الكتابة على الورق تساعد أدمغتنا على تذكر المعلومات أكثر من الكمبيوتر أو الهاتف الذكي
إذا كنت تراجع لاختبار كبير، فمن الأفضل استخدام قلم وورقة وليس الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر اللوحي، وفقاً لدراسة جديدة.
وفي هذا السياق، نشر موقع “ديلي ميل” البريطاني مقالا ترجمه موقع “صوت بيروت إنترناشونال” جاء فيه …
وجدت الدراسة أن تدوين الملاحظات على الورق يساعد أدمغتنا على تذكر المعلومات بشكل أفضل من الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف الذكي.
طلب باحثون من اليابان من 48 طالباً كتابة تفاصيل جدول عمل أحد الأشخاص باستخدام القلم والورقة أو الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين كتبوا المعلومات على الدفتر تمكنوا من تسجيل جميع التفاصيل بشكل أسرع من أولئك الذين استخدموا جهازاً إلكترونياً.
وعندما طلب منهم ذكر التفاصيل خلال مسح ضوئي للدماغ في وقت لاحق، أظهر أولئك الذين أخذوا ملاحظات مكتوبة المزيد من النشاط في مناطق دماغهم المتعلقة بالذاكرة واللغة والملاحة.
وفقاً للفريق ، إنّ الكتابة على الورق تنطوي على معلومات مكانية وملموسة فريدة ومعقدة توفر للدماغ المزيد من المعلومات لتحريك الذاكرة.
وقال مؤلف الدراسة وعالم الأعصاب كونيوشي ساكاي من جامعة طوكيو: “الورق أكثر تقدماً وفائدة مقارنة بالوثائق الإلكترونية لأن الورق يحتوي على المزيد من المعلومات الفريدة من نوعها لاستدعاء ذاكرة أقوى”.
وأوضح: “الرسالة التي نستخلصها هي أنّه علينا استخدام دفاتر الملاحظات الورقية لتخزين المعلومات التي نحتاج إلى تعلمها أو حفظها”.
في دراستهم ، قام الفريق باستقطاب 48 طالباً متطوعاً ، تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاماً ، تم فرزهم بالتساوي إلى ثلاث مجموعات بناء على قدرات الذاكرة والجنس والعمر وتفضيل الوسائط/الكتابة الرقمية أو التناظرية وعوامل أخرى.
تم توجيه كل مشارك لقراءة محادثة خيالية بين شخصيات تناقش خططها للمستقبل القريب، بما في ذلك 14 مواعيد شخصية مختلفة، أوقات الصفوف وتواريخ تسليم المواعيد النهائية.
سجل المتطوعون هذا الجدول باستخدام الورق والقلم أو الجهاز اللوحي مع قلم أو الهاتف الذكي مع واجهة شاشة تعمل باللمس. لم يطلب منهم حفظ الأحداث.
بعد ساعة، والتي تضمنت استراحة ومهمة غير ذات صلة لصرفهم عن التفكير في التقويم ، تم وضع المشاركين على جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وتم إجراء فحص للدماغ أثناء إجابتهم على أسئلة مختلفة حول الجدول الزمني.
وجد الفريق أن المشاركين الذين استخدموا دفتر بيانات ورقي لكتابة الجدول الزمني الخيالي قاموا بذلك بشكل أسرع 11 دقيقة ، بدلاً من 14لمستخدمي الكمبيوتر اللوحي و 16 لمستخدمي الهواتف الذكية.
أولئك الذين يستخدمون الأجهزة بانتظام في حياتهم الشخصية كانوا بطيئين في إدخال البيانات مثل تلك التي تفضل الأدوات التناظرية، والتي قال الفريق أنها تشير إلى أن فرق السرعة كان مرتبطاً بحفظ وترميز البيانات في الدماغ.
في الجزء المتعلق بالأسئلة من التجربة ، تم العثور على أنّ أولئك الذين استخدموا القلم والورق فقط حققوا نتائج أفضل من المتطوعين الآخرين على أسئلة الاختبار البسيطة.
ومع ذلك ، قال الفريق ، تم العثور على أنّ أولئك الذين استخدموا الورق يظهرون المزيد من نشاط الدماغ عند تذكر الجدول الزمني في مناطق الدماغ المرتبطة باللغة والتصور الخيالي والذاكرة والملاحة.
وقال الباحثون أن نشاط منطقة الحصين على وجه الخصوص يشير إلى أن استخدام القلم والورق قد يسمح للناس بالتقاط تفاصيل مكانية أكثر ثراء يمكن تذكرها لاحقاً ونقلها إلى العقل.
وأوضح البروفيسور ساكاي: “تحتوي الأدوات الرقمية على تمرير موحد لأعلى ولأسفل وترتيب موحد لحجم النص والصورة ، كما هو الحال في صفحة الويب”.
ولكن إذا كنت تتذكر كتاباً مادياً مطبوعاً على الورق ، فيمكنك أن تغمض عينيك وتصور الصورة ثلث الطريق لأسفل على الصفحة على الجانب الأيسر ، بالإضافة إلى الملاحظات التي أضفتها في الهامش السفلي.”
وبالنظر إلى ذلك ، أضاف الفريق ، يمكن للمرء أن يكون قادراً على تحسين تذكر الملاحظات المسجلة رقمياً عن طريق إضافة هوامش فريدة ، مثل تسليط الضوء على ممارسات تدوين الملاحظات المكتوبة المعلّم عليها أو التسطير عليها أو تدويرها.
في حين ركزت الدراسة الحالية على التعلم والتذكر ، قال الباحثون أنهم سيشجعون على استخدام الورق لملاحقات إبداعية أخرى أيضاً.
وعلق البروفيسور ساكاي قائلاً: “من المعقول أن يصبح إبداع المرء أكثر فائدة إذا تم تخزين المعرفة المسبقة بتعلم أقوى واسترجاعها بشكل أكثر دقة من الذاكرة”.
“بالنسبة للفن أو تأليف الموسيقى أو الأعمال الإبداعية الأخرى ، أود أن أؤكد على أهمية استخدام الورق بدلاً من الأساليب الرقمية.”