وفيات كورونا في الهند “أعلى بكثير” من المعلن عنه
شكك العديد من الخبراء والمؤسسات الدولية في أرقام فيروس كورونا بالهند، خاصة خلال الأشهر الماضية التي سجلت فيها الهند أرقام كارثية بالفيروس جراء تفشي الطفرات المتحورة.
رسميا يبلغ عدد الوفيات بفيروس كورونا في الهند الآن 395751 وفاة، لكن الخبراء ووكالات الصحة الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، يعتقدون أن العدد قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس بسرعة في جميع أنحاء الهند في أبريل الماضي، توفيت امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا في منزلها في ولاية بهار (شرق البلاد)، لكن الوفاة لم يتم احتسابها ضمن حصيلة كوفيد-19، حسبما تقول صحيفة وول ستريت جورنال.
وكانت نتيجة فحص شيلا سينغ لمرض كوفيد-19، الذي يسببه الفيروس، إيجابية. وقد أشار مسح الرئة إلى وجود التهاب رئوي فيروسي و”إمكانية الإصابة بعدوى كوفيد”.
سجلت الهند رسميًا أكثر من 390 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا، لكن العائلات التي فقدت أحباءها وخبراء الصحة والإحصائيين يقولون إن ذلك أقل بكثير عن العدد الحقيقي.
وأقامت بعض الولايات الهندية قضايا تعويضات لضحايا كوفيد-19، مثل عائلة سينغ.
وأثار العدد المنخفض للهند أيضًا فجوة كبيرة في فهم تأثير سلالة دلتا التي يعتقد خبراء الصحة أنها أدت إلى أسوأ حالات انتشار كوفيد-19 في العالم في أبريل ومايو.
وجرى رصد هذه السلالة شديدة العدوى لأول مرة في الهند. ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تصبح البديل السائد في الولايات المتحدة.
وقال كريستوفر موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، إن الإحصاء الدقيق للإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد-19 هو “جزء مهم جدًا من فهم مدى خطورة السلالات الجديدة”.
ويشير نموذج المعهد إلى أن عدد الوفيات الحقيقي لكوفيد-19 في الهند يتجاوز 1.1 مليون، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد المبلغ عنه.
ويقدر موراي أن سياسة الإعلان الرسمي لعدد منخفض في الهند مشابه لما يحدث في بعض البلدان في أميركا اللاتينية أو أفريقيا، قائلا إن المعهد يقدر أن الهند اكتشفت فقط حوالي 3 إلى 5 في المئة من جميع الإصابات بسبب عدم كفاية الفحوص.
فيما يقدر مراد باناجي، عالم الرياضيات في جامعة ميدلسكس في لندن، الذي يتتبع الوباء في الهند، أن عدد الوفيات الحقيقي في البلاد قد يكون حوالي خمسة أضعاف الرقم المبلغ عنه، استنادًا إلى بيانات الوفيات ومسح آخر يظهر من خلاله وجود الأجسام المضادة في السكان.