بالنّسبة للكثيرين، إنّ إضافة الملح بشكلٍ مفرط إلى وجبات الطّعام أمرٌ طبيعيٌّ لكن في الواقع كشفت دراسة ألمانية أنّ الإكثار من الملح قد يكون خطراً على الصّحّة إذ لا تؤدي هذه العادة إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدّم فحسب بل قد تؤدّي إلى اضطراب شديد فى توازن الطاقة فى الخلايا المناعية ومنعها من العمل بشكل صحيح.
ومن خلال الأبحاث والنظر في عملية التمثيل الغذائي للخلايا المناعية التي تعرضت لتركيزات عالية من الملح، ظهرت التغييرات بعد 3 ساعات فقط. وأفادت النتائج أن الملح يعطل سلسلة الجهاز التنفسي، مما يجعل الخلايا تنتج كمية أقل من الـ” أدينوسين ثلاثي الفوسفات” ATP، وتستهلك كمية أقل من الأوكسجين.
ويعتبر” أدينوسين ثلاثي الفوسفات” ATP الوقود الذي يمد جميع الخلايا بالطاقة، كما يوفر الطاقة لتصنيع البروتينات والجزيئات الأخرى اللازمة لقوة العضلات وتنظيم التمثيل الغذائي، ويتم إنتاجATP في الميتوكوندريا، أي “محطة توليد الطاقة” في الخلية، باستخدام سلسلة معقدة من التفاعلات الكيميائية الحيوية المعروفة بإسم “السلسلة التنفسية”، وعليه فإن الملح يؤدي إلى وقف كل هذه العمليات.
وتقول الدكتورة صبرينا جيسبرجر من معهد برلين لبيولوجيا الأنظمة الطّبية، إن الملح يعطل السلسلة التنفسية في الخلايا.
وخلصت الدراسة إلى أن العواقب الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول الملح قد تؤدي إلى نقص الطاقة، ما يتسبب في نضوج خلايا جهاز المناعة بشكل مختلف والذي قد يؤثر على أداء الجهاز المناعي للجسم، مما يزيد من تعرضه للإصابة بالأمراض بشكل كبير.
هذا بالإضافة إلى أن تناول الطعام المملح بشكلٍ مفرط يؤدي إلى تعزيز الاصابة بالالتهابات، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُشار إلى أنّ الأبحاث المستقبلية ستعمل على تحديد تأثير الملح على أنواع أخرى من الخلايا إذ أنّ الميتوكوندريا ليست موجودة في الخلايا المناعية فحسب.
