جاليات

د. رجا شهيب: من يتابع علاجه بشكل دائم ويحترم مواعيد الدواء يتجنّب الإصابة بالفيروس القاتل

خاص – “المنبّه”

حلّت جائحة كورونا على العالم ومعها حلّ الخوف والحذر والترقّب من تداعيات لا حول للبشرية منها ولا قوة إلا بانتظار عقار يقضي عليها ويدمرها. وفي هذا الاطار يؤكد الأطباء أن لفيروس كورونا  المستجدّ تأثيراته السلبية على كامل وظائف الجسم الحيوية، لكن يبقى للقلب خصوصية واضحة في هذا الموضوع لما قد تتخذه هذه الجائحة من مسارات خطيرة على مرضى القلب تحديدًا قد تصل بهم إلة حدّ الوفاة.

وحول هذا الموضوع الذي لا زال يشغل الأطقم الطبية على تعدّد اختصاصاتها لا سيما منهم أطباء القلب، كان للمُنَبِّه في إطلالته الأولى لقاء خاص مع البروفسور المتخصّص بأمراض القلب والشرايين رجا شهيب للاطلاع منه على سبل الوقاية والعناية بالقلب.

 

-بداية د. شهيب أهلًا وسهلًا بك عبر موقعنا الجديد، وهل صحيح أن مرضى القلب هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟ وأين تكمن الخطورة؟

في الحقيقة، إن أي خلل صحيّ أو مرضيّ مزمن  يزيد من الخطرعلى حياة المريض المصاب بالفيروس وبخاصة مريض القلب، وبالتالي فإن كل أمراض القلب التي يعاني منها المريض قبل الإصابة  به تؤثر سلبًا على حياته.

أما مكامن الخطورة فتتلخّص  بتداعيات المرض على القلب والتي تنطلق من وجهتين اثنتين:

إما عدم انتظام دقات القلب ومنها خطر الجلطات المتنوعة.

وإما إصابة عضلة القلب كالجرحة وهبوط فعالية عضلته وإما تخثر الدم.

لذلك من  المفروض أن يكون وضع القلب في حال جيدة كما ضغط الدم تحت السيطرة إضافة إلى أمور أخرى سنتكلم عنها لاحقًا.

 

-هل من احتياطات خاصة يتوجّب على مرضى القلب اتخاذها؟

يتوجب على المصابين بأمراض القلب عامة  أن يتّبعوا  العلاج المطلوب على أكمل وجه  منعًا من تعرّضهم لتاثيرات موجعة في حال الإصابة بالفيروس. فلهذا الفيروس تأثير سلبي على كل أعضاء الجسم لأنه يؤدي إلى تكوين جلطات دموية تتنقل في كافة الأجهزة  الحيوية بدءًا من الدماغ ، القلب، مرورًا  بالكليتين وصولًا إلى الحهاز الهضمي والبنكرياس، ناهيك عن التأثيرات السلبية على نفسية المريض. فمن كانت صحته منتظمة ويتابع علاجه بشكل دائم مع طبيبه ويتناول أدويته وفق مواعيدها تقلّ احتمالات تعّرضه لخطر هذه الجائحة المدمّرة لصحة الإنسان.

صحيح أنه من الصعوبة أن يلتقي المريض وجهًا لوجه مع طبيبه هذه اليام ولكن الاتصال بالهاتف أو بوسائل سمعية وبصرية يفيد كثيرًا .

 

-كيف يمكن لمريض القلب العناية بقلبه في ظلّ غياب بعض الخدمات المطلوبة؟

على المريض أولًا أن يبقى على اتصال دائم  مع طبيبه المعالج للتأكد من حسن متابعة  تناوله أدويته ومراقبة ضغطه وحالته العامة، وله يعود قرار تحديد الحالات الخطرة التي قد تحتاج إلى دخول المريض للمستشفى أو المعاينة سريريًا مع الأخذ بعين الاعتبار التباعد والعزل. وهنا أنصح من له القدرة على شراء آلة قياس الضغط بالاحتفاظ بها في بيته ما يسهل عليه أمورًا طبية كثيرة أولها تجنيبه خطر التنقل إلى الصيدلية ومراقبة ضغطه بشكل منتظم.

وهنا أود أن أشير إلى استمرار المستشفيات باستقبال  المرضى، ولا يجوز لمن تعرّض لألم أو ضيق في صدره أن يخاف من التوجّه إلى الطوارئ، إذ لاحظنا حالات موت عديدة بسبب حالات مرضية فجائية كمثل الجرحة القلبية وتمنّع مرضىاها من التوجّه إلى المستشفى لتلقّي العلاج خوفًا من فيروس كورونا.

إذن، الالتزام بقوانين العزل الذاتي، شرط أساس للوقاية من المرض، فلنكن حريصين على تطبيق قواعد الوقاية والنظافة دون هلع ولا خوف لأن كل الجسم الطبي حاضر للمساعدة.

-كيف يؤثر فيروس كورونا على مرضى القلب؟ وما هو معدل الوفيات لدى كبار السن في حال الإصابة به؟

يتاثر القلب كما الأجهزة الحيوية بهذا الفيروس كونه  يخترق الخلايا ويدمّرها، مؤدّيًا إلى تخثّر في الدم وتكوين الجلطات الدماغية أو في الرئة والأرجل وغيرها ..

أما في ما يتعلق بالقلب، فأي اختلال في نظام ضرباته سيؤدي إلى تخثّر في الدم وجلطات متنوعة تؤدّي  أحيانًا إلى الوفاة بشكل مفاجئ، كذلك قد تعرّض المريض إلى ذبحة صدرية أو تضخّم سريع في القلب دون جرحة أو التهاب في خلاياه يتبعه قصور في عمله.الى  اختلال وانهيار مخيف في الضغط.

إن نسبة التعرّض لهذه الحالات كلها، والتي تتوالى الواحدة تلو الأخرى فتصيب تقريبًا 2-3% من المصابين بالمرض ويرتفع هذا الرقم إلى 5% بين أعمار 65 -70 حتى تصل تدريجيًا إلى 10%عند حدود 80 عامًا وأكثر مع التقدّم في العمر أو عند المصابين بالسمنة وأمراض القلب والسكري والضغط وأمراض الكلى وغيرها. 

-وهل الخطر محصور بفئة معينة من الناس؟

يعاني المتقدّمون  في السن من العديد من المشاكل الصحية كالضغط والسكري والسمنة وأمراض القلب وهو ما يزيد من نسبة الخطورة والوفاة أكثر عند هذه الشريحة من الناس، هذا بالإضافة إلى انخفاض نسبة المناعة وعدم الالتزام بتناول الأدوية والتغذية وفقر الدم وانخفاض نسبة فيتامين * د* والنظافة. كلها عوامل تؤدّي إلى زيادة شرسة لهذ المرض.

أما  بالنسبة لفئة الشباب فإن نسبة الوفاة والمضاعفات السيئة أقل بكثير، إلا لمن كان يعاني حالة مرضية غيرمراقبة أو من  لديهم سمنة زائدة أو غيرها من الأمراض ما يؤدّي إلى الكثير من المضاعفات.

-هل من الممكن ان يتخطى مريض القلب اصابته بالفيروس؟بمعنى هل يمكنه النجاة؟

ليس كل مصاب بمرض القلب هو ضحية الفيروس كذلك ليس كل عجوزهو ضحية.

المطلوب واضح ومقبول مراقبة الوضع الصحي العام، إجراء الفحوصات الدورية، تناول الدواء بانتظام الالتزام بالرياضة والأكل الصحي والابتعاد عن السمنة والاضطرابات النفسية …كل ذلك يؤدّي إلى مقاومة أجهزته الصحية للمرض. دون أن  ننسى الوقاية وعدم الأخذ بالإشاعات الخبيثة.

-برأيك كطبيب وباحث، هل من انحسار قريب لهذا الفيروس أم علينا التعايش معه؟

بالنسبة لانحسار المرض هناك عدة نظريات يجري العمل على دراستها  خاصة وأن هذا الفيروس فريد من نوعه وبتركيبته وعدم حيويته حيث لا نواة له كما في الفيروسات المعتادة والميكروبات.، ولا تجارب سابقة لمثله إطلاقًا.

فهناك وجهة نظر تقول إذا أصيب 70% من الناس فان الفيروس يضمحل، وأخرى تقول إذا التزمنا بالوقاية المعروفة من غسل الأيدي والتباعد وارتداء الكمامات لن يكون هناك مجال من تفشيه أكثر، وهناك من يقول إذا أصيب الجميع فلا بدّ من الانتهاء من وجوده.

إن أكثر ما يخيف  في هذا الفيروس هو التجدّد في تركيبته mutation وهذا يمكن أن يزعج في إيجاد لقاح يريح البشرية منه ،لأن الخوف الكبير من عدم فعالية اللقاح لأكثر من أربعة أشهر.

على كل حال الدراسات عديدة وجديدة وتقلق العالم كله. لذلك نرى اختبارات متعددة تتسابق لإيجاد اللقاح لعوامل إنسانية ومادية وسياسية..، وحتى ذلك الوقت علينا الالتزام بارتداء الكمامات ويمكن في هذا الاطار أن أنوّه بثلاثة انواع لها وهي:

الكمامة الطبية N95 ونستعملها للتعاطي مع المريض وجهًا لوجه ولها قياسات شخصية ومستلزمات تطهيرها وليست للجمهور.

وهناك الكمامة الجراحية masque chirurgical وهي واقية بنسبة أقل وهي للعيادات والأطباء في المراكز الصحية والصيدليات وهي على مستويات من الضمانة مختلفة حسب المصنع والمنشأ. ويجب تغييرها كل ٨ ساعات.

الكمامة العامة من القماش دون معيار خاص والحماية بها جيدة حسب التعرّض للوباء ويجب غسلها حسب الاستعمال.

الواقي للوجه والعيون vizier ويجب أن تستعمل عادة مع الكمامة حتى تعطي وقاية أفضل.

أما التباعد فلا يقلّ عن مترين وخاصة في الأجواء المغلقة والصالات والمطاعم . إن الفيروس ينتقل في الهواء لكنه ثقيل الوزن فلا يطير لمسافات بعيدة.

-كلمة اخيرة

أشكرالموقع الحديث في عالم الصحافة في الاغتراب إاتاحة الفرصة لكتابة هذا الموضوع المهم بالنسبة للأوضاع الراهنة، وهذا إن دلّ على شيء فعلى النظرة الواقعية والعلمية في التطرّق إلى مواضيع تهم المجتمع وتساعد على تطوّره وإخراج الاكتشافات العلمية من المجهول إلى عالم الواقع الذي يساعد في رفاهية المجتمع.

شكرًا للمؤسسين والعاملين والمشجعين لهذا الموقع وإلى لقاء علمي ثقافي آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى