منوّعات

خياط سوري يحول سيارته لورشة متنقلة.. “أرخص من المحل”

في عام 2012، أجبر القتال الدائر في بلاده، السوري جمال المصري على الفرار من منزله وترك محله في مدينة حمص السورية.

ترك الرجل ورشة الخياطة التي يملكها وراءه وتوجه إلى دمشق مع زوجته وابنيه وهم لا يحملون إلا بعض المال وملابسهم.

ويقضي المصري (65 عاما) أيامه في الخياطة وتركيب الأزرار وضبط قطع الملابس القديمة التي تحتاج إلى إصلاح وذلك في سيارته الفان المتوقفة على جانب أحد شوارع العاصمة دمشق.

وبعد ذلك ببضعة أشهر كان المصري يمر في سوق فشاهد خياطا يعمل في سيارة فان، فألهمه المشهد فكرة بدء عمله الجديد في دمشق.

وعن ذلك قال المصري: “أنا ماشي بسوق الجمعة، شُفت ها الزلمة (الرجل) قاعد بالسيارة عم يشتغل خياط، قلت أنا عندي سيارة ليش ما بسوي مثله وما بشتغل عند حدا؟. أنا بشتغل لحالي، معلم أنا، 50 سنة لي خياط. والله اشتريت مكنة وحطيتها بها السيارة واشتريت شوية خيطان، شوية عدة، شوية هدا، اشتريت مقص. أنا طلعت من حمص نظيف ما فيه شيء. والله اشتريت ها الأغراض وصرت أشتغل، مشي الحال، الحمد لله، تعلموا الزباين وبيعتبروني أرخص من المحل”.

ولما استعادت الحكومة السورية السيطرة على حمص في 2018، عاد المصري إلى بيته بالمدينة. لكنه لم يستطع التكيف مع كم الدمار الهائل والعدد القليل من الناس الذين عادوا لبيوتهم. وبالتالي عاد أدراجه مجددا إلى دمشق.

وأضاف “رحت هناك (على حمص) من شي 3  سنين، قعدت أربع خمس أشهر ما مشي الحال، لأنه يا اللي ما إنه مؤسس شغل بحمص ما بيشتغل مزبوط لأنه حمص لسه يعني ما رجعوا أهلها كاملة، لسه ما رجعوا وفيه يعني دمار لسه ما زبطت مزبوط، وقت رجعت كانت الكهربا ضعيفة ما إنها كاملة بكل الشوارع، تروح وتيجي… ما مشي الحال”.

وحول سبب تفضيله العمل من السيارة على استئجار محل والعمل منه قال المصري “والله المحل ما بيمشي الحال، لأن اللي بيشتغل فيهن بده يحطهن أجرة محل وضريبة وكهربا ومي، هونا ما عندي كهربا أنا، عندي بطارية بشحنها بالبيت وبجيبها، بشتغل ع البطارية”.

وقد أصبح مكان سيارة المصري معروفا جيدا لزبائنه، كما أنه أصبح الخياط الأكثر شهرة لدى العديد من العملاء السوريين.

ويعمل جمال المصري الآن بكل ما في وسعه من جهد لتعويض ما خسره بسبب الحرب، ويقول “لأنه خسرنا كل شيء، شغل 50 عاما ذهبوا هباء منثورا، راحوا…”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى