الحروف المتباعدة.. حيلة جديدة لمساعدة الأطفال المصابين بعُسر القراءة
أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن زيادة المسافة بين الأحرف قد تساعد الأطفال الذين يعانون من عُسر القراءة.
وجدت دراسة بريطانية جديدة أن إجراء تعديل بسيط يتمثل في زيادة المسافة بين الأحرف يؤدي لتسهيل عملية القراءة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة الذي يسبب صعوبة في التهجئة والكتابة، وكذلك لزملائهم في الفصول الدراسية الذين لا يعانون من نفس المشكلة، وذلك وفقاً لموقع “يو بي آي” الأمريكي.
وأشار الموقع، في تقرير نشره السبت، إلى أن الدراسة قد اختبرت تأثيرات ترك مسافات “كبيرة للغاية” بين الحروف على سرعة القراءة لدى الأطفال في المدارس ودقتها.
وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أن ترك مساحة إضافية بين الأحرف في الكتب يجعل مهمة القراءة بصوت عالٍ أسهل قليلاً للأطفال الذين يعانون من عُسر القراءة أو حتى هؤلاء الذين لا يعانون منه.
وتابع الموقع: “أظهرت الدراسة أن هذه الحيلة قد عززت من سرعة القراءة لدى الأطفال بشكل عام خلال اختبار مدته 3 دقائق، وكذلك تقليل أخطاء القراءة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من عسر القراءة”.
وتضمنت الدراسة، التي نُشرت في مجلة ” Research in DevelopmentalDisabilities” مشاركة 32 طفلاً يعانون من عسر القراءة و27 طفلاً لا يعانون من هذه المشكلة، وجميعهم متطابقون في العمر ومعدلات الذكاء، وطلب الباحثون من كل طفل قراءة أربعة نصوص قصيرة بصوت عالٍ، مع وبدون وجود مسافات إضافية بين الأحرف.
ووجد الباحثون أن تباعد الأحرف قد أدى لإحداث فرق في سرعة القراءة لدى الأطفال الذين لا يعانون من عسر القراءة والذين قرأوا بنسبة 5% أسرع، ولكن كان التحسن أكبر بين الأطفال المصابين بعُسر القراءة بنسبة 13%.
ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة ستيفن ستاج: “أحد الجوانب الرائعة للتباعد الإضافي بين الأحرف هو أنه يمكن استخدامه للجميع في الفصل وسيؤدي لإفادة كافة الطلبة، فلا يقتصر الأمر على الأطفال المصابين بعُسر القراءة فقط”.
وحول ما إذا كان التباعد بين الأحرف، أو الاعتماد على أي مساعدات بصرية أخرى، يحدث فرقاً ذا مغزى بشكل حقيقي للأطفال المصابين بعُسر القراءة، قالت إخصائية الطب النفسي العصبي للأطفال، والتي لم تشارك في الدراسة، دانييلا مونتالتو: “في حين أن هناك تصوراً شائعاً بأن عسر القراءة هو مشكلة بصرية، فإن سنوات من البحث تظهر
خلاف ذلك”.
وأضافت مونتالتو: “استبعدت دراسات متعددة أن عسر القراءة هو اضطراب في المعالجة البصرية، وبالتالي فإنه لا يتم علاجه أو دعمه من خلال استخدام الوسائل البصرية المساعدة، ولكنه بدلاً من ذلك يعتبر إعاقة لغوية متجذرة بشكل رئيسي في مناطق اللغة في الدماغ”.