جاليات

“كورال التراث الشرقي” في كندا بقيادة المايسترو سبيرو دميان يجسّد الفرح بنكهات موسيقية اصيلة ومتجددة

“للفرح” عنوان واحد، عنوان تجسدت فيه الفنون في أروع صورها وتلاقت الاصالة مع الابداع في اجمل حكاياها، فكان سحر لا لون له ولا مثال، سحر مفتاحه انيق، عرّابه فنان عرف بحسّه المرهف وقيادته لكوراله التراثي الشرقي بحكمة، فكان اسمه سبيرو دميان مقصد المواهب الشرقية والاصوات الجميلة التي جمعها في باقة زهرية وقدمها لمحبي الفن الجميل في حفلات اشبه بالاعراس نكهتها الكثير من الاصالة والتجدد وعبقها سرّ يتناقله الحضور من عام لآخر.

أدار دميان فرقته بسعادة لامتناهية، فالموسيقى والالحان التي قدمها لنا بتلك الاصوات الساحرة عرفت كيف تعيد لنا ذكريات زمن لطالما عرفناه جميلا ومن على خشبة مسرح “جان دوسيب” Place des Arts انطلقنا في رحلة لازوردية تربّع فيها الحنين على عرش الذكريات والامل، هناك حيث حضر سيد درويش، عبد الحليم حافظ، ام كلثوم، صباح فخري و… من الجيل الماسي كما تربعت كل من صباح وماجدة الرومي وراغب علامة وجورجيت صايغ و… على قائمة ايامنا اللؤلؤية فكان الفرح الذي اراده المايسترو وكانت امسية كما سابقاتها وما سيليها من اجمل ما شاهدناه في مغتربنا الطويل.

بلباسهن الاحمر القاني رمز الحب والتجدد وقفت صبايا الفرقة الى جانب شبابها بانتظار اشارة المايسترو، ومن على مقاعد الصالة التي امتلأت كلها بالحضور سمع التصفيق المترافق بالهتاف كل مرة كان يحين فيها دور أغنية أو موشح أو ميدليه أو قدود حلبية، غنّوا وملأوا الارض نغمات، كل أمر مدروس، أما اللافت فهو  المايسترو بحد ذاته الذي لم يدر ظهره للجمهور كل الوقت بل استدار بين الحين والآخر تاركا لمحبيه التعرف اكثر على معنى النجاح والفرح والتفاعل مع عائلته الكبيرة هو الخبير في الادارة الفنية واصول الغناء والصولفاج كما التعاطي مع كل الوان الفن التراثي الشرقي الاصيل.

“طلعت يا محلا نورها” كانت البداية وسرعان ما تنقلت حناجر الفرقة الخمسينية ما بين “ماشي لا انا لي ولا عليّ” “ليلة لو باقي ليلة” و “اهواك” قبل ان يستلم شعلة الغناء الفردي هواة أبدعوا بما قدموه فكانت “شوف شوف” و”بحبك انت وجايي”  وسنفرلو “ونطرني ع الشباك” و “زي العسل” و…. الاغاني التي قلبت الدنيا ولم تقعدها فكان المشهد وكانت التحية لسبيرو دميان الذي لم يكتف بادارة كوراله فحسب ولا ادارة جمهوره المتشوق لمثل هذا النوع من الافراح، بل شاركه موشح “لما بدا يتثنى” فكان الربان وكانت قيادة سفينته بأبهى حللها.

حب الفن والتفاني في احياء التراث الشرقي من على منابر مسارح كندا هو الذي جمع اعضاء الفرقة على تقديم أروع الأعمال الموسيقية التراثية، لكل الدول العربية انتموا ومن ثقافة الغناء والموسيقى الشرقية نهلوا فكانت “افرح يا قلبي” و”غنيلي شوي شوي” و”دارت الايام” الاغاني التي نشأ عليها الاهل والاجداد هي التي كانت مفاجأة السهرة خصوصا وانها جاءت بأصوات شابة تتمتع بخامات عريقة واصوات قد يحسب لبعضها حساب في عالم الموسيقى والغناء الشرقي المصقول.

إيقاعات رائعة وأصوات ساحرة، أسرت بها فرقة “كورال التراث الشرقي” بقيادة المايسترو الاتي من بلاد الشام الحبيبة سبيرو دميان، قلوب الجماهير ونقلتها إلى عوالم سحرية مليئة بالإبداع والجمال وليس بغريب وكما هي العادة منذ سنوات أن يكون الحفل الفني الخاص بالفرقة حدثاً ينتظره عشاق الموسيقى والفن بفارغ الصبر خصوصا وانها تعمل على تقديم تفسيرات معاصرة للموسيقى التراثية الشرقية بأسلوبها الخاص وأدائها المميز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى