جاليات

الاسطورة صباح تزور مونتريال وروجيه “الفغالي”في استقبالها

عاشق، متيّم، مغرم…. وغيرها الكثير من الالقاب الاستثنائية لرجل يكاد الوفاء يكرّسه رديفاً له في كل تآلفاته، الحبيب الدائم لاسطورة الفن والجمال صباح، شحرورة الوادي وصباح الامسيات الرنانة، روجيه الذي اقترن اسمه بكنية “الفغالي” تحبباً وتكريما لها، هي الغائبة عن العيون والمتربعة على عرش قلوب محبيها اولهم وليس آخرهم روجيه صاحب محل حلويات “الشحروة” الواقع في منطقة Cote Vertu في مونتريال.

في محله الذائع الصيت باسمه “الشحرورة” صور للصبوحة تفترش الحيطان العريضة منها من حفلات احييتها في الماضي البعيد واخرى من مسرحيات تعيد الى اذهاننا صور لبناننا الجميل وما بينهم صورة كبيرة في مقابل المدخل تستقبلك بذاك الفرح الصباحي الذي عودتنا عليه في اغاني الضيعة ورايحة لعند حبابي واهلا بها الطلة وغيرها الكثير من النغمات التي خبرتها اذاننا ولم تتعب، اما حضورها فحاضر في حركات وكلمات متيّمها الذي يعرف تماما حين يشتاقها كيف يعيدها الى الحياة ان بحديثها او بضحكتها التي لن تتكرر.

اراد وكالمعتاد، ان يذكّرنا بها، او لعله الشوق للقياها، ارادنا ان نستمتع وعلى طريقته بفرح لا يشبه الا هي، فزرناه وبناء على دعوة منه وكم كانت الزيارة ودية في حضرتها،انه هي ، استقبلتنا بفستانها الخمري وحذائها الفضي مع كل اكسسواراتها وشعرها الاشقر المصفوف بعناية خاصة حتى خلنا وكأن “روجيه” المتقمص بشخصها، قد اعادها حقيقة الى الحياة وعند كل اطلالة لأي شخصية ارادت وبحشرية ناعمة ان تسأل يسابقها بالترحاب والاهلا وسهلا وعلى طريقة الصبوحة فبات المحل مسرحا خاصا لاحياء واحدة من حفلات صباح في مغترباتنا الموجعة بعض الشيء.

لماذا هذا الغرام بالراحلة صباح اجاب روجيه وكأني به حاضر دائما لمثل هذا السؤال : “الصبوحة لم تمت، انها في قلوبنا جميعا، احب ان اعيشها بين الفينة والاخرى لاقول لها لم ولن انساك يا كريمة النفس والقلب، ايتها الوفية لكل الناس ودون اي استثاء”.

تقلّدها بطريقة رائعة وتشبهها الى حد بعيد اخبرنا قليلا عن سرّ هذا التعلق الغريب؟ بالفعل احبها لدرجة الجنون، انا مولع بفنها، طيبة قلبها، صوتها، صباح ظاهرة لم ولن تتكرر، استُغِلَّت كثيرا لكنها ورغم شهرتها كانت متواضعة جدا، وانا احمل لها في قلبي الكثير من التقدير، احتفظ بذكريات كثيرة معها وعنها وكلما اشتاقها اعيشها كما اليوم، وادعو الناس لتعريف الجيل الصاعد على فنها وحياتها وذكرياتها.

من يضع لك هذا الماكياج الرائع؟ انا من يضعه ويساعدني صديق في اللمسات الاخيرة اما الملابس التي ارتديها ففي غالبيتها للراحلة كما الشعر المستعار عندي منه الكثير وبما يتلاءم مع اطلالاتها الرائع.وبكلمة “يا حياتي”التي عودتنا عليها الراحلة في كل  اطلالاتها والتي يسكبها روجيه بتلقائية على حضوره توقف ولمرات كثيرة عند تمنيه زيارة لبنان في احد الايام واعدا بالجلوس الى جانب قبرها علّه يشفي روحه من وجع الفراق المزدوج وجع غربته ووجع رحيل من كانت مثاله الحي في البساطة والفرح وحب الحياة.

لماذا اختيار تسمية “الشحرورة” على محل الحلويات هذا؟ سؤال بادرنا الى الاجابة عليه بسرعة البرق: “لأضمن بقائها وصوتها معي طوال النهار، واسم “الشحروة” لن اتنازل عنه اطلاقا”.

انه العشق لزمن الفن الجميل،لجمال على امتداد العالم،نقله روجيه معه من وطنه الام لبنان الى بلاده البعيدة حيث الهدوء والامان وعيش لبنان الحلم،لبنان صباح كما هو يحلم لا بل كما جميعنا نريد.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى