المستشاران البلديان دورا وسالم في حديث خاص لـ”المنبّه”
"إعلان وثيقة" لتشجيع كندا من أجل تفعيل دورها في لبنان
خاص – “المنبّه”
لم يستطع أي لبناني منتشر في كندا، ومهما كان انتماؤه أو مذهبه أو تطلعاته الخاصة، أن يقف مكتوف اليدين تجاه المجزرة التي يعيشها لبنان الحبيب، بشيبه وشبابه. فهبّ للمساعدة، وكل من مركزه ووفق قدراته، متسلحًا بالعزم من جهة، وبموقع “المنبّه” الذي حرص ولا يزال على الإضاءة على كل هذه الإنجازات من باب الدعم والشكر من جهة أخرى.
فبعد الاطلاع على ما قدّمته بلدية لافال لمساعدة لبنان في مصابه الكبير جراء انفجار بيروت، ها هو الموقع يلقي الضوء على بلديتي مون رويال وسان لوران، من خلال لقاء خاص مع مستشاري البلديتين المحامي جوزف دورا وعارف سالم، اللذين واكبا عملية المساعدات، كما شاركا في وضع الوثيقة المتعلقة بمساندة بلدهما وشعبه، والإضاءة على أهم بنودها ومحاورها التي تصب في عملية إنقاذ لبنان.
المحامي جوزف دورا: الوثيقة هي الخطوة الأولى باتجاه دور سياسي لكندا في لبنان
“بالفعل، لقد هال رئيس وأعضاء مجلس بلدية مون رويال ما حصل في لبنان، فكانت أولى المبادرات تخصيص مبلغ مالي قدره عشرة آلاف دولار كمساعدة للشعب اللبناني في محنته، وهي سابقة فريدة في تاريخ البلدية بتخصيص مبلغ مالي خارج حدود كندا”.
وأضاف: “وفي إطار التضامن الإنساني مع الكارثة احتفل كهنة الكنيسة الكيبيكية مع كهنة لبنانيين بقداس إلهي على نية ضحايا الانفجار في كنيسة ماريوسف في مون رويال، حضره رئيس البلدية والأعضاء، ونواب فدراليون وحشد من أبناء المنطقة، كما نكست الأعلام في البلدية بعيد الإعلان عن نبأ استشهاد نازار نجاريان في الانفجار، كونه يقيم وعائلته في المنطقة”.
وحول مصير الوثيقة التي وقعتها الجمعيات والغرف التجارية والفاعليات الثقافية، والمتعلقة بمساندة لبنان، أجاب دورا: “هذه الوثيقة ستكون الخطوة الأولى باتجاه تشجيع دور سياسي أكبر لكندا في لبنان، إلى جانب دورها الإنساني. وها نحن اليوم في مرحلة الانتقال إلى المقاطعة بعد أن أنهينا العمل على الصعيد الفدرالي. كما أننا بصدد وضع خطة عمل مع حكومة كيبيك تتناول ثلاثة محاور: الأول إنساني ويتعلق بتقديم المزيد من المساعدات العينية، والثاني حياتي ويتعلق بتسهيل شؤون الهجرة والتخفيف من القيود المرتبطة بها، إضافة إلى العمل على خلق برنامج خاص بلبنان، أما الثالث فأكاديمي حياتي ويتضمن مساعدة الطلاب اللبنانيين لناحية التخفيف من الأقساط والرسوم الجامعية أو المدرسية، وبالتالي معاملتهم معاملة الطلاب الكنديين الأكادميين، وتسهيل هجرة العمل وخلق برنامج خاص باللبنانيين، وتمديد مدة رخصة العمل المنتهية صلاحيتها، ما يتيح لحامل صفة عقد عمل متابعة عمله بشكل قانوني في كندا”.
وفي الختام لفت دورا إلى الجلسة الافتراضية التي ستعقد مع مجموعة ناشطين حول البنود الآنفة الذكر للتباحث وتبادل الأفكار، ومن ثم رفع توصيات إلى النقابة وإلى رئيس وزراء كيبيك فرنسوا لوغو لاتخاذ القرار المناسب.
عارف سالم: احد بنود الوثيقة ترسيخ فكرة التبادل التجاري بين لبنان وكندا
وللاطلاع على مضمون الوثيقة بعد الجلسة الافتراضية الآنفة الذكر، التقى “المنبّه” أحد عرّابيها الأستاذ عارف سالم عضو بلدية سان لوران للاطلاع منه على أهم محاور الجلسة الافتراضية ومساهماته لمساعدة لبنان أجاب: “بالفعل لقد طلبنا في الوثيقة التي قدّمناها إلى رئيس حكومة كندا جاستين ترودو، تعيين مندوب كندي يتولى أولًا العمل والتنسيق بين لبنان والدول الواهبة لناحية متابعة مضمون الهبات والمساعدات، وثانيًا العمل على ترسيخ فكرة التبادل التجاري بين البلدين خصوصًا وأن هناك ما يقارب الـ 250 ألف لبناني يحملون الجنسية الكندية ويقيمون على أراضيها مقابل 90 ألف يحملون جواز سفرها، وبالتالي، فإن كل ما ينقصنا هو تحديد أهداف السوق وآلية العمل على تفعيله ومن ثم تطويرها. وهنا أود أن أعطي مثالًا على ما أقوله: فكيبيك مثلًا غنية بالألمنيوم ولبنان بحاجة لهذا النوع من التجارة لاسيما بعد انفجار بيروت، من هنا ضرورة معرفة الحاجات ليبنى عليها في ما بعد.”
وأضاف: “لا يمكن أن ننسى أهمية موقع لبنان الاستراتيجي، فهو بوابة مهمة باتجاه الأسواق العربية وهو أمر يمكّنه من لعب دور الوسيط في تسويق المنتوجات الكندية على أراضيها، كما هي حال مونتريال مع أميركا الشمالية. وبطريقة أوضح، يمكن أن يكون لبنان البوابة التسويقية للمواد الكندية داخل الدول العربية من جهة ومصدرًا لمونتريال ومنها إلى اميركا الشمالية من جهة أخرى.
ولمهمة المندوب تتمة تتلخص بتحضير الأرضية اللازمة لإعادة إعمار لبنان بطريقة متوازية مع إعادة إعمار الدول المجاورة، إضافة إلى لعب دور فعّال في جمع المسؤولين اللبنانيين حول طاولة حوار يكون فيها لكندا دور أساس يؤهلها لإخراج لبنان من الدوامة السياسية الحالية، وبالتالي مساعدة الجيل الجديد للعيش في وطن جديد قوامه النظام والقانون والعدل فقط لا غير”.
وختم مؤكدًا الإنتهاء من المراسلة وتم توجيهها إلى رئيس وزراء كندا جاستن ترودو ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفي إطار المساعدات التي قدّمتها البلديات لمساعدة لبنان أجاب سالم بالنيابة عن البلدية التي يمثل قائلًا: “خمسون ألف دولار هو المبلغ الذي قدّمته بلدية سان لوران كمساعدة أولية للبنان. كما تمّ حجز مبلغ عشرة آلاف دولار ستدفع إلى الجمعية العالمية للفرانكوفونية التي تهتم بجمع المال من كل دول العالم لإرساله إلى بلدية بيروت كونها عضوًا دائمًا فيها. كما وقفنا رئيسًا وأعضاء دقيقة صمت عن أرواح الضحايا كما كان هناك التفاتة خاصة لاهلها المصابين والمنكوبين جراء الانفجار.”
وعن مساهماته الشخصية في الدعم الذي لا زال قائمًا تجاه لبنان أجاب: “هو واجبي الوطني الذي دفعني للمشاركة في غالبية النشاطات المتاحة، منها على سبيل المثال تقديمي التوجيهات اللازمة للاعبي السوكر ولمجموعة منقوشة لبنان كذلك لكلوب ليونز الذين جمعوا أموالهم من غسيل السيارات، بهدف توحيد الجهود والتعاون في أهدافهم لخدمة لبنان.”
وفي سؤال حول جديد مساعدات اتحاد الأرز الذي هو عضو فيه أجاب: “بعد الدواء لزوم مركز سان جود المتخصّص بمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان في لبنان، ها نحن اليوم بصدد العمل على مشروع جديد هو عبارة عن إقامة معرض فني لرسام كندي يدعى رينالد مورفيس، أحب أن يساعد لبنان على طريقته الخاصة، من خلال تقديمه 80 لوحة منوّعة قام برسمها خلال جائحة كورونا، مقدّمًا كل أرباح لوحاته للبنانيين المتضرّرين من الانفجار.”
وفي الختام شكر سالم موقع “المنبّه” على هذه الالتفاتة اللطيفة متمنيًا له النجاح والتألق لأنه مشروع ريادي في عالم الإعلام الالكتروني في مونتريال.