ثقافة وفنون

ماجدة الصباحي بنت الاكابر والاصول…تحية لها في يوم مولدها ال 90

يمر اليوم 90 عاما على ميلاد الفنان الكبيرة ماجدة الصباحي أحد أهم صناع السينما المصرية ونجمات الفن التي ولدت في مثل هذا اليوم الموافق 6 أيار عام 1931، الفنانة التي استطاعت أن تحفر في الصخر لتصنع تاريخاً مشرفاً وتمنح الفن والسينما عدداً من أعظم وأهم الأفلام.

ولدت ماجدة لعائلة الصباحي الكبيرة بمحافظة المنوفية، وكان ترتيبها الصغرى بين إخوتها عايدة وتوفيق ومصطفى، ووالدها أحد كبار موظفي وزارة المواصلات، واسمها الحقيقي عفاف علي كامل أحمد عبدالرحمن الصباحي، والتحقت بإحدى المدارس الفرنسية.

وبدأت ماجدة الصباحي مشوارها الفني وهي في عمر الـ 15 سنة حين ذهبت فى رحلة مدرسية إلى استوديو شبرا، فشاهدها المخرج سيف الدين شوكت ووجد فيها مواصفات الفتاة التى يبحث عنها لتقوم ببطولة فيلم «الناصح» عام 1949 أمام إسماعيل ياسين، فوافقت دون أن تخبر أسرتها وصورت الفيلم فى مواعيد المدرسة، وحينها كتب الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس: «انتظروا بنت أحد كبار موظفي الدولة تقوم ببطولة فيلم سينمائي مع إسماعيل ياسين»، وبدأ القراء يسألون عن هوية هذه البطلة ويرسلون لإحسان بعض الأسئلة والاستنتاجات، فاضطرت لمصارحة والدتها، وضربها شقيقها مصطفى الذى كان يدرس بكلية الشرطة، ورفعت الأسرة دعوى قضائية، وتم وقف عرض الفيلم بقرار من النيابة، حتى توسل المخرج للأب لأنه سيخسر كل أمواله، وبعد عناء وافق الأب بشروط صارمة، وتم عرض الفيلم ونجح نجاحا كبيرا، ووضعت الأسرة شروطاً صارمة لابنتها للعمل بالفن وظلت ماجدة تحافظ على هذه الشروط طوال مشوارها، وكانت فى شبابها لا تذهب إلى الاستديو إلا بمراققة أحد أشقائها.

لم تكتف النجمة بالتمثيل وبطولة الأفلام التي أصبحت علامات فى تاريخ السينما ولكنها أسست شركة إنتاج عام 1958 وأنتجت عددا من الأفلام المهمة، قدمت من خلالها عددا من النجوم، وفضلا عن الأفلام الاجتماعية ومنها أين عمري، ومن أحب، والمراهقات الذى تم تصنيفه كأحد أهم الأفلام فى تاريخ السينما، أنتجت شركة أفلام ماجدة عددا من الأفلام الوطنية والدينية، وقالت إنها خاضت هذه التجارب المهمة للتاريخ والوطن والفن، ومنها فيلم «العمر لحظة» الذى تحدث عن فترة النكسة وجرائم إسرائيل وحرب أكتوبر، وأفلام دينية ومنها: هجرة الرسول، وعظماء الإسلام، وكان من أهم الأفلام التي أنتجتها ماجدة فيلم «جميلة»، الذي تحدث عن بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد وسلط الأضواء على ممارسات الاحتلال الفرنسي فى الجزائر.

قدمت ماجدة  للسينما عددا من أهم الأفلام التى تم تصنيف عدد منها فى قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما، وتحمل حياتها الشخصية بعض ملامح الشخصيات التى قدمتها على الشاشة، وبالرغم من شهرة ماجدة فى أدوار الفتاة الدلوعة أو المراهقة، فإنه من الظلم اختزال مشوارها وتألقها ورصيدها الفني الثري كممثلة ومنتجة في هذه الأدوار فقط، فهي الأخت الكبرى العاقلة المضحية فى فيلم «بنات اليوم»، وهي المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد فى فيلم جميلة، وهي نعيمة بائعة الجرائد التى يحفظ الجميع طريقتها وهى تنادي على بضاعتها «أخبار أهرام جمهورية» فى فيلم «بياعة الجرايد»، وهي الصحفية التى تكتب عن الحرب والجنود والاعتداءات الصهيونية فى فيلم «العمر لحظة»، فضلا عن أدوارها الدينية الشهيرة، فهي حبيبة التى دخلت الإسلام وتحملت التعذيب حتى فقدت بصرها فى فيلم هجرة الرسول، وجميلة في فيلم انتصار الإسلام، وهند الخولانية زوجة بلال مؤذن الرسول فى فيلم «بلال»

وعن مشوار ومسيرة ماجدة الصباحي تحدثت ابنتها الفنانة غادة نافع فى حوار لليوم السابع قائلة: «ماما ابتدت بطلة وفضلت كده لحد آخر فيلم قامت ببطولته عام 1994 وهو فيلم «ونسيت إني امرأة»، واكتشفت فى بداياتها ورغم صغر سنها أنها علشان تعمل اسم كبير يناطح العمالقة الموجودين لازم تنتج لنفسها، وتختار موضوعات وقضايا مهمة، فكانت أول فنانة تأخد قصة روائية وتعملها فيلم سينمائي وهي قصة أين عمري لإحسان عبد القدوس» وأنتجت أفلاماً دينية ووطنية.

وأوضحت الإبنة: «ماما لما اختارت تنتج أفلام دينية ووطنية كانت بتستدين من البنوك وهي عارفة إن هذه النوعية من الأفلام بتخسر وما بتجيبش إيرادات، لكنها عملتها علشان تاريخها واسمها، وكانت بتتعرض للإفلاس وتراكم الديون لكنها كانت مثابرة وصاحبة قضية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى