.tie-icon-fire { display:none; }
طفولة

أسباب تراجع ذكاء الطفل

ربما تتذكر طريقة دراستنا عندما كنا صغاراً، حيث كنا نطمح دائماً إلى زيادة الوصول إلى التعليم والتغذية الأفضل، مقارنة بالأجيال السابقة، وهذا ما أدى إلى زيادة متوسط معدل الذكاء الأطفال في نهايات القرن الماضي، الآن، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الذكاء قد يكون في اتجاه عكسي، فأطفالنا أصبحوا أقل ذكاءً وانتباهاً، وللأسف إنها حقيقة علمية وعالمية.
تشهد الدراسات الحديثة التي أجريت في الدنمارك والنرويج والمملكة المتحدة أن هناك تباطؤاً ملحوظاً -بل وانعكاسا- في معدل الذكاء. في الواقع، انخفض معدل الذكاء في هذا العصر المذهل من التكنولوجيا، فقد أثبتت ذلك نتيجة اختبار الذكاء التي أجراها باحثون من مركز Ragnar Frisch للأبحاث الاقتصادية في النرويج، وكشفت أن الأطفال الذين ولدوا بدءاً من سبعينيات القرن الماضي يعانون من انخفاض ملحوظ في الذكاء.

علامات انخفاض مستوى الذكاء عند الأطفال

  • الافتقار إلى التركيز، وهو مصدر القلق الرئيسي لنسبة لمعدلات الذكاء، فهناك ضغط متزايد عالمياً على أن ما هو مهم الآن لن يكون مهماً بعد 10 دقائق.
  • عدم الالتزام بالمهام المعقدة.
  • عدم القدرة على اتخاذ قرارات موثوقة.
  • التأثير سلباً على ذكائنا العاطفي، حيث نصبح ضحايا لإرهاق اتخاذ القرار بسبب التحفيز التكنولوجي الزائد.
  • عدم قدرة أطفالنا على تخصيص الوقت اللازم لتحليل التحديات وحلها، ناهيك عن الوقت اللازم لإنجاز المهام؛ لأن الأمور تتغير بسرعة كبيرة.
  • تغير التكنولوجيا مفاهيم الوقت عند الأطفال، بسبب سوء استخدامها.
  • المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت، والتي تمنح الأطفال الذين يحلون مسألة ما إحساساً زائفاً بالذكاء؛ يقرأون بضعة أسطر على إحدى المدونات، وغالباً ما يتخذون إجراءات في الاتجاه الخاطئ، فتقل نسبة وجود الطفل الذكي.
  • تركيز الأطفال على هواتفهم الذكية، بحيث لا يتمكنون من تكرار ما يقال، فيهدد ذاكرة الطفل.

كيف تؤثر التكنولوجيا على الذكاء العاطفي؟

 

يتكون الذكاء العاطفي لدى الأطفال (EI) من أربعة مكونات رئيسية: إدارة الذات، والوعي الذاتي، والوعي الاجتماعي، وإدارة العلاقات. لكن يمكن للتكنولوجيا أن تخلق ضغوطاً وتؤثر على الأجزاء الأربعة للذكاء العاطفي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على التفكير أو العمل في المجتمع، فالإجهاد المزمن يؤثر على الفص الجبهي لدى الأطفال، وسيؤدي إلى مشاكل في التركيز والقدرة على إدارة العواطف بشكل فعال، وقمع الدوافع وحتى إكمال المهام.

ولا ننسى عبارة ألبرت أينشتاين الشهيرة: “لقد أصبح من الواضح بشكل مروع أن التكنولوجيا لدينا قد تجاوزت إنسانيتنا”، حيث بات الأطفال عندما يقرأون يفوتون نقطة أو اثنتين رئيسيتين في الموضوع؛ بسبب الإلهاء التكنولوجي.

لهذا يجب أن يشعر الآباء بالقلق من أن التكنولوجيا قد يكون لها آثار سلبية على أدمغتنا، لكن لا داعي للخوف؛ فإن الأمل يعود من جديد، حيث تنبأت دراسة مشتركة بين جامعة أكسفورد وجامعة ييل بأن الذكاء الاصطناعي سوف يقوم بأتمتة جميع المهام البشرية في الـ 45 عاماً القادمة، وجميع الوظائف البشرية في الـ 120 عاماً القادمة، لذلك لن نحتاج بعد الآن إلى القلق بشأن ذكاء أطفالنا المستقبليين.

ما هي أسباب انخفاض مستوى ذكاء الطفل بعد المرحلة الابتدائية؟

عشرات التلاميذ في الفصل الواحد متفاوتو القدرات والإمكانات والذكاء، بينهم المتفوقون في الدراسة وأيضاً المتخلفون، ومتوسطو المستوى، ومعيار هذا الاختلاف هو درجة التحصيل الدراسي، الذي يعتبر من أول المجالات التي تتيح للأطفال فرصة التعبير عن قدراتهم، ومواهبهم في صورة أداء فعلي ملموس، ورغم ذلك يبدو من الصعب على المدرسة تحقيق ذلك ما لم يستطع المربون تعرف ميول الأطفال واستعداداتهم الفعلية كي يتم تنميتها.
ولكن ما المعايير التي تستخدمها المدرسة حالياً لتعرف ذلك؟ أليست اختبارات التحصيل العادية، فهل هذه الاختبارات تحقق هدف رفع مستوى ذكاء الأطفال؟ إليكم العوامل النفسية والبيئية التي تؤثر على التحصيل الدراسي للطفل، سواء في المدرسة أو الأسرة أو المجتمع؟

تركيز الاختبارات المدرسية على جانب الحفظ والاستيعاب، وإهمال قدرات الفهم والاستنتاج والاستنباط، بالإضافة إلى القدرات والمواهب الخاصة.
مشكلة قياس مستوى الأداء الحالي للطفل عن طريق الاختبارات، والذي قد يعكس جزءاً بسيطاً من قدراته الحقيقية.

تأثر أداء الطفل بالكثير من المتغيرات، ولعل من أهمها طريقة الاختبار، ودرجة تقبل الطفل للمادة الدراسية، وعلاقة الطفل بواضع الاختبار “المعلم”، وغير ذلك من المتغيرات التي قد تحول دون حصول الطفل على درجات تعبر عن مستوى تحصيله الحقيقي.

عدم استخدام مجموعة من المعايير للتعرف على المتأخرين دراسياً من الأطفال بدلاً من الاقتصار على معيار واحد فقط، سواء كان نسبة الذكاء أو مستوى التحصيل الدراسي أو آراء المعلمين.

كيف نعرف الطفل الذي يتراجع ذكاؤه؟

الطفل المتأخر دراسياً هو الطفل الذي يتمتع بمستوى ذكاء عادي على الأقل، وقد تكون لديه بعض القدرات والمواهب التي تؤهله للتميز في مجال معين من مجالات الحياة، ورغم ذلك يخفق في الوصول إلى مستوى دراسي يتناسب مع قدراته أو قدرات أقرانه، وقد يرسب عاماً أو أكثر في مادة دراسية، ومن ثم يحتاج إلى مساعدات أو برامج تربوية علاجية خاصة.

لماذا يتخلف الصغار في الدراسة؟

ويتوقف نجاح مواجهة مشكلة التأخر الدراسي على تحديد أسبابه، وهي:

أولاً – أسباب خاصة بالطفل

ما بين اضطرابات عضوية مثل: إصابات أثناء ولادة الأم، ونقص الأكسجين، والأمراض المعدية، وسوء استخدام العقاقير الطبية أثناء الحمل، وسوء التغذية، فضلاً عن العوامل الوراثية، كما قد ترجع إلى اضطرابات الحواس، أو اضطرابات الإدراك الناتجة عن خلل في الجهاز العصبي المركزي، ولكن ثمة صعوبة في تحديد سبب عضوي معين للتأخر الدراسي أو أي مشكلة تعليمية أخرى محددة.

ثانياً – الاضطرابات النفسية للطفل

مثل ضعف الثقة بالنفس، أو النشاط الزائد، أو السلبية الزائدة، أو الشعور بالنقص، وتوقع الفشل، وعدم الاتزان الانفعالي، وقد يرجع التأخر الدراسي أيضاً إلى انخفاض مستوى دافعية الطفل للتعلم، وانخفاض حماسه للإنجاز، وكذلك انخفاض مستوى طموحه، وعدم الإقبال على استذكار الدروس أو عمل الواجبات المنزلية، واستخفافه بالدراسة، وانشغاله بأمور أخرى.

ثالثاً – أسباب خاصة بالأسرة

أحياناً يشعر أحد الوالدين، أو كلاهما، بأنه يستمد مركزه وقيمته من خلال إنجازات طفله، وتقدمه في الدراسة، وقد يعنفه بشتى الطرق، ويحاول دفعه إلى المذاكرة ليلاً ونهاراً، ظناً منه أن ذلك هو الأسلوب الأمثل الذي سوف يساعده على التفوق، ولكن للأسف قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية في بعض الحالات، وقد يتبادل الوالدان الاتهامات بشأن تقصير الطفل في الدراسة، وهناك عوامل أسرية مباشرة تؤدي إلى التأخر الدراسي للأطفال، وهي:

  • اضطراب العلاقة بين الزوجين، كما يظهر في التوتر والشجار والمستمر، والتهديد بالانفصال.
  • قسوة الوالدين في معاملة الطفل، والحد من حريته، وعدم تشجيعه على التفاعل مع الآخرين.
  • شعور الطفل بالنبذ والإهمال من قبل والديه، وعدم احترام آراء الطفل والسخرية منها.
  • كثرة عقاب الطفل دون مبرر.
  • تذبذب الوالدين في معاملة الطفل والتفرقة بين الأبناء في المعاملة.
  • نعت الطفل بصفات سلبية؛ مثل: الكسل أو الغباء أو الإهمال.
  • انشغال الوالدين عن الطفل أو تغيبهما كثيراً عن المنزل، مما قد يشعره بعدم الاهتمام، وفقدان الرعاية.
  • انخفاض المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي للأسرة، ما يسفر عن حرمان الطفل من حاجاته الأساسية، أو تلبية متطلباته المدرسية، وكذلك انتشار الأمية بين الآباء والأمهات، وانخفاض المستوى الثقافي للأسرة، أيضاً شغل الطفل وتكليفه بأعباء منزلية كثيرة، وكثرة غيابه عن المدرسة.
  • عدم تنظيم وقت الطفل، وتركه ينشغل بأشياء أخرى كثيرة؛ مثل التلفزيون، أو اللعب في الشارع، أو الخروج إلى أقران السوء.
  • وضع أهداف غير واقعية للأبناء لا تتناسب مع قدراتهم، وإرغام الطفل على المذاكرة فترة طويلة، دون مراعاة لميوله أو مواهبه الخاصة.

رابعاً: أسباب خاصة بالمدرسة

قسوة المعلمين وتسلطهم على الأطفال، ومن ثم كره الطفل لبعض المعلمين، مما يترتب عليه كره المواد التي يقومون بتدريسها فيرسبون فيها.
عدم ترغيب الطفل في المادة الدراسية، وتخويفه من الفشل، مما يجعله يخاف من المدرسة بصورة عامة.
كثرة استخدام المعلمين للتهديدات والتهكم على الأطفال أو السخرية منهم، وكثرة التحذيرات والإنذارات.
عدم شرح المعلم للدرس جيداً واعتماده على التلقين مع كثرة تكليف الأطفال بالواجبات المدرسية بما لا يتناسب مع قدراتهم وعقابهم على عدم إتمامها.
السخرية من الطفل والمنافسة غير المتكافئة مع أقرانه، بالإضافة إلى تفرقة المعلم في تعامله مع الأطفال، وكثرة المقارنة بينهم، مما يزيد من روح الغيرة والحقد بينهم.

حلول لرفع نسبة ذكاء أطفالنا

  • توعية الشباب بضرورة إجراء التحليلات الطبية اللازمة لاكتشاف أي أمراض يمكن أن تنتقل بالوراثة لأبنائهم، وبالتالي تتخذ الإجراءات المناسبة لتلافي تأثيرها.
  • توفير الرعاية الصحية المناسبة للأمهات أثناء الحمل، والوضع ثم متابعتهن وأطفالهن خلال المرحلة اللاحقة للولادة.
  • توفير الخدمات الصحية الجيدة للأطفال خلال الأعوام الأولى من عمرهم مع تزويدهم بالتطعيمات والتحصينات الضرورية؛ لوقايتهم من الأمراض المعدية.
  • استمرار الكشف وتنمية حواس الأطفال، خاصة حاستي السمع والبصر، ومن ثم علاج ما قد يطرأ عليهما من اضطرابات في وقت مبكر قبل أن تتدهور حالتهما، وتؤثران في تعلم الطفل.
  • توفير المناخ الأسري الجيد الذي يشعر معه الطفل بالأمان، وتجنب التوترات والشجار أمام الأطفال، وعدم دفع الطفل إلى الدراسة عنوة والعمل على ترغيبه فيها مع توفير المناخ المناسب للمذاكرة.
  • تجنب نقد الطفل كثيراً وتعنيفه وعدم مقارنته بغيره، سواء من إخوانه أو من زملائه.
  • عدم تكليف الطفل بأعباء منزلية كثيرة تشغله عن دراسته وتنظيم وقته بين إتمام الواجبات والترفيه.

مسؤولية المدرسة في الوقاية من انخفاض نسبة ذكاء الطفل

لا بد من توطيد العلاقة مع المدرسة لمتابعة مستوى الطفل الدراسي، واستخدام الطرق الإيجابية في التدريب، فهي أمر لا يمكن الاختلاف عليه، ويبدو أن ثمة إجماعات بين المتخصصين على أهمية: الاكتشاف المبكر، والتدريس الجيد؛ حيث إن عملية التعرف على الأطفال المتأخرين دراسياً ومشكلاتهم يجب أن تكون عملية مستمرة في المدرسة، كما يجب أن يعمل المعلم كموجه، عبر إستراتيجيات للتقرب من الطفل، وذلك من خلال تنظيم المهام وجذب انتباه الطلاب، وتحبيبهم بالدراسة من خلال الأساليب التعليمية المعاصرة.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى