من القلب

واخيرًا…… بت اليوم موديرنية

وأخيرًا، حصل فخامة الإسم البديع على نعمة اللقاح العتيد.

وأخيرًا ثانية، تحدّد موعد الجرعة الثانية في شهر آب المقبل أي بعد ثلاثة أشهر ونيّف من موعد الجرعة الأولى.

وليس آخرًا، لست بوارد الإحتكام إلى القرار الصائب في مثالية تناول الجرعة لمكافحة جائحة كورونا أم لا، لكني بوارد السير وفق المثل القائل: “حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس”.

مفارقات عديدة صادفتها قبل قراري العجيب، فالتردّد وبكل صُدق أقولها، كان رفيقي الدائم، فما نسمعه عن موضوع اللقاح لناحية سرعة انجازه، نسبة ومدى فعاليته، التأثيرات الجانبية الناجمة عنه، عوامل زرعت الشكوك في عقول الكثيرين، لا سيّما الشريحة المتابعة لمسارات الفيروس التاجي ولقاحاته المتعددة وأنا إحداها ودون أي خجل أقولها.

قرّرت، فالعائلة أولوية، والعودة إلى الحياة الطبيعية من الأحلام التي باتت تراودنا كل يوم، لا بل كل دقيقة…

قررت والحاجة أم الإختراع فعلينا التمتّع بالحياة اليوم وغدًا وكما بالأمس البعيد كما القريب

ولكن…

نصيحة لصديقة روّضت ذكائي المغمور حكمة وثقافة وأضرمت نيران التفاؤل  في كل المقالات والدراسات التي قرأتها عن ذاك اللقاح اللئيم “مالىء الدنيا وشاغل الناس”.

نعم، نصيحة من امرأة لطالما عُرفت باطلاعها على كل شاردة وواردة من الدراسات تصارحني قبل موعد اللقاح بيومين اثنين فقط بخطورة ذاك اللقاح والآيل الى ما لا تحمد عقباه

ورحت أُفكّر، أنتزع الترجيحات والفرضيات من أحضان الفكاهة وخفة الظل لا بل انعدام ما يُسمى بالميزان العاقل، وما هي إلا لحظات حتى عدت إلى واقعي المأزوم. فالضحك على رسالتها تخطى اللياقات واللباقات ليصل إلى أفكارها الموروثة كمثل الكثيرين من الناس الموتورين.

وقرّرت، قرّرت المضي بقراري وإلى موعد اللقاح در.

وهناك انفردت بنفسي قبل ان يحين موعدي الميمون، أراجع الماضي بما فيه من حسابات، مسترسلة ببعض صور نبشتها من ذاكرة الذكريات غير آبهة لأخرى ستدعم حدث تلقيحي الكريم، ورحت أقيس الوقت بالدقائق والثانيات

وهناك سألت الصيدلاني الممتاز بعد حقنة مادة اللقاح في ذراعي الأيسر إن كنت قد تحوّلت إلى تمساح أو إن كانت أسناني قد برزت إلى الأمام أم أن تحوّلًا بشكلي قد لاح ويستوجب مني أخذ الحيطة والأمان.

ويا لمصيبتي وكدري من الجواب على السؤال ما من شيء تغيّر وما من استثناءات فأنتِ أنتِ وما عند الربِ من مستحيلات.

وفي تلك اللحظة الحاسمة، شكرت الله مرة على محبة صديقة مخلصة حاولت إنهائي عمّا يمكن أن تحمد عقباه ،وشكرته مئات المرات على عقل رصينٍ وثقافة راجحة منعتني من الإنصات لمثل هذه التأويلات ورحت أضحك وأضحك والصيدلاني يُشاركني فرحة الإنتصار على الجهل مرة وعلى الإكتئاب والأحزان مئات المرات.

وماذا بعد؟

انا اليوم موديرنية اللقاح كورونية التصدي، نعم لا زال خوفي من الآتي اكبر من الذي مضى، ولكن، مع جهود علماء مشهود لهم بالذكاء، جنّدوا أنفسهم ودراساتهم واكتشافاتهم لخدمة البشرية جمعاء ما علينا  سوى الايمان بما يقدم الينا من “تحليات” تعيد لأنسنتنا رونق الحياة وجمال العمر في الضراء والسراء.

والى موعد الجرعة الثانية نلتقي واياكم بالف خير وخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى