جاليات

من أجل العدالة والحياد: وقفة تضامنية وصلاة من أجل الضحايا ولبنان في تورونتو

بمناسبة الرابع من آب، ذكرى تفجير مرفأ بيروت، وبدعوة من رعيّة مار شربل في تورونتو، والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فيها، وتحت عنوان: “العدالة لبيروت والحياد للبنان”، أقيمت الذبيحة الإلهية برئاسة المونسينيور جوزف سلامة، خادم رعيّة مار شربل في ميسيسوغا، من أجل راحة أنفس الضحايا، ومن أجل لبنان، أعقبها لقاء في قاعة الكنيسة حضره ممثلون عن الأحزاب السياسية، والأندية اللبنانية، ومسؤولو وأعضاء الجامعة في تورونتو وضواحيها، يتقدمهم الرئيس العالمي الأسبق للجامعة الأستاذ الياس كسّاب، وعضو المجلس العالمي ورئيس مكتب الأمم المتحدة فيها إيلي جدعون، وحشد من أبناء الجالية.

أنشد كلٌّ من الطفلة ماريا قلعاني النشيد اللبناني، والشاب مارون صادر النشيد الكندي افتتاحاً، ورمزاً لتعلق الأجيال اللبنانية الجديدة في كندا بالوطن الأم. وكان عريف الحفل رئيس فرع تورونتو في الجامعة الأستاذ مروان صادر.

تحدث الأستاذ كسّاب مُستهِلّاً بقصيدة لبيروت، أعقبها بكلمة اعتبر فيها أنَّ الانفجار الذي حصل ما هو إلا بفعل الهبوط السريع على مختلف المستويات في لبنان، فالارتطام الفظيع هو نتيجة حتمية للانحدار المتمادي على مختلف الصعد، وصنيعة منظومة دمرت الحجر والبشر، وسرقت جنى عمر اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، وعطلت المؤسسات الدستورية بفعل ڤيتويات الطوائف، والدين منها براء. وأضاف: خسر اللبنانيون معركة الحرية التي اكتسبوها بعد الـ ٢٠٠٥، والسبب يعود لأنَّ اللبنانيين، كأفراد، لم يتحرروا بعد، فالاحتلالات لمّا تزل رابضة في العقول وفي النفوس، إنها المجموعة الفاسدة التي تعمل على تأليب الطوائف، بعضها على بعض، هذه المجموعة التي أمعنت وتمعن في الإخلال بفصل السلطات، وفي الاستسلام للقوى الإقليمية. وأردف، إنّ نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة تعكس عدم تحرّر اللبناني الفرد ممّا ترسّخَ فيه من قُصورٍ غرائزي يناقض نقمته على الأوضاع، فلقد زرعوا فيه الخوف من الآخر لشدّ عصب يعيد المنظومة إلى الحياة. وقال، وحده المغترب اليوم يحمل في المجتمعات الجديدة اليوم بذور تغيير هذا الواقع اللبناني، ويعمل على تنقية، وتريب النفس على الديمقراطية في بلدان الإقامة، وسوف يكون نواة هذا التغيير القادم للبنان. إنَّ المغتربين الذين دأبوا على إرسال مليارات الدولارات سنويّاً إلى لبنان، يستطيعون وحدهم إعادة الحياة للدورة الاقتصادية في الوطن، شريطة القضاء على الفساد، وتطبيق الإصلاحات الضرورية لتشجيع الاستثمار، وإعادة لبنان إلى  رسالته في العالم، عزيزاً بأبنائه جميعاً، تعايشاً، حيث التنوّع غنىً وليس صراعاً، وحيث الحياد الإيجابي أساس هذا اللبنان، والذي يدعو إليه صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي يتعرض اليوم، وكنيسته، لأبشع أنواع الحملات المشبوهة والخبيثة، لأنّ أصحاب هذه الحملات يعرفون أنّ الحياد الإيجابي يقضي على استلحاق لبنان بالقوى الإقليمية، ويؤسس للبنان جديد مُتفلّت وحر من قيود سجّانيه. وختم معلناً أن رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نبيه الشرتوني ومسؤولون من كل القارات موجودون في لبنان اليوم، وسوف يعقدون، مع سيدات ورجال أعمال لبنانيين، مقيمين ومغتربين، المؤتمر الاقتصادي الاغترابي الأول لدعم لبنان، وذلك في ١٨ و١٩ من آب، على أن يكون الافتتاح في جامعة الروح القدس في الكسليك.

أما المونسينيور جوزف سلامة، فقد توقّف عند هول الفاجعة وفظاعة الانفجار الذي دمّر العاصمة، وقتل ٢٢٢ من أهلها، وجرح الآلاف، وندّد بالدولة الفاسدة والمُورّطة التي تعطل التحقيق والوصول إلى العدالة، دولة لا تستطيع أن تؤمن جوازات سفر لمواطنيها، وتنسج مشاريع إعطاء الجنسية لغير مستحقيها لقاء تنفيعات مالية، دولة تحيك المؤامرات على الناس الطيّبين من أهلها، كما حدث مع المطران الحاج، صاحب الهمة المباركة، حامل همّ المبعدين والمعوزين، فتتهمه بالعمالة، تلك التهمة المعلبة غُبَّ الطلب لخدمة أهداف سياسية رخيصة. وأضاف، نحن مع بكركي وسيدها، ولن يقعدنا ترهيب، نحنُ مع مبادئ بكركي التي عليها قام لبنان، والذي لن يقوم من كبوته الحالية إلا بالعودة إليها. ولقد شكر المونسينيور سلامة أبناء الجالية الذين يرسلون المساعدات المالية والطبية باستمرار لأهلهم في لبنان، في زمنٍ يحتاج فيه اللبنانيون لكل دعم، فلم نتصوّر يوماً أن العوز سيقضُّ مضاجع اللبنانيين، حيث الذين نزلوا تحت خط الفقر يتجاوزون الثمانين بالمئة، في بلدٍ حُكامه فاسدون، بل فاقدو الضمير، فلم يبقَ لنا خلاص إلا بتعاضدنا ملاذاً، وهذا هو الدور الأساس الذي تقوم به الكنيسة في بلاد الانتشار.

والجدير بالذكر أن المشاركين من أبناء الجالية حملوا اليافطات المؤيدة لبكركي، والمنددة بما حصل للمطران الحاج، والمطالبة بالعدالة، وبتحقيق دولي، وبالحياد الإيجابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى