جاليات

بول عماد للمغتربين: مبادرة التبني التي أطلقناها مع سوبر ماركت مترو ليبان سترفع الجوع والعوز عن أهلنا في لبنان

كسرت الازمات المتلاحقة، الاقتصادية، الاجتماعية، الكورونية وغيرها الكثير.. جناح اللبناني المقيم باستقواء لا هوادة فيه، فكان جناح نظيره المغترب، السدّ المنيع في وجه الظلمات التي أنهكت البلاد والعباد ولما تزل. فبعد المساعدات المالية، الغذائية والطبية ها هي سمكة التحويلات المندرجة تحت خانة “حياتية” تغمز من صنارة احدى اكبر المؤسسات “مترو ليبان” على أمل ان يكون التبني من كندا الى لبنان احدى فرص النجاة التي يشبكها لبنانيو الاغتراب مع اخوة لهم باتوا على قاب قوسين من موت حتى هو ميؤس منه في بلاد بات الذل فيها سيد الاسياد وحاكمها الممتاز.

بول عماد، ككل لبنانيي الانتشار هاله ما يعانيه ابناء بلده الأم من جوع وذل وحرمان، هو رئيس  Diaspora libanaise en action “دياسبورا ليبان”، فتحرك مع مجموعة من الاصدقاء باتجاه مدّ جسور تعاون غذائي مادي يرفع الغبن عن لبنانيي لبنان ويطمئن أهلهم الى حد ما في كندا، بتأمين متطلباتهم اليومية، التقيناه للحديث عن مبادرته الانسانية بدأه بالوقوف متأثرا عند ما يمر به لبنان من ويلات ومآس منذ مدة طويلة قائلًا: “وضع لبنان الكارثي دفع بكل أبنائه وعلى تعدد انتشارهم للوقوف يداً واحدة لتقديم المساعدات على أنواعها، والتي ساهمت والى حدّ ما بالتخفيف من “الحياة الجهنمية “التي يعيشونها،. من هنا كانت فكرة انطلاقة مبادرتنا والقائمة على تبنّي عائلات كندية أو اغترابية من أصول لبنانية تقيم في كندا وبلاد الاغتراب ،لنظيرتها اللبنانية المقيمة على أرض الوطن الجريح، سواء أكانوا من الاهل، الاصدقاء، أهل القرية او… وذلك بتخصيص مبلغ مالي شهري يؤمن الحاجيات اليومية لهم على مدى شهر كامل، على أمل ان تكون المساعدات دورية وبشكل منظم”.

سألناه عن أرباب المبادرة وكيفية آلية العمل عليها في ظل غياب رقابة على الاموال المرسلة من الخارج أجاب وبلهفة العارف ما وراء السؤال قائلًا: “التقينا مجموعة من اللبنانيين المنتشرين في بلاد الاغتراب على اطلاق مبادرة انسانية تجاه أهلنا في لبنان، ولما كنت على معرفة شخصية بآل جحا أصحاب مؤسسة  supermarché metro liban “مترو لبنان” المشهود لهم برقي الفكر والحسّ الانساني اللامحدود الى الكرم والمبادرات الخيّرة على مدار السنة، ارتأينا ان نمدّ يدنا للمساهمة في تعزيز شبع البطون دون المّس بكرامات الناس، فتلقفوا مبادرتنا بكل الحب والمحبة، ودون اي شروط تذكر، هم الذين تتمتع مؤسساتهم وعلى تعدد فروعها بالكفاءات العالية والمعطيات التكنولوجية المتطورة في ادارة اعمالهم كما القدرة التنظيمية العالية، فكان تنفيذ المشروع معهم والمتجلي باعطاء فرصة الخيار لكل انسان ممن أتيح لهم المجال ان يكونوا ضمن اللائحة الموضوعة،وبعد الحصول على بطاقته الخاصة carte de debitوالتي تصدرها سوبرماركت metro liban فور ارسال الاموال اليها، لشراء المواد التي تحتاجها عائلته لا ان تفرض عليه فرضًا”.

وأضاف: “ستقوم المؤسسة وتسهيلًا لآلية العمل وتنظيمه بإصدار بطاقات خاصة تخوّل حاملها وبالمبلغ الشهري المخصص له، ان يؤمن القوت الكافي لعائلته على مدى شهر كامل، وفي حال لم يستعمل المال الموجود في البطاقة كله، يضاف الى المبلغ المرسل في الشهر الذي يليه ما يساعد على العيش بكرامة ودون منّة من أحد”.

وأضاف قائلًا: “وفي هذه المناسبة أود ان أقول أننا على استعداد للتعاون مع أي مؤسسة لبنانية لتوفير حاجيات أهلنا شرط اعتماد الشفافية التامة، وفي اي منطقة من مناطق لبنان وجدت”.

وعن كيفية ارسال الاموال الى لبنان في ظل غياب الرقابة المالية اجاب: “تتولى جمعية icf برئاسة السيد ايلي كمال موضوع ارسال الاموال الى لبنان وهناك تتولى السيدة دنيز بستاني الاشراف على البطاقات وتوزيع الحصص كل وفق خياراته، فالعمل بشفافية هو كل هدفنا وايصال المعونة لكل محتاج هو كل ما نصبو اليه، فالجوع لا هوية له ولا دين، هو كافر لا يرحم اما نحن فنؤمن وبكل قوة برسالتنا الإنسانية البحت”.

مبادرتكم مرتبطة بمن له معيل او معين في بلاد الانتشار، ولكن هناك العديد من العائلات اللبنانية التي لا أقارب لها في المغتربات، فهل هناك من استثناءات معينة او آلية معتمدة من قبلكم لتأمين قوت هذه الشريحة الأكثر حاجة بين أهلنا في الوطن؟ سؤال طرحناه على عماد الذي سارع الى الاجابة بالقول “في الحقيقة، جلّ ما نتمناه ان تتخطى المساعدات المطروحة اطار الاهل والاقارب، ونحن بانتظار المتبرعين الذين لا خرائط اسمية يلتزمون بها، عندها سنعمّم في المناطق والقرى عمن يود ادراج اسمه التقدم لاجراء المقتضى، فهدفنا بالطبع الوصول لأكبر شريحة من أبناء بلدنا وعلى مساحة لبنان ككل”.

وفي هذه المناسبة أود ان أطلق، ومن خلال موقع “الكلمة نيوز” نداء لأهلنا المنتشرين في دول العالم عمومًا وكندا خصوصًا لنقول لهم هناك الكثير من العائلات ممن لا معيل لهم في المغتربات، فكونوا انتم هؤلاء الاهل، وكونوا أنتم الامل، وعندها ستعم الفائدة على الجميع.

ويؤكد عماد ان التبرع لتمويل حملة التبني هذه يتم online من خلال البريد الاكتروني الخاص بجمعية icf  وضمن الخانة المخصصة بـ “كيف أتبرع” أو عبر أي وسيلة أخرى مطروحة من قبلنا يجدها مناسبة.

كما ويحصل المتبرع في المقابل على وصل ضريبي يخولّه استرداد 40% من قيمة مدفوعاته ما يخفف من الاعباء المالية المترتبة عليه.

اما لمن يريد التبرع من خارج كندا فبامكانه زيارة الموقع الرسمي لجمعيتنا والتبرع من خلاله.

وفي الختام اشار عماد الى مرتكزات ثلاث يحتاجها اللبناني اليوم في بلده الام، الخبز اليومي، الطبابة والتعليم، مشيرًا الى توليهم مسؤولية المرتكز الاول على أمل ان يكونوا ملهمين لغير مؤسسات لتبني المرتكزات الباقية.

وختم مستشهدًا بقول الدكتور دال حتي “لبنان وطنك، فإذا عملت له وانت في الداخل، تبقى فيه، واذا عملت له وانت في الخارج يبقى لك” لبنان لنا في داخله كنا ام في الخارج.

للتبرع: اضغط lebanesediasporainaction.com   أو   federationicf.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى