ابراهيم كاجو أكبر تجار ومهربي السلاح ….لاجئ في كندا
أفادت مصادر جهادية مطلعة لـ”النهار العربي”، أن إبراهيم كاجو الذي يعتبر أحد كبار تجار ومهربي السلاح، قد انتقل مؤخراً من تركيا، حيث كان يقيم تحت رعاية الاستخبارات التركية منذ سنوات، إلى كندا بذريعة اللجوء.
رحلة كاجو من تركيا إلى كندا جاءت بعدما خسر معظم الثروة التي جمعها نتيجة عمله في تجارة السلاح وتهريبه إلى الفصائل العسكرية والجهادية المناهضة للنظام السوري، وعلى رأسها تنظيم “داعش” الذي كان صاحب الحظ الأوفر في صفقات كاجو.
وفي مقطع مصور منشور على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بتاريخ 2 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، ظهر كاجو وهو يتباهى بالطريقة التي تصرف فيها بأمواله، حيث ذكر أنه اشترى مجموعة من العقارات يتراوح ثمن كلّ منها بين 150 ألف دولار إلى 200 ألف دولار، وأنه قام بتزويج إخوته وبناء مساكن لهم، وقال بتبجح واضح إنه تزوج مرات عدة، وفي إحدى الزيجات دفع مهراً مقداره 200 ألف دولار وكانت تعادل في حينه مئة مليون ليرة سورية، بحسب ما أكد في الفيديو. وعندما سأله متحدث في الفيديو عن مربحه بالكامل قال إنه “يفوق الوصف”، وبما أنه على ما يبدو لم يستطع إحصاء الأموال التي ربحها، فقد ذكر بعض الخسائر التي تعرض لها للدلالة على حجم المبالغ التي يجري الكلام عنها، فقال إنه خسر في صفقة واحدة 6 ملايين دولار، من بينها مليون و153 ألف دولار في صفقة مع “جيش المجاهدين”. وأضاف أنه كان يضع المبالغ المالية في صناديق ضخمة ثم يقوم بصبّ الباطون (الاسمنت) فوقها لحمايتها من السرقة، مشيراً إلى أن الصناديق كانت تحوي رزماً مالية من فئة الدولار وكل رزمة منها كانت تحوي مئة ألف دولار بأرقام متسلسلة، وفي نهاية المقطع يقول “شلون اختفت كل هالمصاري .. ما بعرف”.ورغم أن كاجو كان مجرد عامل بسيط قبل بدء الأزمة السورية، حيث كان يعمل عتّالاً في مستودع للأعلاف في بلدة سنجار بريف إدلب التي ينحدر منها، فقد أصبح نتيجة أوضاع معينة وتقاطعات مصالح بين فصائل متخاصمة من أشهر وأخطر تجار السلاح المعروفين في سوريا.سرعان ما تضاربت مصالح جبهة النصرة مع صفقات كاجو، ولا سيما في أواخر عام 2014 عندما اشتدت العداوة بين “النصرة” و”داعش” وتحول الخلاف على البيعة إلى معارك حامية بين الطرفين، الأمر الذي أوقف جزءاً من التفاهمات التجارية التي كانت قائمة بينهما، ومن ضمنها السماح بتمرير صفقات السلاح من مناطق البادية.
ونتيجة لشكوك “النصرة” في ولاء كاجو وحصولها على أدلة ترجح أنه يعمل لمصلحة “داعش” وبالتنسيق معه أكثر مما يعمل لمصلحتها، فقد قامت في شهر تشرين الثاني 2014 بحملة أمنية في منطقة تل طوقان بريف حلب أسفرت عن اعتقال شقيقه.
ويبدو أن هذه الضغوط هي التي دفعت كاجو للهروب إلى تركيا حيث أقام لبضع سنوات حتى نهاية العام الماضي، قبل أن يقرر لأسباب مجهولة مغادرة الحضن التركي الذي كان يرعاه طوال هذه الفترة والانتقال إلى كندا بصفة لاجئ. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تعلم السلطات الكندية بوجود كاجو على أراضيها وبمدى خطورته وقذارة الدور الذي لعبه في الحرب السورية، أم أنه دخل متخفياً تحت اسم مستعار؟
المصدر: “النهار”