناني عن حلم العودة الى بلده، وكما كانت مشيئة الله في سفره الى كندا الذي تأجل لعدة مرات هذا العام الا انه حصل وها هو يعود وعلى عكس التيار فرحا سعيدا من كندا الى لبنان ليكون الى جانب ابناء رعيته في البقاع واهله في الجنوب ليمد يد العون لمن يحتاجه خصوصا وان الوضع حاليا بات بحكم المأساوي مقدما بعض الامثلة على عائلات كانت تعيش الرفاهية والاطمئنان وها هي اليوم تعيش الفقر من كل جوانبه عازيا الموضوع للخسائر الفادحة التي عانوها جراء الازمة الاقتصادية التي تسببت بها المصارف، الحصار والوضع الامني وغيرها الكثير من المواضيع التي ساهمت بتقوقع اللبناني وتحديدا الزحلي الذي يعاني شحا في المساعدات وفائضا في النزوح لدرجة ان البعض استغنى عن دوائه والبعض الآخر عن استشفائه الذي بات مكلفا جدا وبعضهم اكتفى بوجبة واحدة في النهار”.

وتابع متحدثا عن الوضع المزري الذي تعيشه زحلة في غياب صندوق التعاضد الاستشفائي، النقص الواضح في موضوع الطبابة في ظل افتقار مستشفى تل شيحا للكثير من الخدمات الطبية والتي تستوجب انتقال المريض الى بيروت للعلاج وهو ما يضاعف من حالته ان كانت صعبة، ففي البقاع هناك افتقار للخدمات الطبية المتطورة، ليس هناك من غرفة عناية فائقة، في البقاع الناس تترك بيوتها مفتوحة حتى لا تتكسر جراء الصواريخ وجدار الصوت ولكن ماذا ستفعل في الشتاء الذي بات على الابواب، الخطر على زحلة كبير ونحن لا نعلم مدى قدرة الزحالنة على الصمود بعد كل ما يعانوه اليوم.

واكمل حديثه قائلا: “الفقر في كل مكان، لا امكانيات للتعليم ولا لدفع فواتير الماء والكهرباء، الناس تريد ان تأكل لتستمر ولكن هناك من يفضل الموت على طلب وجبة طعام لافتا الى طلب احدى العائلات مساعدة ما في مقابل المئات التي لا تطلب لان  كرامتها وعزة نفسها في المرصاد، كما تحدث عن حاجة زحلة لفرن خبز يغطي احتياجات زحلة من الخبز اليومي متوقفا عند طاولة يوحنا الرحيم التي تقدم وجبات ساخنة يوميا للمحتاجين الذين فاق عددهم الالف شاكرا لنادي زحلة السيارة الفان التي قدمها والتي من شأنها المساعدة في تأمين احتياجات الناس الغذائية من هذه الوجبات وتسهل عليهم عملية الانتقال، لافتا الى ما قام به في كندا من اجتماعات مع مسؤولين في الحكومة منهم وزيرة الخارجية الحالية ميلاني جولي ووزير الحكومة السابق ومع الاساقفة والمؤسسات من اجل مساعدة ابناء زحلة والبقاع “اتيت لأرتاح وجدت نفسي متعبا، فقلبي في زحلة ومع اهلي، انا محاط بالهم من كل الجهات ولكن هذا الهم يشدني وبفرح لان اسافر اليهم لاكون معهم ونتشارك الهموم سوية” داعيا الجميع لمساعدة اخوتنا في لبنان وتحديدا في زحلة شاكرا لنادي زحلة مونتريال اهتمامه ورعايتهم له، كما لسيادة المطران الجاويش الذي لم يتوان لحظة واحدة عن مدّ يد المساعدة والمساندة لاهل بلده هو الذي عرف هموم ابرشيته ويعاني اليوم ما عانيته على مدى 35 سنة”.

المطران الجاويش

وفي مداخلته اعلن الجاويش عن رسالة تلقاها من رئيس مجلس الاساقفة الكاثوليك في كندا يعلن فيها عن فتح باب التبرع بنداء وجهه  لكل الكنديين من خلال كاريتاس كندا وذلك من اجل لبنان .كما توقف عند الحملة التي  قامت بها  ابرشية كندا للروم الكاثوليك منذ فترة  لمساعدة ابرشياتها المدمرة وبالاخص ابرشية صور لافتا الى ما تعرضت له القرى المجاورة مثل علما الشعب ويارون ودردغيا الذين اصيبوا بالكامل،هذه الحملة التي جمعت  ما تيسر من اموال المتبرعين مشيرا الى نيته ترك موقع التبرع مفتوح والابقاء على الحملة لان الوضع في تأزم .

وختم بالقول ان احتاجتنا زحلة فنح الى جانبكم سيادة المطران ابراهيم في مهمتكم الانسانية في مساعدة النازحين في بلدنا الام .

وفتح باب النقاش حول الهواجس التي يعيشها زحالنة كندا على اهلهم ومحبيهم في ظل تكاثر السرقات والدمار والخوف و….

وفي الختام قدم ابو خاطر باسم نادي زحلة باقة ورد للمطران ابراهيم عربون محبة ووفاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى