“صدفة كورونا” تقود إلى اكتشاف حمام في إسبانيا
أدت بعض أعمال الترميم وضربات المطرقة إلى اكتشاف مذهل من طرف العمال في حانة “خيرالدا” في إشبيلية جنوبي إسبانيا، فتبين أن حماما تقليديا من القرن الثاني عشر بزخرفاته الإسلامية التاريخية كان مخبأ تحت الأسوار والزينة الحديثة.
وهذا الحمام الذي يقع في شارع ماتيوس غاغو بالقرب من كاتدرائية إشبيلية تم نسيانه بعد أن كان من أكثر الحمامات الإسلامية إقبالا في عصر بنائه، بحسب ما جاء في جريدة “الباييس” الإسبانية.
ويقول الباحث في جامعة إشبيلية، بشير محمد لحسن في تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذا الاكتشاف الأثري يساهم في التعرف أكثر على طريقة عيش المسلمين في هذه المدينة في عصر الموحدين، كما أنه أمر يتكرر في إسبانيا، سواء في جنوبها أو وسطها.
ويضيف، “عادة ما يتم العثور على المآثر التاريخية في إسبانيا عبر تقديم الباحثين في علم التراث لمشاريع يتم تمويلها، لكن في حالتنا هذه، يمكن أن نقول إن الصدفة صنعت الحدث. لأن قيام صاحب الحانة بالترميم في فصل الصيف بسبب الإغلاق الناتج عن تداعيات وباء كورونا، أدى إلى اكتشاف حمام فريد من نوعه، ليس فقط في إسبانيا بل في البرتغال وكل المناطق التي وصلها المسلمون ويوجد فيها مثل هذا النوع من العمران”.
وبحسب ما أكده عالم الآثار ألفارو خيمينيز لصحيفة “إلباييس”، فإنه الحمام الإسلامي الوحيد الذي يحتوي على زخرفة متكاملة. “الحمام مطلي بالكامل، من أعلى إلى أسفل، بزخرفة إسلامية هندسية عالية الجودة. وهو مكون من غرفة باردة مزينة بقبة مثمنة الشكل ترتكز على أربعة أعمدة تمثل الغرفة الرئيسية الحالية للحانة، وغرفة ساخنة أصبحت مطبخا لكن لم يبقى منها سوى القوس في المدخل”.
وفي هذا الشأن، يوضح بشير أن هذه الدقة في التصميم وجودة الزخرفات التي احتفظت بشكلها لقرون وبحكم قرب الحمام من مسجد الموحدين الذين بسطوا نفوذهم على منطقة الأندلس ما بين 1146 و1269 يعطي بعض الإشارات إلى أنه شخصيات بارزة في الدولة الموحدية كانت ترتاده ولم يكن مجرد حمام تقليدي عادي مفتوحا أمام عامة الناس”.
ويتابع أن هذا الترميم ليس الأول من نوعه في المكان، “بل سبقته أعمال ترميم مهمة في بداية القرن العشرين وربما المهندس المعماري وجد الحمام ومع ذلك مضى في بناء الفندق، لأنه لم ير في ذلك أهمية، كونه كان مهجورا من الزبائن وإسبانيا كانت غير معروفة سياحيا وبالتالي فضل المنفعة العامة”.