أخبار لبنان

لبنان في المرحلة الاخيرة لانتشار فيروس كورونا

بترا خوري: لبنان مُصنف عالي الخطورة

يدخل قرار إقفال عدد من البلدات والقرى اللبنانية بشكل كامل صباح اليوم حيّز التنفيذ، وسط اعتراض بعض البلديات التي اعتبرت أنّ القرار مجحف بحقّها، وذلك في وقت يواصل فيه عدّاد فيروس كورونا اليومي تسجيل أرقام قياسية تتجاوز الألف إصابة حتى تخطّى عدد الإصابات الإجمالي 42 ألفا.

في سياق متصل أعلن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة، أن فرقا طبية سنطلق عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، من الوزارة لإنجاز فحوص PCR في المدن والبلدات المئة واحدى عشرة التي سيتم إغلاقها بهدف الكشف على الواقع الوبائي في هذه البلدات والسعي للحد من تفشي وباء كورونا المستجد.

قرار الإقفال الذي يمتد لأسبوع جاء بعد دخول لبنان “المرحلة الأخيرة لانتشار الوباء”، بحسب توصيف بترا خوري مستشارة رئيس الوزراء للشؤون الطبية في حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. خوري وفي حديث مع “الشرق الأوسط”، أشارت إلى أنّ لبنان مصنف “عالي الخطورة” حيث نسبة الإشغال في المستشفيات تخطّت الـ 90 بالمائة، ولا سيّما في بيروت وجبل لبنان، فضلا عن تراوح نسبة الفحوصات الإيجابية من عدد الفحوصات العامة بين 9 و10 بالمائة خلال الفترة الأخيرة، مذكرة بأنّ لبنان كان يسجّل آخر 14 يوما 250 إصابة لكلّ 100 ألف، وهذا مؤشر سلبي.

ولفتت خوري إلى وجود مؤشر سلبي آخر في موضوع كورونا، يتمثّل “بتضاعف عدد الوفيات بسبب الفيروس بوتيرة أسرع من الوتيرة العالمية”. وحيال هذا الوضع، كانت وزارة الداخلية وانطلاقا من توصيات لجنة كورونا الحكومية قررت إقفال 111 بلدة تركزت معظمها في جبل لبنان والشمال، عوضاً عن إقفال البلد بشكل تام.

وفي الوقت الذي رأت فيه بعض البلديات أنّ قرار وزارة الداخلية بالإقفال غير مبرر، متمنية إعادة النظر به، أوضحت خوري أنّ اختيار البلدات والقرى “كان على أساس معيار عالمي يتم اعتماده في البلدان التي لا تريد إغلاق البلد بشكل كامل”، وأنّه كان انطلاقا من “نتائج مسح لعدد الإصابات وتحويلها على أساس كلّ 100 ألف نسمة وبعدها تمّ إقفال المناطق التي صنّفت ذات (مستوى الخطر المرتفع)، والتي سجّلت 8 حالات إصابة يومية على أقل تقدير لمدة 14 يوما”.

وأشارت إلى أنّ تقييم آخر لوضع هذه البلديات والقرى سيتم بعد أسبوع الإقفال، ليعاد تصنيفها مرة أخرى، لافتة إلى أنّ الإقفال سيساعد وزارة الصحة في التتبع والحد من انتشار الفيروس.

عراجي: من جهته رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أنّ “قرار الإقفال قرار سليم في ظل الانتشار الواسع للوباء وتعب القطاع الصحي بسبب الضغط عليه”، لافتا في حديث مع “الشرق الأوسط” إلى أّنّ الجسم الطبي والتمريضي “بات منهكا كليا”، وأنّه لا يستطيع الاستمرار في حال عدم تدارك الأمر.

واعتبر عراجي أنّ العبرة الحقيقية دائما ليست بالإقفال بل بالتطبيق، “فلا معنى لإقفالات تشبه الإقفالات الماضية والتي كانت حبرا على ورق”، داعيا الجهات المعنية إلى القيام بواجباتها والحرص على تطبيق قرار الإقفال، والمواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية لأن الاستمرار بالوضع الحالي قد يضعنا “قريبا أمام كارثة حقيقية”. وفي ما خصّ قدرة المستشفيات الاستيعابية، أشار عراجي إلى أنّنا “بتنا في وضع حذر جدا” وأنه كان من المتوقع وبعد الاتفاق الأخير بين وزارة الصحة والجهات الضامنة والمستشفيات الخاصة أن “يرتاح الوضع قليلا”، إلّا “أنّ شكاوى عدة لا تزال تصل يوميا بخصوص رفض مستشفيات الخاصة استقبال مرضى كورونا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى