حسام مقبل: “معرض الكتاب العربي” في مونتريال فسحة للتلاقي الادبي والتمازج الثقافي العربي في بلاد الاغتراب
“اختلافنا في لغتنا” هو الشعار الذي اختاره حسام مقبل لباكورة واول معارضه الخاص بالكتاب العربي، هذا الكتاب الذي يشكّل وجوده حاجة ملحة عند الجاليات العربية المنتشرة لا سيما في بلاد الاسفندان، فهو صلة الوصل الواجب الحفاظ عليها فيما بين بلاد انتشارنا وبلادنا الام. ولما كان شغف الاجيال المتوالية في الحفاظ على هذا الارث القيّم محط تطلعات الكثيرين عمل الصحافي والكاتب المصري على اشباع الفضول الثقافي لدى محبي القراءة وعلى تنوعها بجمع فسيفساء أدبية في المعرض الذي ومن المؤكد انه سيشكّل متعة خاصة لمتذوقي هذا النوع من الاعمال الفنية التي خالفت كل التوقعات بالاقبال عليها لتطال الكثير من المقاطعات ومع الكثير من الكتّاب ودور النشر في كندا.
“الكلمة نيوز” التقت طارح المبادرة، المدير التنفيذي “لمعرض مونتريال للكتاب العربي” حسام مقبل في لقاء شائق هذا نصه:
-حسام مقبل من انت؟
أنا صحافي مصري اتولى مهام نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر في مصر، وكاتب حر في العديد من المجلات والمواقع العربية. وصلت الى كندا منذ ما يقارب الاربع سنوات وفيها عملت على تحقيق احد احلامي بتأسيس معرض للكتاب العربي يجمع تحت جناحيه عدد كبير من الكتب العربية والاجنبية لكتّاب عرب لاي بلد انتموا والذي ستعقد دورته الأولى يومي 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2023، عاشق للمغامرات التي لا بد ان توصلني لكل ما احلم به.
مولع بالكتابة ولدي أربع إصدارات:
- كتاب غاوي سفر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 2019
- كتاب رسائل من الشاطئ الآخر، بالمشاركة مع الدكتورة دلال مقاري باوش من ألمانيا، صدر عام 2021 عن دار غراب للنشر بالقاهرة
- كتاب أنا رقمي إذن أنا موجود، عام 2022 عن دار ليفانت للنشر بالقاهرة
- كتاب طيور مهاجرة، عام 2023 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة
-4 سنوات هو عمر اغترابك الى كندا، كيف تجرأت على إقامة مثل هذا المعرض في مونتريال، ألم تخف من الفشل؟
– سؤال مهم جدا، أجاب بعد ابتسامة اخذته للحظات، أعتقد انك ستتعجبين مما سأقوله، لقد تأخرت في مشروع معرض الكتاب هذا لأكثر من عامين، فهو طموحي منذ لحظة وصولي الى كندا، لكن مع جائحة كورونا الثقيلة الظل، وتوقف الحياة جرّاء تداعياتها لمدة سنتين، لذا انا أعتبر نظريا أن عمر اغترابي هو أربع سنوات، لكن عمليا لا يتخطى العامين قط، ووفق نظريتي في هذه الحياة، فان التخطيط والايمان بما نقوم به هما مقياس النجاح لا الوقت وعدد السنوات.
عموما، أنا بطبعي أحب التحدي والمغامرات، وأي مشروع أود الاقدام عليه، لابد أن يكون من بوابة المغامرة، وبالتالي من الطبيعي ان يكون هناك تحديات لأي مشروع، وكمثلها للنجاح، وبفضل الله فقد خضت الكثير من التحديات والمغامرات خلال مسيرتي العملية الطويلة وبالتالي أنا مؤمن بضرورة سعي الانسان للوصول الى النجاح، وأن أي مجهود يبذل بإخلاص بالتأكيد سيجد صاحبه النتيجة المرضية.
-كيف هي الاصداء بين المجتمعات المنتشرة في مونتريال، ومن هي الجهة التي تعمل معك؟
-مذ وصولي إلى كندا، وأنا المس حاجة كبيرة لدى الجالية العربية للحصول على الكتاب العربي، فاما يبحثون عنه عند معارفهم واما يطلبونه من صديق قادم من اي دولة عربية الى كندا، واما يتم شراؤه عبر الاونلاين وهو ما يكلف مبالغ باهظة، هذا ناهيك عن الحاجة الماسة لكتب الاطفال التي تحظى باهتمام واسع عند العائلات العربية التي تحرص على تعليم اطفالها لغتهم الام وتبحث عنه كمن يبحث عن ابرة في كومة قش، وأمام هذا الواقع “الحزين” وجدت أن اقامة معرض للكتاب العربي هو فرصة كبيرة للجالية العربية، يلبي احتياجاتها بقوة ويكون فسحة للتلاقي الادبي والتمازج الثقافي العربي في بلاد الاغتراب.
وهكذا تمخضت فكرة “معرض مونتريال للكتاب العربي”، الذي تبدأ دورته الأولى في 30 سبتمبر المقبل، ولمدة يومين، تدشّنه جمعية الخدمات العامة لاندماج المهاجرين SPDI التي ترأسها الصديقة علياء شافعي التي دعمت الفكرة وتبنتها بقوة.
اما انواع الكتب العربية التي ستحتل مساحة المعرض في هذين اليومين فهي منوعة ما بين تراث، تاريخ، أدب، شعر، مجتمع، رواية، مسرح، سياسة، دين، سينما، وغيرها كما هناك مجموعة من الكتب الاجنبية لكتّاب عرب.
-أخبرنا قليلا عما سيتضمنه المعرض؟
يتضمن المعرض جميع أنواع الكتب، كما لدينا دور نشر ومكتبات من كل أنحاء كندا، ليس فقط من مونتريال، و سيصاحب المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات. يتم الافتتاح في الثانية عشرة ظهرا، بحضور عدد من قناصل الدول العربية وفي طليعتهم القنصل المصري محمد فخري، نواب من البرلمان الكندي، يقدم الافتتاح الفنان المصري كريم حمدي، اما الحفل الفني فيحمل عنوان “لوحة فنية بأصوات عربية” تحييه فرقة موسيقية عربية بقيادة الفنان السوري شادي جارور بمشاركة المطربة تلا زينو، والمايسترو يوسف بردقجي.
وتحت عنوان “كيف تكون الكتب وسيلة لتمكين الأسرة، وحماية أمنها وسلامتها” تقام ندوة تتحدث فيها الكاتبة والخبيرة الاستشارية المهندسة هناء الرملي، تقدمها الأديبة علا خواسك، ويعقب اللقاء حفل توقيع لإصدارات الكاتبة هناء الرملي.
وتختتم فعاليات اليوم الأول، بمهرجان للشعر العربي من تنظيم جمعية مالتميديا بالتعاون مع المعرض، ويستضيف خلاله نخبة من شعراء الوطن العربي المقيمين بكندا وهم: أنيس بن عمار من تونس – بان القزويني من العراق – جاسم مصاول من العراق – جان كرم من لبنان – زين العابدين فؤاد من مصر – سعيد الحاج من لبنان – عباس شعبان من فلسطين – عبد الإله الأهدل من اليمن – علي عاشور من السعودية – نبيل باخوس من سوريا – هاني يحيى من مصر بمرافقة موسيقية للعازف سامر جمال، وتقديم الإعلامية الزميلة كوليت ضرغام، وسيكون ضيف شرف الأمسية الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد.
ويبدأ اليوم الثاني بورشة رسم للأطفال بعنوان “الفن حياة” تقدمها الفنانة التشكيلية إيمي اسكندر، يعقبها محاضرة بعنوان “الخط العربي.. تاريخ وحضارة” يقدمها الفنان الرائع السوري ياسر وتد.
ثم حوار حول “تجربة الكتابة الأدبية وصعوبات النشر”، بالتعاون مع دار “داري بوكس” مع الكاتبة والأديبة أمل حبيب، التي ستتحدث عن تجربتها الشخصية في كتابة روايتها، ومن تقديم د. ثامر الصفار
وفي المساء ستقام ندوة بعنوان “طيور مهاجرة.. رؤية عن الثقافة العربية والمبدعين العرب في المهجر”، لقاء مع الكاتب الصحفي حسام مقبل، تقديم علياء شافعي، يعقب اللقاء حفل توقيع لإصدارات الكاتب حسام مقبل.
-ماذا عن الكتّاب العرب الذين أصدروا كتبا بغير اللغة العربية، هل من مساحة خاصة لهم؟
-كلّ الكتّاب العرب مرحّب بهم في معرض مونتريال للكتاب العربي، ومن خلال منبرك المهم، أدعو أي كاتب عربي له إصدارات أن يحضرها لي وسأعرضها في الجناح الرئيسي خدمة من المعرض لكل الكتّاب العرب، أما بخصوص أؤلئك الذين أصدروا كتبا بلغات أخرى فينطبق عليهم نفس الأمر بكل تأكيد، لأنهم عرب، فبالنسبة لي ليست اللغة التي صدر بها الكتاب هي المهم، المهم ان الكاتب عربي، والكتب المعروضة في المعرض والصادرة بغير اللغة العربية لكتّاب عرب انما هو توطيد وترسيخ لأهمية التبادل الثقافي فيما بيننا وبين الآخر.
-ماذا تود أن تقول من خلال معرضك هذا؟
أود القول أن الثقافة العربية موجودة وبقوة في كل أنحاء العالم، ونحن نفخر بها وبلغتنا الام. ولما كان معرضنا الاول يحمل شعار “اختلافنا في لغتنا” فهذا لدليل واضح على احترامنا لها ولادبياتها، وهنا أحب ان الفت الى ان المعرض الذي سينطلق في اولى دوراته هذا العام نعمل وبكل جهد ليصبح كمثل كل المعارض في العالم سنوي حيث نأمل من خلاله ان نقدم لكل الجنسيات المتنوعة في كندا ثقافتنا العربية وروافدها وذلك من خلال البرنامج الثقافي المتنوع الذي يصاحب المعرض كما سبق وأوضحت.
-هل وجدتم ترحيبا من الجاليات العربية والرعاة، كون المعرض هو الأول من نوعه؟
في الحقيقة الاستجابة من كل الجاليات العربية رائعة جدا، جميع الجنسيات العربية مشاركة ولا أريد التحديد حتى لا أنسى، كما ردود فعل الجاليات العربية أثلجت صدري، الجميع مشارك سواء في الفعاليات أو بإلاصدارات المختلفة أو بالمساعدة في التنظيم.
-وماذا بعد المعرض؟
لن يتوقف النشاط اطلاقا، فمعرض الكتاب كمساحة مخصصة للكتب ودور النشر سيكون مرة واحدة فقط، أما نشاطه الثقافي فمستمر طوال العام، من خلال الندوات والأمسيات التي سيتم تنظيمها باسم معرض الكتاب.
-كلمة أخيرة
أن وجود كيان يجمع الكاتب العربي، والناشر والمثقف والقارئ، هو في حد ذاته قيمة كبيرة يقدمها معرض الكتاب، فهذا التشبيك مهم جدا للثقافة العربية، إضافة إلى أن معرض الكتاب فرصة مهمة جدا للكتّاب العرب من كل الجنسيات ليتعرفوا على بعضهم البعض، وهو هدف من أهم أهداف معرض الكتاب.