رياضة

هل يحيي بوليسيتش مسيرته الكروية مع ميلان بعد موسم صعب مع تشيلسي؟

وقال بوليسيتش: «لقد رأيت الكثير من قمصان ميلان في جميع أنحاء الولايات المتحدة. هناك الكثير من الدعم هنا. أتذكر أنني نشأت في سن مبكرة في ظل وجود إيطاليين في فريقنا. لقد كانوا أكبر مشجعي ميلان في العالم، وكانوا يتحدثون دائماً عن ذلك». لكن بوليسيتش وميلان يخططان لما هو أكثر بكثير من مجرد بيع القمصان، فقد تعاقد النادي الإيطالي مع النجم الأميركي من أجل تعزيز آماله في دوري أبطال أوروبا، والحصول على مركز أفضل من المركز الرابع في الدوري الإيطالي الممتاز الموسم الماضي. وفي الوقت نفسه، يسعى لاعب خط الوسط الشاب إلى إحياء مسيرته الكروية بعد موسم سيئ مع تشيلسي.

لم ينضم بوليسيتش إلى قائمة تشيلسي إلا في 29 مباراة من 50 لعبها الفريق الموسم الماضي، ولم يلعب سوى 24 مباراة، من بينها ثماني مباريات كأساسي. وبينما كان يتعافى من إصابة في الركبة أبعدته عن الملاعب شهرين، كان عليه أن يقنع المديرين الفنيين الأربعة الذين قادوا النادي للدفع به في المباريات!

وقال اللاعب الأميركي: «أعتقد أن المواسم القليلة الماضية كانت صعبة مع تشيلسي. وبغض النظر عن الأسباب، لم أحصل على كل الفرص التي كنت أريدها مع فريقي السابق. أعتقد أنني قدمت أداء جيدا في بعض اللحظات التي أفتخر بها، لكنني لم أتمكن من تقديم مستويات ثابتة على مدار فترة زمنية طويلة بالشكل الذي كنت أريده». وأضاف: «الآن لدي فرصة عظيمة للوصول إلى أعلى مستوى ممكن، وآمل أن أعود إلى تقديم ما كنت أرغب فيه وأن أصل إلى مستويات وآفاق أخرى. لهذا السبب أنا هنا، وهذا هو ما أريد أن أقدمه مع هذا النادي».

وفي ظل وجود ستيفانو بيولي على رأس القيادة الفنية لميلان، وجد بوليسيتش رجلا يقدره ويشجعه كثيرا. وقال بوليسيتش: «لقد تحدثت مع بيولي وشعرت بأنه يريدني حقا. شعرت بأنني شخص مرغوب فيه هنا لكي ألعب دورا هجوميا مع الفريق، وأن ألعب بكل شراسة وقوة، وأن أكون مباشراً للغاية على المرمى، وأن أقدم كل ما في بوسعي لمساعدة الفريق على خلق فرص لتسجيل الأهداف – وهذا هو سبب وجودي هنا». من جانبه، يريد بيولي أن يلعب لاعب خط الوسط الأميركي الجديد دوراً محورياً مع الفريق، ويقول عن ذلك: «إنه لاعب مرن وذكي للغاية، ويمكنه اللعب ناحية اليسار أو اليمين أو كصانع ألعاب. يمكنه إحداث تأثير كثير من على الأطراف أو حتى عندما يلعب خلف قلب الهجوم. سيعطينا ذلك المزيد من الخيارات هذا الموسم».

ومن المؤكد أن قدرة بوليسيتش على اللعب في أكثر من مركز يمكن أن تلعب دورا حاسما في الشكل الهجومي للفريق. وقال بيولي: «نريد أن نبني طريقة لعبنا من خلال قراءة المساحات التي يتركها منافسونا، سواء كان ذلك على الأطراف أو في العمق. إننا نسعى لتنويع أسلوب لعبنا حتى نتمكن من السيطرة على المباريات بشكل أكبر. ومن المؤكد أن القدرات الكبيرة التي يمتلكها بوليسيتش ستجعله مفيدا للغاية في هجومنا». لكن القيام بهذا الدور يتطلب معايير عالية للغاية. يقول بيولي: «كريستيان لاعب عظيم، وأتوقع منه الكثير، وأتوقع أن يقدم مستويات عالية ويلعب بشخصية كبيرة. وأتوقع أن يكون له حضور طاغ داخل الملعب، وهو ما يظهره لنا بالفعل في التدريبات كل يوم».

 

شارك بوليسيتش أمام يوفنتوس في مباراة ودية، حيث لعب كمهاجم على الجهة اليمنى، في حين لعب رافائيل لياو على اليسار، وظهر النجم الأميركي بشكل رائع وأظهر للجماهير بعضا من شراسته وسرعته الفائقة. لكن بوليسيتش تعرض أيضا لتدخل قوي من مانويل لوكاتيللي، الذي تلقى بطاقة صفراء نتيجة لذلك. وقال فيكايو توموري، الذي يلعب موسمه الثالث مع ميلان بعد انتقاله من تشيلسي في عام 2021: «الدوري الإيطالي الممتاز صعب للغاية. وهناك الكثير من الفرق التي تقاتل كل أسبوع من أجل تحقيق الفوز. وفي نهاية الموسم، تكون الأمور صعبة للغاية وتكون الفوارق ضئيلة». وأضاف: «هذا يختلف عن إنجلترا من حيث القوة، ومن حيث اللعب الخططي والتكتيكي وبعض التفاصيل في جوانب معينة من اللعبة. الأمر مختلف كثيراً، بل وأكثر صعوبة من الدوري الإنجليزي الممتاز في بعض النواحي. ويتعين عليك أن تتعلم وتتأقلم مع ذلك. أعرف أنه بمجرد أن يفعل ذلك، سيقدم مستويات مختلفة تماما».

وإلى جانب توموري وبوليسيتش، يضم ميلان لاعبين آخرين قادمين من تشيلسي، بما في ذلك المهاجم أوليفييه جيرو، ولاعب خط الوسط روبن لوفتوس تشيك، الذي انضم إلى ميلان في يونيو (حزيران) الماضي، مثل بوليسيتش. قال بوليسيتش عن لوفتوس تشيك: «عندما يصرخ المديرون الفنيون بشيء باللغة الإيطالية، لا يمكننا إلا أن ننظر إلى بعضنا البعض ونضحك قليلا. لذلك من الجيد أن يكون معك شخص آخر يمر بنفس ظروفك. ومن المؤكد أن قربك من بعض اللاعبين يساعد كثيرا خلال هذه المرحلة الانتقالية مع النادي».

وبمجرد انتهاء جولة ميلان في الولايات المتحدة، سيكون أمام بوليسيتش ثلاثة أسابيع للاستعداد لأول مباراة له في الدوري الإيطالي الممتاز: يوم 21 أغسطس (آب) أمام بولونيا. وبعد ذلك بخمسة أيام، سيلعب النجم الأميركي الشاب أول مباراة له على أرض فريقه، التي ستكون أمام تورينو، ثم سيلعب أول مباراة ديربي له ضد إنتر ميلان في 18 سبتمبر (أيلول) – بعد يومين فقط من عيد ميلاده الخامس والعشرين. وقال بوليسيتش مبتسما: «عيد ميلادي في توقيت قريب من مباراة إنتر ميلان! حسنا، من الواضح أنكم تعرفون بالفعل ما هي أفضل هدية بالنسبة لي: تحقيق فوز كبير في مباراة الديربي. سيكون أهم شيء بالطبع هو أن أسجل هدفا. لذلك سيكون هذا عيد ميلاد مثيرا بالنسبة لي، بكل تأكيد».

وفي ظل هذا الحماس الشديد، لا يزال بوليسيتش يشعر بالاستغراب بشأن مسار حياته الكروية بعد أن انضم إلى فريق بوروسيا دورتموند تحت 17 عاماً في عام 2015، ويقول عن ذلك: «اللعب لناد عظيم مثل ميلان يعد شرفا كبيرا بالنسبة لي في حقيقة الأمر. كنت أحلم بأن ألعب كرة القدم على المستوى الاحترافي في أوروبا، لكنني لم أتخيل أبداً أنني سأصل إلى هذا الحد عندما كنت طفلاً صغيراً. لم يكن بإمكاني أبدا أن أصدق ذلك، عندما كنت أشاهد المباريات مع والدي وأنا طفل صغير».

ويتحدث بوليسيتش بشغف كبير عن مسقط رأسه، وعاصمة الشوكولاته في الولايات المتحدة، ومدينة الملاهي، ويقول: «أفكر في هيرشي كثيراً، لكي أكون صادقاً، وآمل أن أتمكن من العودة. لم أذهب إلى هيرشي بارك منذ عدة أعوام، وأريد أن أعود في وقت ما». لكن مع انطلاق الموسم الجديد للدوري الإيطالي الممتاز بعد أقل من شهر، سيتعين عليه الانتظار لفترة أطول قبل أن يتمكن من زيارة مسقط رأسه. وقال توموري: «لقد رأيت بنفسي كم هو لاعب رائع. نحن بحاجة إليه وهو واثق في نفسه تماما».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى