كندا: الجالية الأرمنية تنعى أحد أفرادها الذي قُتل في اشتباك في ناغورنو كاراباخ
أعلن أوّل أمس الأربعاء، المجلس الوطني الأرمني الكندي (ANCC) عن مصرع الكندي-الأرمني كريستابور أرتين وهو يُقاتل ضدّ القوات الأذرية في الإقليم الانفصالي الذي يقطنه الأرمن.
وكان رجل الأعمال والناشط المجتمعي مقيمًا في مدينة تورونتو قبل أن ينتقل إلى أرمينيا في عام 2011.
وقال المجلس في منشور على فايسبوك: “ببالغ الحزن والأسى تنعى الجالية الكندية الأرمنية أحد أعضائها، كريستابور أرتين”، مضيفًا أنه كان “عضوًا نشطًا في الجالية الأرمنية في تورنتو، قبل انتقاله مع عائلته إلى الوطن الأم، أرمينيا “.
وقدّم المجلس “خالص تعازينه لأسرته وأحبائه. راجيًا أن ترقد روحه في سلام”.
ووفقًا لبيان موجز صادر عن الاتحاد الثوري الأرمني (Armenian Revolutionary Federation)، أحد أقدم الأحزاب السياسية في أرمينيا وبين أرمن الشتات عبر العالم، “كان أرتين واحدًا من العديد من متطوعي الاتحاد الذين قُتلوا أثناء محاولتهم استعادة نقطة استراتيجية في المنطقة. ”
واندلع قتال عنيف في 27 سبتمبر أيلول على طول خط التماس الذي يفصل القوات الأرمنية والأذرية منذ وقف إطلاق النار بوساطة روسية في عام 1994، حيث تحركت أذربيجان لاستعادة المنطقة الانفصالية.
وقالت سيفان هاجارتينيان إنها تعرف أرتين منذ طفولتها، عندما كان منشّطا في معسكر للأطفال في تورنتو. وأوضحت أنّ الخبر صدمها.
وقال السيدة هاجارتينيان: “لكن في نفس الوقت لم أتفاجأ بأنه هو من ذهب إلى هناك … بسبب شغفه بأرمينيا وشغفه بشعبنا”. “لقد تطوع، ولم يكن يقوم بذلك كمجرّد عمل بل كان اختياره الذهاب والقتال من أجل بلاده”.
“هاجر أرتين إلى كندا في أوائل التسعينيات من لبنان وأصبح عضوًا نشطًا في الجالية الأرمنية المتنامية”، على حد قول السيدة هاجارتينيان.
وأضافت هذه الأخيرة: “كان كنديًا فخوراً بكندا وكان يحب كندا، لكنه في الوقت نفسه علّمنا أن نكون شغوفين بهويتنا الأرمنية وأن نتذكر دائمًا جذورنا”. “لقد كان صديقًا ومعلمًا متواضعًا وصادقًا ومخلصًا”.
انتقل أرتين إلى أرمينيا في عام 2011 واستقر في كابان، وهي بلدة صغيرة تعتمد على تعدين النحاس، تقع في جبال جنوب شرق البلاد، بالقرب من ناغورنو كاراباخ.
وفي مقابلة مع موقع TorontoHye، وهو منشور للمجتمع الأرمني في تورونتوعلى الإنترنت، وصف أرتين كيف أنه بعد أن عمل في البداية في صناعة التعدين، أسس شركته الخاصة في صناعة الأزياء، بالإضافة إلى مزرعة لتربية الشنشيلة.
وقالت السيدة هاجارتينيان إنها زارت أرتين في أرمينيا في عام 2013 خلال إجازة عائلية ورأته آخر مرة عندما جاء لزيارة كندا في عام 2018. لكنها ظلّا على اتصال منتظم.
وقالت وزارة الشؤون العالمية الكندية إنها تنصح الكنديين بعدم السفر إلى المنطقة.
وفي تصريح أدلت به لإذاعة راديو كندا الدولي، قالت الوزارة إنها “على علم بالتقارير التي تتحدث عن وفاة مواطن كندي في إقليم ناغورنو كاراباخ. ويتواصل المسؤولون القنصليون مع السلطات المحلية لجمع معلومات إضافية. ونظرًا لأحكام قانون الخصوصية، لا يمكن الكشف عن مزيد من المعلومات”.
وتقول الحكومة الفيدرالية إنها أحصت 147 كنديًا في أرمينيا و 117 كنديًا في أذربيجان منذ يومين. مع الإشارة أنّ التسجيل لدى الحكومة الفيدرالية طوعي للكنديين الذين يعيشون في الخارج، لذلك قد تكون الأرقام الحقيقية أعلى.
وأعلنت اليوم الجمعة، وزارة الشؤون العالمية الكندية أنّ وزير الخارجية فرانسوا فيليب شامبان سيتوجه إلى أوروبا للقاء “شركاء مهمين بشأن الوضع في بيلاروسيا وناغورنو كاراباخ وشرق البحر الأبيض المتوسط.”
وفي بيان قال الوزير: “تتمتع كندا وأوروبا بتاريخ طويل من العمل معًا لمواجهة التحديات التي تواجه السلام والأمن في أوروبا وحول العالم. من خلال الحوار والتعاون مع شركائنا الأوروبيين، يمكننا ويجب علينا مواجهة التحديات الحالية في شرق البحر الأبيض المتوسط وبيلاروسيا وناغورنو كاراباخ، بالإضافة إلى إيجاد حلول سلمية دائمة. نظرًا لأن أمننا وازدهارنا مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بأمن أوروبا، فإننا نولي أهمية كبيرة للحفاظ على علاقات وثيقة عبر الأطلسي. سنكون دائما متحدين في تعزيز واحترام القانون الدولي والسلام وحقوق الإنسان والديمقراطية”.