يُعتبر العقم من المشكلات التي يعانيها كثيرون ويمكن أن تؤثر على حياتهم من نواحٍ عديدة، وتنعكس على مختلف جوانبها بشكل غير متوقع. لا يواجه البعض أي مشكلة في إنجاب الطفل الأول، ثم يجدون أنفسهم فجأة عاجزين عن إنجاب طفلٍ ثانٍ، كما نُشر في Huffingtonpost.
ما سبب العقم الثانوي؟
العقم الثانوي هو الصعوبة في الإنجاب بعد إنجاب طفل أول بطريقة طبيعية. قد يحصل ذلك لدى محاولة حصول حَمَل خلال عام لامرأة دون سن 35 سنة أو لمدة 6 أشهر لامرأة تخطّت سن 35 سنة. لا تُعتبر هذه من الحالات النادرة، وهي من التحدّيات التي يواجهها كثير من الأزواج، على الرغم من إنجاب طفل في المرّة الأولى من دون مشكلات. حتى أنّ العقم هو بمعدل شيوع العقم الأولي، ويصيب نسبة 11 أو 12 في المئة من الأزواج في الولايات المتحدة الأميركية.
تكثر الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى العقم الثانوي، وهو يتشابه مع العقم الأولي، بحيث يمكن أن تؤدي أسباب عدة إلى مواجهة هذه المشكلة. لكن على رأس لائحة مسببات العقم الثانوي هو العمر. فمع التقدّم في السن تتراجع فرص الإنجاب. وإذا كان الزوجان قد أنجبا الطفل الأول وهما في سن 30 سنة ثم حاولا في مراحل لاحقة متأخّرة إنجاب الطفل الثاني، يمكن أن تزيد الصعوبات مع تراجع جودة البويضات وعددها. كما يمكن أن يزيد احتمال حصول إجهاض بسبب تشوّهات جينية.
ومن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك وجود تمزّق في الأنسجة في الرحم بسبب الخضوع إلى عملية قيصرية سابقة. كما يمكن أن يحصل تغيير في عدد الحيوانات المنوية أو جودتها، ما يمكن أن يرتبط بالعمر أيضاً. قد يرتبط العقم الثانوي بالعمر أو بمشكلات صحية مزمنة أو بعوامل تحيط بالحَمَل أو بالإنجاب، أو بأي تغييرات يمكن ان تحصل في الحالة الصحية لأي من الزوجين. ومن الأسباب أيضاً: الإنسداد في أنابيب الفالوب، الالتصاقات في الرحم، زيادة الوزن، اضطرابات الإباضة، اضطرابات في جهاز المناعة أو التضرّر في جدار الرحم.
لكن ثمة حالات لا تفسير فيها للعقم الثانوي، ما يُعتبر مشابهاً لحالة العقم غير المبرّر.
كيف يمكن مواجهة العقم الثانوي؟
في حال مواجهة مشكلة عقم ثانوي، يجب استشارة الطبيب المختص مباشرة لإجراء التقويم المناسب. قد يكون العقم الثانوي من التحدّيات الصعبة التي يمكن أن يواجهها الأزواج، لكن في معظم الحالات يكون من الممكن أن تنجح تجربة الإنجاب بعد إجراء التقويم والحصول على العلاج المناسب. وبقدر ما يتمّ اللجوء إلى المساعدة الطبية في مرحلة مبكرة أكثر، يمكن الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر لتخطّي المشكلة.
إنما في كثير من الأحيان، يؤجّل الزوجان موعد الإستشارة الطبية بما أنّهما يكونان قد أنجبا سابقاً. قد يكون السبب في الانشغال بالطفل الأول أو لأنّهما مقتنعان أنّ ما من مشكلة فعلية بما أنّهما أنجبا سابقاً بشكل طبيعي، وبالتالي يمكن أن تنجح التجربة من جديد. لكن بالنسبة للنساء اللواتي تخطّين سن 35 واللواتي في سن 40 سنة، يُعتبر العمر عاملاً مهمّاً، ويجب أن يؤخذ في الإعتبار لتنجح تجربة الإنجاب. لذلك يجب عدم التأخير في اللجوء إلى المساعدة الطبية لإجراء التقويم العام والفحوص اللازمة والحصول على العلاج المناسب.