سام مريش
هو الشهر الفضيل، الكريم، الحبيب عند أخوتي المسلمين
هو رمضان حيث النِعم والمساندة في أبهى الحلل
هو شهر الصوم والصلاة والتقرّب من الله
ولكن…..
ولكن هل أنتظر شهر رمضان لأكون عند حسن الخالق فأصوم وأصلّي وأقدّم الجميل واليسير مما أعطاني رب السموات والأرض
الصيام بالنسبة لي هو إلى صوم المعدة، صوم اللسان، الفكر، والتعالي عن كل صغائر الحياة وهذا لا يحتاج إلى الثلاثين يوماً من أصل 365 من أيام السنة لأفعله
الصيام هو التخلي عن الفوقيّة وطمس كل معالم الأنانية كما مشاركة غيري في العطاء بما تسمح قدراتنا لا التباهي وبغرور بموائدنا وملابسنا ومدخراتنا على حساب كرامة جائع أو موجوع وهذا أيضًا لا يحتاج الشهر لنعيشه وإن كان من المعقول اعتماده كل أيام السنة
الصيام بات اليوم “مفخرة” و”تباهي” والصلاة أكسسوارًا مرادفًا له فأين نحن إن كان الله أرادهما بخشوع وإيمان، فقلّة من نجدهم اليوم يعيشون هذا الشهر كما المطلوب وإن كان من يتمسّك بتفاصيله لما يزل ينتظره ويعد الأيام لقدومه.
أحبائي، ليتنا نعيش رمضان كما انزل في القرآن الكريم ونبتعد عن مظاهر حفلات الـ “كل ما لذّ وطاب” ونستعيض عنه بتمر ومآكل لا تتخمنا ونستعيض عن مسلسلات المصري والسوري واللبناني وغيرها بما يمكن أن يغذي عقولنا بمنفعة ونعطي الصلاة وقتها بالإيمان والخشوع
وليتنا نعيش رمضان كل أيام السنة فنصوّم ألسنتنا عن قول الحرام، ونيّاتنا عن اتهامات باطلة وقلوبنا عن الحقد اللامتناهي فنفرح بالله ومعه ونعيش الخير وعطاياه.