أصدقاء الكلمة نيوز

مريم… يا والدة الاله

بقلم بيار بطرس

اختارها الله لتكون أم المتأنّس ومربيته وسنده ومرافقته وعروسة روحه القدوس…

هي التي قالت نعم انا أمة الرب…

هي التي سهرت على نجاح العرس في قانا وتنبّهت إلى نفاذ الخمر، وما هو العرس سوى خلاصة تاريخ البشرية…

هي التي بسلامها ارتكض يوحنا المعمدان في بطن نسيبتها أليصابات…

هي أم الكرمة وأم النور وأم الحياة وأم الكنيسة ووالدة الإله الفائقة قداستها…

هي المرأة التي تعاديها الحيّة…

هي التي عانت الإضطهاد وسمعت نحيب أمهات أطفال بيت لحم وتألّمت لآلامهم…

هي الجميلة والبريئة من كل عيب…

هي العليقة المشتعلة إيمانًا وطاعة وخدمة ومحبّة…

هي الأرض الخصبة التي نبتت فيها شجرة الحياة فصارت انعكاسًا للحياة…

هي المراة الملتحفة بالشمس، شمس البر…

هي التي كفّنت ابنها في الميلاد…

هي التي حمته وهربت فيه إلى مصر مع خطيبها يوسف…

هي مسكن الشريعة الجديد…

هي عرش الله على الأرض…

هي أم الرسل ومرشدة الكهنة…

هي التي أخذ الكلمة جسده من جسدها…

هي أوّل بيت قربان…

هي التي لم تفارقه في رسالته…

هي الحاضرة على الصليب وفي العنصرة…

هي الدائمة بتوليتها والمنتقلة إلى السماء بالنفس والجسد والمعصومة من كل الخطايا…

هي المباركة من بين جميع النساء…

هي التي حملت ابنها قبل أن يحمل صليب الخشب…

هي المطعونة معه بسيف جاز قلبها…

هي الطوباوية التي سمعت وتأملت وعاشت كلمة الله…

كل هذه الصفات وغيرها من المواهب والوزنات التي تحملها مريم العذراء، ويأتيك أحدُهم يرفض شراكة مريم بالفداء…!!

الفداء تصميم إلهي وتتميم إلهي…
ولكنّ الله أبى أن يكون وحيدًا في عمله الخلاصي…

لهذا اختار معه وله رسلاً…
وبنى كنيسة…
وأرسلنا إلى أقاصي الأرض لنبشّر بخلاصه…

وما عملنا سوى اشتراكًا وشراكة ومشاركة وشركة بعمل الله…

باتّحادنا به صرنا ورثته… لا بل صرنا صوته ووكلاؤه ونوّابه وممثّليه وجنده…

افتدانا المسيح بجسده السري لنصير به أجسادًا قربانية تعطي ذاتها مثله…

يسوع الذي حوّل الماء إلى خمر في قانا والرسل هم الذين ناولوا المدعوّين… فماذا ينفع تحويل الخمر إن لم يتذوّقه الساهرون؟؟

ولماذا نمات النهار والليل كلّه؟

ولماذا نصلّي للآخرين ونعلّمهم ونعمّدهم ؟ لماذا نعظ ونبشّر؟

هل “حَمل”ُ صليب البشرى بالخلاص وتحمّله في الحرب والجوع والفقر والإضطهاد حتى الموت غريب عن آلام المسيح الخلاصية او منفصل عنها؟!

ولماذا قال بولس: أكمّل في جسدي ما نقص من آلام المسيح!!!

وأخيرًا وليس آخرًا:
هل سألتم الرب إذا امتعض أو انزعج باعتبار أمّه “شريكة بالفداء”؟

ملاحظة: المجمع الفاتيكاني لم يعلِن عقيدة “مريم شريكة بالفداء” كي لا يضيف شرخًا إضافيًّا مع باقي الكنائس، وليس رفضًا للعقيدة…

إنّ عدم إعلان الشيء لا يعني بالضرورة رفضه…

وبالنسبة لمن يعتبرون كلمة “شريكة” هي خطأ في الترجمة، لهم نقول: وهل أخطأ نيافة الراحل البطريرك صفير عندما قال عن مريم في إحدى عظاته المكتوبة بأنها “شريكة الفداء”؟!

#كلّناشركاء بالفداء مع مريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى