أخبار دولية

من هم أبرز أنبياء وقديسي العراق؟

دوافع كثيرة قد تكون حفّزت البابا على اختيار زيارة #العراق وسط ظروف أمنية وصحية صعبة. زرع الرجاء في قلوب الأقليات المسيحيّة واستكمال مدّ الجسور مع القيادات المسلمة البارزة مثل آية الله العظمى السيد علي السيستاني هما سببان كافيان كي يزور البابا بلداً خارجاً من حوالي عقدين من الاضطرابات والنزاعات الداخلية. لكن للعراق رمزيّة روحيّة كبيرة بالنسبة إلى المسيحيّة بشكل عام والفاتيكان بشكل خاص.

يعرض مراسل مجلّة “ناشونال كاثوليك ريجيستر” لشؤون الفاتيكان إدوارد بنتين كيف احتضن العراق عدداً لا يُحصى من القديسين، بدءاً من العهد القديم مروراً بزمن المسيح وصولاً إلى الشهداء الذين سقطوا ضحيّة التطرف الإسلاموي في السنوات القليلة الماضية.

بشّر القديسان توما وتداوس بالمسيح خلال القرن الأول الميلادي. أسس توما كنيسة الشرق هناك وتبعه تداوس الذي أصبح القائد الروحي للكنيسة مسافراً على امتداد بلاد ما بين النهرين وليبيا وتركيا وبلاد فارس حيث بشر بالكلمة إلى جانب سمعان الغيور.

ويبرز في العهد القديم أنبياء كثر من بينهم القديس حزقيال المولود في العراق خلال القرن السادس قبل الميلاد وقد تنبأ بدمار القدس واستعادة أرض إسرائيل. وغادر النبي عزرا الذي يلقب بـ “أبي اليهودية” أو “موسى الثاني” أرض بابل في القرن الخامس قبل الميلاد وأعاد تأسيس المجتمع اليهودي على قاعدة التوراة. وهنالك النبي يونان الذي دعاه الله للانتقال إلى نينوى وتحذير سكانها من الغضب الإلهي. لكن عوضاً عن ذلك، ركب يونان سفينة إلى مدينة تدعى ترشيش ففاجأته العاصفة وابتعله الحوت. ولم يبصقه قبل أن يوافق أخيراً على الذهاب إلى نينوى حيث نجح بدفع أهلها إلى التوبة.

مع انتشار المسيحية، تعرض معتنقو الرسالة الجديدة للاضطهاد. وهذا ما حصل مع أسقف بابل القديس بوليكرونيوس الذي اعتُقل في القرن الثالث خلال حكم الأمبراطور ديسيوس. طُلب منه تقديم الأضاحي للأصنام فرفض بشدّة. بقي بوليكرونيوس صامتاً خلال المحاكمة مما دفع ديسيوس إلى الأمر برجمه في فمه بالحجارة حتى مقتله. واستشهد العديد من القديسين في العراق خلال الاضطهادات التي شهدتها البلاد في القرون الأولى لانتشار المسيحية.

في حديث إلى المجلة نفسها، يقول رئيس أساقفة الكلدان في #الموصل نجيب ميخائيل أنّ قديسي العراق لم ينالوا جميعهم هذه المرتبة من الفاتيكان “لكننا نعلم عبر التاريخ أن هنالك آلافاً عدة منهم”. وأضاف: “يجترحون العجائب، يصلّون، هم قدّيسون وقديسات، غير متعلمين ربما، يعيشون في الجبال – البساطة هي علامة القديسين الحقيقيين”.

وسقط 48 مؤمناً ضحية مجزرة ارتكبها المتطرفون الإسلامويون في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في 2010. وتنظر الكنيسة حالياً في دعوى تطويبهم. وقُتلت الراهبة سيسيليا حنا بوحشية في #بغداد سنة 2002. وقَتل الإرهابيون الأب الكلداني رغيد كني وثلاثة من شمامسته في الموصل سنة 2007. والمطران فرج راحو، سلف المطران ميخائيل، اختُطف في الموصل ثم قتل سنة 2008.

والمطران ميخائيل متأكد من نيلهم القداسة لأنهم “قُتلوا باسم يسوع” وهو مشهد مكرر لما حصل في العراق منذ ألفي سنة. ويقول إنّ شهادتهم مثال للأجيال اللاحقة كي لا تخاف وقد جعلت المسيحية في العراق “أقوى مما مضى، وإيماننا أقوى من السابق… ولهذا السبب نعود إلى نينوى والموصل”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى