جاليات

جفرا علّان لـ “الكلمة نيوز”: الدبكة جزء من تراثنا الجميل علينا المحافظة عليه، وموهوب العرب خطوة لافتة في تاريخ اغترابنا الطويل

الوصول الى الهدف بحاجة لاراء وانتقادات بناءة

ترقص الدبكة فتجعل من الارض هدّارة رغم انوثتها ولطافتها المعهودة، همّها نشر التراث العربي والفلسطيني تحديدا في المغتربات اهمها كندا حيث اختارت العيش وحيث الحضور الجاليوي العربي كبير، تحدثها فتكتشف ثقافة وحضورا لا جدال حولهما، مقلة في الكلام الا في مواضيع تلفت انتباهها ولعل اهمها واكثرها قربا الى قلبها أمومتها وطريقة تعاطيها مع اطفالها بلغتهم الام كما التفنن بابراز اوجه الجمال في الدبكة هي ابرز مفاصلها الجميلة في بلاد الانتشار. هي جفرا علّان مدربة الدبكة في فرقة زيتونة للفنون الشعبية التي التقيناها حول هذا الفن الجميل وتحكيمها في برنامج موهوب العرب في لقاء هذا نصه:

-لنتعّرف على جفرا علّان وماهية الفن الذي اختارته؟

في الاولويات انا أم لولدين صغيرين،درست الهندسة الكيميائية في الامارات واتجهت نحو التعليم في كندا كخيار مهني جديد، فلسطنية الاصل، اماراتية النشأة وكندية الاقامة. أعطي دروسا في الدبكة وانا حاليا جزء من اكاديمية زيتونة للفنون الشعبية  والتي تعنى وعلى وجه التحديد بالتراث الفني الفلسطيني.

دخلت هذا العالم منذ صغري حيث اراد والديّ ان نتعلم بعضا من تراثنا في مغترباتنا ومع الوقت تحوّل احساس “الفرض والواجب” هذا الى تعلّق بفن حملته معي الى الجامعة بحيث بت أدرب الطلاب على أصولها قبل اتخاذ قرار الهجرة الى كندا.

-حدثينا عن نشاطك الفني خارج وداخل كندا انت القادمة حديثا الى بلاد الاسفندان؟

بدأت الدبكة في عمر الـ 11 سنة ومع الوقت تطور ادائي وتحوّل من شبه هواية الى شغف وولع ومن ثم احتراف بانتسابي الى احدى الفرق في الامارات والتي ساهمت الحفلات التي احييناها من خلالها في الكثير من المناطق بانتشارنا سريعا، وبعد فترة من الوقت انتقلت الى فرقة ثانية قبل انتسابي الى الجامعة الاميركية في الشارقة، حيث كان التحول الجذري في حياتي الفنية، وبدل ان اتدّرب لاعرض بتّ ادرّب الطلاب ولاربع سنوات متتالية قبل تخرجي وانطلاقي الى الحياة.

مرّت فترة كنت أبحث فيها عن نفسي وعماذا أريد فكانت الدبكة هي خياري المحبب وبتطوعي بهيئة اغاثة فلسطين لتدريب السيدات على دبكة تراثنا اكتشفت مدى اقبال الصغار والشبيبة واهتمامهم بتعلّم هذا الفن الرائع فاتجهت الى نشر ثقافتنا الفلسطينية ومن باب الفن الراقي في عقول ونفوس تلك الشريحة من ابناء بلادنا المنتشرين في الامارات. ومع انتقالنا للحياة في كندا، كنت ابحث عما يربط اطفالي بأرضنا الأم، خوفا من فقدانهم هويتهم ولغتهم العربية، فكانت فرقة زيتونة للدبكة هي الواقع الذي كنت ابحث عنه لاسيما وان اهتماماتها هي نفسها التي ابحث عنها، وتم الاتفاق مع مؤسِسة الفرقة ان اعطي دروسا للاطفال وأخرى للسيدات وبهدف قررناه فني تراثي بلدي يساعدنا في الحفاظ على عروبتنا كفلسطيننين منتشرين ومن خلال الفن عموما والدبكة خصوصا.

-ما هي الاعمار التي تجدين الاقبال فيها لتعلم الدبكة مع افتقاد صغارنا للغتهم الام؟ وكيف تشجعيهم على الحفاظ عليها؟

تتراوح اعمار الطلاب المشاركين ما بين الخمس والـ 12 سنة للصغار أما بالنسبة للسيدات فالدروس متاحة لكل الاعمار. في الحقيقة، ألحظ ان الكثير من اطفالنا لا يجيدون اللغة العربية فأعمل على ايصالها الى قلوبهم وعقولهم من خلال الاغنية التي يدبكون عليها وبهذا يكون هدفي قد تحقق مرتين الاولى بالحفاظ على التراث من خلال رقص الدبكة والثانية بتلقين اللغة العربية من خلال الاغنية التي تجمع شعوب العالم أجمع. وفي المناسبة، دروس الاطفال وجدت الاقبال فيها من الصبية كمثل البنات وابنتي احدى تلميذاتي.

-رسمت مسيرتك الفنية الرائعة وحققت من خلالها نفسك، ما هو طموحك وما الدور الذي يلعبه زوجك في مسيرتك وبالتالي هل سنرى مستقبلا طفلتك تسير على خطاك وتعلم اصول وفنون الدبكة؟

رقص الدبكة هو من الفنون الرائعة جداً وهي وسيلة للتعبير عن مكنونات الذات بطريقة مغايرة عن الفنون الاخرى، ففي الامارات هدفي كان انشاء رابط للعمل التطوعي كما جمع الاموال للمؤسسة التي كنت ولا زلت اؤمن بها أما في كندا فمهمتي تتلخص ومن خلال فني بالحفاظ على التراث والهوية العربية وتحديدا الفلسطينية منها، هنا نلحظ اندثارا واضحا للعديد من الثقافات وهو ما يقلقني مستقبلا واحاول ان أتحاشاه على أقله مع اولادي وابناء جيلهم. طموحي تأسيس ناد ثقافي فني للاطفال يعمل على تمتين الروابط في ما بين الشعوب العربية من خلال الرسم، القصة ،الدبكة.

أما بالنسبة لزوجي فباختصار اقولها لولا دعمه ومساندته لي لما استطعت ان أحقق ذاتي بدء من تخصيص الوقت الكافي لتعليم دروس الدبكة مرورا بتغير مجالي التخصصي وصولا الى كل مبادراتي التي حققتها والتي ساحققها، انه السند الفعلي والزوج والصديق.

-انت اليوم تمثلين فرقة زيتونة لفنون الدبكة في برنامج “موهوب العرب” الذي يبث عبر محطة كنار تي في ماذا تقولين عن هذه التجربة؟

انها السنة الاولى لي كمحَكِّمة في برنامج المواهب الرائع، موهوب العرب، فهو يلقي الضوء على مواهب كثيرة لعرب منتشرين في كندا واميركا الشمالية ويبرز أهمية ثقافاتنا المتنوعة التي باتت بحكم المغيبة في ظل الوتيرة السريعة للحياة العملية في بلاد الاغتراب. انا سعيدة جدا بانضمامي الى لجنة تحكيم رائعة بكل مكوناتها كما سعيدة بتحملي هذه المسؤولية والتي وبالتأكيد ستزيدني غنى وثقافة واطلاع.

ماذا تقولين للمشتركين بشكل عام وان سجل البرنامج هذا العام غيابا لافتا للدبكة التي سجلت حضورا واعدا في العام الماضي؟

الموهبة كالنبتة كلما اعتنينا بها كلما كبرت وباتت اجمل، وهكذا هي الموهبة علينا تدريبها وصقلها بالدراسة والتمرين لتصبح أكثر من واعدة، لذا اتوجه لكل موهوب ومهما كانت هوايته ان يخصص الوقت الكافي للتدريب والدراسة فمن يدري ربما يوما ما يكون حاملها احد الحكام في برامج متنوعة. كما اود ان أقول للمشاركين في البرنامج ان يتناولوا ملاحظات اللجنة بصدر رحب ويعملوا بها، فالوصول الى الهدف بحاجة لاراء وانتقادات بناءة ولجنتنا من اهم المتخصصين كل في مجاله.

أما في ما خصّ الغياب اللافت هذا العام لفئة الدبكة فأتمنى ومن كل قلبي ان يعوّض عنه بحضور كثيف في السنة المقبلة.

كلمة اخيرة؟

اود ان اشكر القيمين على برنامج “موهوب العرب” واقدم لهم التهاني على نشر ثقافتنا الفنية باطار جميل وملفت في بلاد الاغتراب، كما أود ان أهنئ موقع “الكلمة نيوز” على المجهود الهائل الذي يقوم به لناحية تغطية نشاطات الجالية العربية وابراز وجهها الحضاري والثقافي المهم، كما على هذا الجهد الواضح في متابعة اخبار اللجنة والمشتركين وايصالها للناس بهذا الشكل الراقي اسلوبا وتغطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى