لماذا فقدت شركة زووم “15 مليار دولار” من قيمتها السوقية؟
تراجعت أسهم شركة اتصالات الفيديو زووم Zoom Video Communications، بأكثر من 15% اليوم، ما أدى إلى انخفاض القيمة السوقية للشركة إلى حوالي 86 مليار دولار والقضاء على 15 مليار دولار من قيمتها السوقية، حسبما نقل موقع “فوربس”.
وبدأ هبوط الأسهم مساء الاثنين بعد إعلان أرباح الشركة للربع الثاني، حيث سجلت زووم إيرادات قياسية قدرها مليار دولار (بزيادة 54% على أساس سنوي) رغم اعتراف المسؤولين التنفيذيين بأن المبيعات من المحتمل أن تتباطأ بعد نمو “غير مسبوق” في ذروة حالة عدم اليقين التي خلقتها الجائحة في العام الماضي.
قالت كبيرة المسؤولين الماليين، كيلي ستيكيلبيرغ، في مؤتمر ما بعد إعلان الأرباح: “نحن سعداء بأن الأشخاص يشعرون براحة أكبر في الخارج من منازلهم والسفر، لكن هذا فعلًا هو السبب في التباطؤ الذي نشهده”، مشيرة إلى أن التعافي من الجائحة حدث “بسرعة أكبر قليلاً” مما توقعته الشركة سابقًا.
فيما زادت عمليات بيع الأسهم نتيجة قيام عدد كبير من محللي وول ستريت بخفض توقعاتهم بشأن أسعار أسهم زووم صباح الثلاثاء، حيث أشار المحلل في بنك دويتشه، ماثيو نيكام، إلى أن “النمو المعتدل بشكل كبير” سيرغم قيمة الشركة “على العودة إلى أرض الواقع” بعد صعود صاروخي بنسبة وصلت إلى 730% في العام الماضي. رغم الهبوط الكبير في سهم زووم، وصف محلل السوق آدم كريسافولي، مؤسس شركة Vital Knowledge Media، في رسالة بريد إلكتروني الثلاثاء، انخفاض السهم بأنه “مبالغ فيه”، مشيرًا إلى أن أعمال شركة زووم، التي تقدم خدماتها للشركات، لم تتباطأ على الرغم من النمو البطيء في أعمالها التجارية التي تستهدف الأفراد والشركات الصغيرة.
وقد وعد الرئيس التنفيذي إريك يوان، في مؤتمر إعلان الأرباح، بمضاعفة التركيز على قطاع مؤسسات بالشركة، قائلاً إن زووم ستستفيد من عدد متزايد من الشركات التي تختار تبني نموذج عمل هجين، حيث يواصل بعض الموظفين العمل عن بُعد.
ومع انخفاض الأسهم بحوالي 48% عن أعلى مستوى سجلته في أكتوبر/تشرين الأول، فإن سهم زووم ليس سوى أحدث الأسهم التي انتعشت خلال الجائحة، ولكنها تواجه الآن تراجعًا هائلًا في قيمتها. في الأسبوع الماضي، تراجعت أسهم شركة معدات التمارين الرياضية Peloton بنحو 13% بعد أن فشلت الشركة بالمثل في إثارة إعجاب المستثمرين بتقرير أرباحها للربع الثاني. وانخفضت سهمها الآن بنسبة 30% هذا العام على الرغم من الارتفاع الهائل بحوالي 400% في عام 2020. كما أن سهم شركة Teladoc للرعاية الصحية الافتراضية وشركة التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون أيضًا من بين الأسهم التي سجلت عوائد سلبية هذا العام بعد اندلاع الجائحة في وقت مبكر.
يجد قطاع التكنولوجيا الأوسع نطاقًا صعوبة أيضًا في مواكبة نموه الهائل الذي حققه العام الماضي. رغم ارتفاعه بنسبة 43% في عام 2020، إلا أن مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا ارتفع بنسبة 20% فقط هذا العام، بينما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 22%.
يقول كريسافولي: “نشرت الكثير من الشركات الكبيرة المستفيدة من الجائحة تقارير أرباح مخيبة للربع الثاني، لكن زووم كانت واحدة من أفضلها”. ويضيف: “من الواضح أنها تنل إعجاب وول ستريت كما فعلت خلال فترة الجائحة، ويمكن اعتبار ذلك أمرًا سلبيًا، لكن أعمالها أثبتت في الواقع أنها مرنة”.