علوم وتكنولوجيا

اكتشاف آثار استخدام مكثّف لـ “حزام الولادة” في القرون الوسطى

درس علماء جامعة كامبريدج مخطوطة تحتوي على صلوات وذكر للقديسين، تعود للقرن الخامس عشر، موجودة في أحد متاحف لندن.

وتشير مجلة Royal Society Open Science، إلى أن هذه المخطوطة عبارة عن شريط طويل من ورقة البرشمان، يطلق عليها “حزام الولادة”، كتبت عليها بالإضافة إلى الصلوات لشفاء المرأة وطفلها في المخاض، جملة تفيد، “إذا كانت المرأة تعاني من مشكلات أثناء الولادة، يجب وضع هذا الحزام حول منطقة رحمها لتضع مولودها سليما وهي سالمة”.

وهذا الشريط هو أحد “أحزمة الولادة” القليلة التي كان رجال الدين الإنجليز يعطونها للنساء الحوامل كتعويذة . لأن ولادة الأطفال في القرون الوسطى كانت مشكلة خطيرة للنساء، حيث كانت عملية الولادة تنتهي في أحيان كثيرة بوفاة الأم والطفل معا. لذلك كانت النساء الحوامل على استعداد لعمل أي شيء وتقبل أي مساعدة، تضمن سلامتهن وسلامة أطفالهن.

ولكن إلى الآن لم يكن معروفا ما إذا كانت النساء الحوامل ترتدي فعلا هذه الأحزمة. لذلك قرر الباحثون دراسة هذه المسألة، واختاروا هذا الشريط الذي يحمل بقعا عديدة، تشير إلى استخدامه المكثف. ويعتقد الباحثون أن النساء كن يستخدمن هذا الشريط كحزام، أي بالإضافة إلى الدعم المعنوي، كان يسند بطن المرأة الحامل.

واتضح من نتائج التحليل الجزيئي الحيوي، وجود بروتينات من أصول مختلفة على “حزام الولادة”. تتطابق البروتينات البشرية تلك الموجودة في سوائل عنق الرحم والمهبل، ما يدل على استخدامه المكثف في فترة الحمل وأثناء الولادة. كما اكتشف الباحثون بروتينات الحليب والعسل ونباتات مختلفة، التي جميعها مذكورة في الوثائق الطبية المكرسة للحمل والولادة، في العصور الوسطى.

وتقول الدكتورة سارا فيدمنت، كبيرة الباحثين، “إن اكتشافنا للبروتينات غير البشرية، هو دليل آخر ، على أن الحزام، استخدم في المراحل النهائية من فترة الحمل وأثناء الولادة. كما يؤكد على استخدام طرق العلاج المذكورة في وثائق العصور الوسطى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى