.tie-icon-fire { display:none; }
صحةمتفرقات

في دراسة لبنانية – كندية… معالجة الأمراض المزمنة تحمي من الخرف

كان هناك تركيز دائم على الصحّة الجسدية وضرورة الحفاظ على صحّة القلب. لكن ما تناولته الدراسة الحديثة بإدارة الاستشاري في طبّ العائلة والطبّ النفسي والباحث في الأمراض النفسية واضطرابات الذاكرة الدكتور وائل كرامة، بالتعاون مع باحثين في كندا، أكّدت العلاقة الوثيقة بين الأمراض المزمنة والاكتئاب بضعف الذاكرة وتراجع القدرات الذهنية، ما يدعو إلى أهمية تسليط الضوء على حسن إدارة الأمراض المزمنة كأمراض القلب والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والصحّة النفسية أيضاً، بهدف الحفاظ على صحّة القدرات الذهنية ومعدلات الذاكرة والوقاية من الخرف المبكر.

ووفق ما أوضحه كرامة في حديثه مع “النهار”، فـ “هذا البحث العلمي تناول أشخاصاً قسّموا إلى مجموعات وقد تخطّوا سنّ الستين في 5 مستشفيات في تورنتو. والهدف كان التركيز على الأمراض القابلة للتعديل كارتفاع الضغط والسكّري والكوليسترول، التي يمكن التحكم بها وتأكيد العلاقة بينها وبين الصحّة الذهنية. وهناك دراسات متضاربة حول ذلك”.

وجرت المقارنة بين أشخاص يعانون اضطرابات بسيطة في الذاكرة وأشخاص عاديين، فتبين أنّ مَن يعانون هذه الاضطرابات الخفيفة ولديهم مشكلات مرتبطة بهذه الأمراض المزمنة، يعانون تراجعاً ملحوظاً في الإنتاج الوظيفي وفي القدرات الذهنية المرتبطة بالتحليل والتنفيذ. كما تخفّ هذه القدرات لدى من يعانون مشاكل الصحّة النفسية والاكتئاب.  وهذا يدلّ على أنّ هذه الأمراض تخفف من القدرات الذهنية، ما يستدعي تسليط الضوء على هذه العلاقة، والتركيز لا على أهمية صحّة القلب فحسب الذي لطالما تم التركيز عليه، بل أيضاً على صحّة الدماغ وسبل الحفاظ عليها والوقاية من الخرف، من خلال هذه العوامل القابلة للتعديل، التي يمكن التحكّم بها من خلال العلاج ونمط الحياة الصحّي. كذلك بدا واضحاً أنّ لارتفاع ضغط الدم خصوصاً، تأثيراً واضحاً ّعلى الصحّة الذهنية والذاكرة والقدرات المرتبطة بالمهام الوظيفية الأكثر تعقيداً، التي على علاقة بالدماغ. إذ تبيّن أن مشكلات الضغط كانت أكبر خلال سنوات سابقة لدى الأشخاص الذين بزر لديهم الانخفاض في الأداء الوظيفي للمهامّ التنفيذية الأكثر تعقيداً.

ويرجّح، بحسب كرامة، أن تكون هذه العلاقة مرتبطة بتأثير هذه الأمراض المزمنة على الشرايين الصغرى ما يؤثر عندها على الدماغ وقدراته.

ما الذي يمكن أن ينتج من الخرف؟

سمح التشخيص المبكر بالكشف عن مؤشرات الخرف في مراحل مبكرة حديثاً، انطلاقاً من اضطرابات الذاكرة. ففي سنّ الخمسين مثلاً قد يظهر اضطراب خفيف في الذاكرة، فيمكن أن ينسى الشخص تفاصيل معيّنة. في مثل هذه الحالة، يوضح كرامة أنّ ثمة 3 احتمالات لما يمكن أن يحصل في السنوات المقبلة؛ فإما أن يبقى الاضطراب ثابتاً كما هو. وإما أن يتطور ليتحوّل إلى خرف، أو أن يتحسّن بفضل التغييرات في نمط الحياة والعمل على تحفيز الدماغ وضبط المشكلات الصحّية، كارتفاع ضغط الدم والسكّري والكوليسترول. فكلّها عوامل قابلة للتعديل، ويمكن السعي إلى التغيير فيها بهدف الوقاية من الخرف المحتمل في قسم من الحالات، إثر ظهور مؤشرات لضعف الذاكرة. هذا مع الإشارة إلى أنّ المهامّ تقسّم إلى: المهامّ المرتبطة بالأعمال اليومية البسيطة كالأكل والشرب والاستحمام. وهناك تلك المرتبطة بأدوات خاصة بالأعمال اليومية وهي أكثر تعقيداً من حيث التنفيذ، وتتطلب المزيد من التحليل كالحساب والتسوّق. فمع الخرف، تتراجع القدرة على تنفيذ هذه الأعمال الأخيرة الأكثر تعقيداً. ويمكن أن تتطور الأمور بشكل يفقد فيها الشخص تدريجاً الاستقلالية، حتى في أبسط الأعمال اليومية لا في تلك الأكثر تعقيداً فحسب.
علماً أنه عند التشخيص، يوضح كرامة أن ثمة فحوصاً وعلى رأسها التصوير بالرنين المغناطيسي الخاصّ، الذي يكشف هذا النوع من المشاكل، إضافةً إلى ما يخبره المقيمون مع الشخص باعتبارهم أكثر إدراكاً لتلك التفاصيل المرتبطة بمشكلته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى