ثقافة وفنون

ميراي ذهب لـ”المنبّه”: الفن والمحاماة رسالة واحدة بعنوان صريح…خدمة قضايا الإنسان والإنسانية

خاص – “المنبّه”

لم تكن تعلم أن الأبواب الموصدة بأكبر المفاتيح ستفتح احترامًا لموهبة فذة ناضلت برقي لإثبات وجودها.

ولم تكن تتوقّع يومًا أن الصوت الذهبي المحمّل برسائل حب وتعاطف، سيلتقي مع مهنة الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، في مسار أرادته إنسانيا في حياتها بعنوان واحد وعريض “السلام والجرح المستقيل”.

هي المحامية الفنانة ميراي ذهب، التي استطاعت بذكائها وحكمة خياراتها، أن توظّف عطاءاتها بالتوازي بين موهبتين خصّها الله بهما، الصوت الجميل والرؤية الناضجة في الدفاع عن حقوق المظلومين.

التقاها  المنبه في حوار هذا نصه:

  • بداية،لمن يعود الفضل في اكتشاف موهبتك الفنية وكيف كانت انطلاقتك في هذا المجال؟

لوالدي فضل كبير في اكتشاف واحتضان موهبتي الفنية منذ نعومة أظافري، فهو فنان يجيد العزف على العود، ويتمتع بصوت رائع أهّله للفوز في برنامج استديو الفن في العام 1978. فنشأتي في بيت فني ساعدتني كثيرًا للانطلاق والمثابرة خصوصًا وأنه كان يشجعني على المشاركة في الحفلات المدرسية والكورال في الكنائس قبل أن نهاجر إلى كندا.

  • هل تذكرين أول مرة غنّيت بها أمام جمهور؟

كنت في عامي الثالث يوم اصطحبني والدي معه إلى إحدى الحفلات المدرسية، وغنّيت “اعطونا الطفولة “، وباللغات الثلاث، فتلك التجربة لا زالت محفورة في رأسي. وكرّت بعدها سبّحة الحفلات الطفولية.

  • ما الذي تغيّر مع وصولك إلى كندا على المستوى الفني؟

في الحقيقة لم يتغيّر الوضع كثيرًا، إنما تغيّرت اتجاهاتي الفنية. فلقد اكتشفت حبي للغناء باللغة الأجنبية، وهنا بدأت مرحلة جديدة في مشواري الفني تراوحت ما بين الغناء والتأليف والتلحين الموسيقي، وقد بات في رصيدي حتى اليوم أكثر من ثلاثين أغنية.

  • في لبنان، الفرص أمام المواهب الفنية قد يكون لها نصيب وافر من الشهرة. هل تعتقدين أن هجرتك إلى كندا كانت السبب في عدم انطلاقتك فنيًا بالشكل الذي تطمحين؟

من الطبيعي أن الفن في لبنان له نكهته الخاصة، ولو قدّر لي أن أعيش فيه في مرحلة ما بعد برنامج سوبر ستار لكان الوضع تغيّر بالتأكيد، وأن شأنًا خاصًا كان سيرسم لمستقبلي الفني، لكن ظروف هجرتنا إلى كندا واستقرارنا الدائم على أراضيها غيّر كل مخططات حياتي.

دعيني أقل، اليوم، ومع هذا التطور الحاصل في التكنولوجيا –انترنت، مواقع تواصل، يوتيوب وغيرها – باتت الأمور أسهل، وعلى الرغم من أن موضوع الغناء في كندا مختلف كثيرًا عن العالم العربي، لكن باعتقادي أنه بات أفضل في ظل التطوّر الحاصل.

  • أنت فنانة تحمل كل معاني الإنسانية في رسالتها الفنية، كما تمارسين مهنة المحاماة التي تدافعين من خلالها عن حقوق الناس، ما بين الاثنتين أيهما الأقرب إلى قلبك؟ وأين تجدين نفسك؟

سؤال فيه من الأهمية ما لا أستطيع الإجابة عنه إلا بسؤال صريح: هل تستطيع الأم أن تفاضل بين أولادها؟ وهل يستطيع إنسان أن يفاضل بين عينيه؟

لقد كبرت وترعرعت في بيت فني ساهم في صقل موهبتي الفنية إلى حد كبير، وما اختياري للحقوق كاختصاص مهني إلا من باب العشق للدفاع عن حقوق الناس وهذا جزء من ميراي الإنسانة، وما بين الفن والمحاماة أجد نفسي أمام هدف سام، رسالة وحيدة مفادها خدمة الإنسان والدفاع عن حقوقه.

  • ماذا أعطتك تجربة “سوبر ستار” وماذا علّمتك؟

تجربة سوبر ستار أعطتني الكثير على المستويين الشخصي والفني، فعلاقتي بزملاء البرنامج تحوّلت إلى صداقة تفرض التواصل الدائم في ما بيننا، منهم من اختار طريقًا جديدًا ومنهم من تابع مشواره الفني الذي نلتقي على تفاصيله  في كثير من الأحيان. أما بالنسبة إلى المستوى الفني فقد استطعت من خلال البرنامج أن أشقّ طريقًا مغايرًا في عالم الفن بأدائي أغان باللغة العربية التي لم أكن أتقنها على عكس الغناء باللغتين الفرنسية والانكليزية، من هنا زادت ثقتي بنفسي أكثر وبتّ مرتاحة للتعامل مع الموسيقى العربية بسلاسة وطواعية ما شجعني على تطوير أذني الموسيقية العربية التي ساعدتني اليوم على تسجيل أغان بصوتي لمطربين كبار على طريقة الكوفر. هذا طبعًا إلى تعرفي على شخصيات رائعة في الوسط الفني كالأستاذ الياس الرحباني والسيدة فاديا طنب، الملحن زياد بطرس وغيرهم، أفدت من ملاحظاتهم وتدريباتهم.

  • انطلقت بعمر صغير، هل تعتقدين أنك حققت الحلم الذي كبر معك؟

أحلامي كثيرة وأسعى إلى تحقيقها بتأن وترو. حققت بعضًا منها وما زالت المشاريع في جعبتي متعددة، لكن إن سألتني عن أهم طموحاتي فأقول ليتني أستطيع الوصول إلى المسارح الكبيرة برفقة أهم الفرق الموسيقية، وهذا طموح كل إنسان فنان يعمل بجد.

  • ماذا في جعبتك اليوم؟

أنا بصدد التحضير لأغنية جديدة من كلمات السيدة فريدا نادر ستنزل قريبًا إلى الأسواق، كما أعمل على تجديد إحدى الأغاني التي سبق وقدمتها باللغة الانكليزية من كلماتي وألحاني، كما أعمل على كوفرللسيدة  فيروز إضافة إلى مشاريع اخرى قيد الدرس.

  • كلمة اخيرة؟

ألف مبروك انطلاقة الموقع الجديد، فكم نحن بحاجة إلى أقلام جديرة بالاحترام، وإعلام نبني عليه وننتظر منه الكثير. شكرًا لدعمكم مسيرتي وبالتوفيق إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى