الاغتراب اللبناني وعلى تعدد انتشاره الواسع كان ولما يزل عصب الوطن وشريانه المجبول بالحب والحنين، هو اليد البيضاء التي تعرف كيف تمسح الجراح وكل مرة من بوابة عطاء ومبادرات هي من عمق ازمة اللبناني المقيم فتأتيه في الوقت المناسب على امل ان تبعد عنه بعضا من شبح العوز والفقر والازمات.
والمبادرة التي يقوم بها “النادي اللبناني في أوتاوا” LCO اليوم، جاءت من صلب المعاناة اليومية التي يعيشها العديد من البيوتات اللبنانية في ظل الانقطاع الدائم ان لم نقل انعدام الكهرباء والتي تشكل خطرا كبيرا على صحتهم لا سيما اؤلئك الذين يعانون من امراض يحتاجون فيها الى معدات طبية هي بدورها بحاجة الى الكهرباء وتتمثل بتأمين Solar Panel -ألواح الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة مثل زحلة، طرابلس، بيروت، صور، وضواحيها.
حول مبادرته الجديدة التي يقدمها النادي للبنان التقت “الكلمة نيوز” رئيسها احمد عراجي الذي بادرنا بالقول “لما كنا في الفريق نبحث عن افكار جديدة نساعد فيها أهلنا في لبنان وعلى امتداد اراضيه، ولما كانت الصحة هي الهم الاكبر عند كل شرائح المجتمع وعلى تعدد طبقاته، وجدنا ان العوائل لا سيما تلك التي يعاني احد افرادها من امراض يحتاج في علاجها الى معدات طبية يستوجب تشغيلها تأمين كهرباء على مدار 24 ساعة مثل الاوكسيجن، ارتأينا ان تكون الواح الطاقة الشمسية Solar Panel هي عنوان مرحلتنا الانسانية الحالية، والتي وضعنا خطوطها الرئيسية في شهر آذار المنصرم على أمل ان يكون التنفيذ بالكامل في شهر تموز المقبل الذي سيتزامن مع زيارتنا الى لبنان لمتابعة المشروع عن كثب”.
وعن كيفية تأمين الاموال لمثل مشروع بهذه الكلفة الباهظة اجاب عراجي: “أطلقنا حملة لجمع التبرعات من خلال عدة انشطة منها انشاء منصة gofund.me التي تتيح لنا جمع الاموال في أكثر من مقاطعة وحتى من خارج كندا، مساهمات بعض المؤسسات في اوتاوا التي تعمل على تخصيص نسبة معينة من ارباحها لدعم المبادرات الانسانية، حملات الدعم التي يقودها عدد من الفنانين والمؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها الكثير من المبادرات الفردية التي يهمها مد يد العون لاهلها في بلادها الام، وهنا اود ان األفت الى مدى التشجيع الذي تلقاه هذه المبادرة ومن كل شرائح مجتمعنا الاغترابي”.
وأضاف: “نحن على تواصل مع المستشفيات الموجودة في المناطق التي ذكرتها لتزويدنا باسماء المرضى الذين تستوجب حالاتهم وجود كهرباء بشكل دائم -Solar Panel- لزوم معداتهم الطبية، فنقوم بالاتصال بالشركة المتخصصة بألواح الطاقة الشمسية التي تعاقدنا معها على تنفيذ المشروع لاجراء اللازم”.
وعن ماهية النادي اللبناني في أوتاوا LCO وأهدافه اجاب عراجي: “ان LCO هو جمعية غير ربحية مرخصة من الحكومة الكندية اما اهدافه فهي انسانية اجتماعية طبية بامتياز، تأسس سنة 2018 وتندرج ضمنه مجموعة من المبادرات آخرها Solar Panel، أما مشاريعه المستقبلية فلن تصب الا في خانة الاتصال الدائم بأهلنا المقيمين وتأمين ما يحتاجونه في ظل الاوضاع الخانقة التي تعيشها البلاد، فاللبناني المغترب يتأثر بما يصيب شعبه وارضه حتى اكثر من المقيم نفسه والانتشار هو احد جناحي البلاد الذي لولاه لما كانت هناك حياة ولما بقي لنا وطن”.
وفي الختام توقف عراجي عند اهمية مثل هذه المبادرات التي يقوم بها واصدقاء له كالكثير من المبادرات الاخرى لمنتشرين لبنانيين حول العالم والتي يعتبرها واجب وطني في ظل غياب مطلق للسياسيين اللبنانيين الذين لم يتحركوا لحظة واحدة باتجاه اي مبادرة باستثناء الخطابات الرنانة التي يجيدونها، فهم يعلمون ان لبنان قائم على الاغتراب وانا وغيري الكثيرين سنظل نقاوم ونساعد ونمد يد العون، فما اعطيه لبلدي اليوم ما هو الا عربون وفاء لما اعطاني اياه هو، يكفيني اني احمل جنسيته وكما أمنّي نفسي بالعودة الى ارضه يوما ما، أعتقد انه سيكون بانتظاري وكلي امل بما أحلم وان كان الكثير من الاحلام لا تتحقق.