جاليات

كنديون لبنانيون يطالبون كندا بتعزيز دورها في لبنان “كبلد صديق” ودعمه في النهوض

وجّهت مجموعة من نحو عشرين شخصية كندية لبنانية الأصل كتاباً إلى رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو وإلى وزيريْ الخارجية والتنمية الدولية في حكومته، على التوالي فرانسوا فيليب شامبان وكارينا غولد، طلبت فيها دعم كندا للبنان الذي يجتاز مرحلة بالغة الصعوبة من تاريخه الحديث بلغت ذروتها مع الانفجار الهائل الذي هزّ مرفأ عاصمته بيروت في 4 آب (أغسطس) الجاري ودمّر أجزاء واسعة من المدينة حاصداً نحو 200 قتيل، بينهم كنديان، و6500 جريح ومشرداً نحو 300 ألف نسمة.

وأرسلت المجموعة المكوّنة من أسماء معروفة في صروح التعليم الجامعي والمدرسي وفي عالم الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والعمل السياسي في كندا كتابها الذي يحمل عنوان “إعلان أساسي للمبادئ والدعم بين كندا ولبنان” (Déclaration initiale de principes et de soutien entre le Canada et le Liban) في وقت تنشط فيه كندا، أسوةً بدول أُخرى، لدعم شعب لبنان المنكوب وتزامناً مع زيارة وزير خارجيتها فرانسوا فيليب شامبان إلى بيروت.

ويقول موقعو الإعلان إنّ الكنديين اللبنانيين ممتنّون لهذا الدعم الكندي لوطنهم الأم، ومن ضمنه تكوين فريق عمل كندي معني بلبنان، وإنهم يرغبون بشدة في أن تصل كافة المساعدات الكندية إلى منظمات موثوقة ومعروفة من المجتمع المدني وإنهم يشيدون بالعلاقات الوثيقة بين كندا ولبنان منذ عقود طويلة من الزمن.

ولبنان الحديث بحدوده الحالية الذي “تأسس قبل 100 عام على قيم ديمقراطية ومدنية” كان في أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية وبيئية حادة حتى قبل وقوع الإنفجار، وتحلّ الذكرى المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير بعد أيام معدودة فيما لبنان في حزن عميق، ذكّر موقّعو الإعلان.

لذا يطالب موقّعو الإعلان كندا بتعزيز حضورها في لبنان من خلال تعيين مبعوث لها في وطن الأرز “لتضطلع بدور رئيسي فيه كبلد صديق للبنان”، مذكّرين بأنّ نحو 250 ألف كندي قالوا في الإحصاء السكاني الأخير عام 2016 إنهم من أصل لبناني وأنّ عشرات آلاف الكنديين، من أصل لبناني بشكل خاص، يقيمون في لبنان.

ومن مهام هذا المبعوث الكندي المطلوب إرساله تنسيقُ المساعدات الإنسانية مع الشركاء الدوليين على الأرض وإيجاد فرص عمل بين جاليات الأعمال اللبنانية والكندية تتمحور بشكل رئيسي حول إعادة إعمار لبنان.
وبين المهام المُقترَحة له أيضاً القيام بدور رئيسي في إرساء شراكات بين القطاعيْن العام والخاص، وكندا بلد رائد في هذا المجال، في إطار إعادة إعمار لبنان وأيضاً في التمهيد لمشاركة كندية فعّالة في إعادة إعمار البلدان المجاورة التي دمّرتها الحروب.

كما يعوّل موقعو الإعلان على دور لهذا المبعوث الكندي في إخراج لبنان من مأزقه السياسي ومواكبة جيل الشباب اللبناني في انتقال هادئ إلى دولة القانون، وأيضاً في تعزيز النظام التربوي اللبناني من خلال موقع كندا في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

كما طالب موقعو الإعلان كندا بوضع نظام مساءلة تخضع له كلّ المنظمات الموكلة بتوزيع المساعدات الإنسانية الدولية في لبنان وبمنح المنظمات الإنسانية المحلية في لبنان التي لها وقع على الأرض صفة الجمعيات الخيرية بموجب قانون الضرائب الكندي.

ما طالب الموقّعون بتسهيل لمّ الشمل العائلي في مجال الهجرة إلى كندا والسماح للبنانيين من حاملي بطاقات الإقامة الدائمة المنتهية صلاحيتها بالدخول إلى كندا.

وطالب الموقعون كندا بمواكبة لبنان في تحقيق إصلاحات هامة في مجال الحوكمة العامة وضمان حصول التغيير المنشود من قبل الشعب اللبناني وجيل الشباب فيه بإرساء حوكمة نظيفة، لا فساد فيها ولا زبائنية، من خلال الوسائل القانونية والسياسية.

وطالب الموقعون أيضاً كندا بأن تتعاون مع لبنان في إجراء تحقيق شفاف ونزيه حول أسباب الانفجار المدمِّر الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الجاري.

وحثّ موقعو البيان حكومة وطنهم الكندي على دعم المؤسسات التعليمية في وطنهم الأم التي تقف عند حافة الانهيار، وأيضاً، وبالتعاون مع حكومات المقاطعات، على تسهيل دخول الطلاب اللبنانيين إلى الجامعات الكندية وتمديد إجازات العمل للطلاب اللبنانيين المسجّلين حالياً في جامعات كندية.

(راديو كندا الدولي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى