المعطف
بقلم ريتا حبيب
أخذتُ منه المعطف، وكان البردُ حجَّتي ..
سكنتني الرّيحُ والأزرقُ علا شفاهي ..
خافَ أن يتوقَّفَ الدَّمُ عن الجريان،
فلفَّني بمعطفِه مقتربًا من أنفاسي ..
بالخجلِ أوهمته وكان هذا مبتغاي ..
فقالَ لا تخجلي وارتدي لباسي،
قلّةٌ من لففتهنَّ بجَناحي ..
أخذته بلا تردّد فأشعلَ داخلي ..
انتقلَ الدّفءُ عدوًى لجثماني ..
ولفَّ عطرُه كياني ..
في حُدقةِ عينيه صمتٌ لم يفهمه سواي
وإلى أبجديَّةِ العشقِ انجرفت كلماتي ..
أحسستُ أنَّ الغيومَ ما تراكمتْ إلّا لتمطر ..
والثلوجُ وطأت أقدامي ..
غرقتُ .. في مياهِ المطرِ وصقيعُ الثّلجِ
وما عادت رجلاي تحملاني ..
غلغلتُ في المعطفِ وبتُّ أدفنُ رأسي حتَّى نَواتي ..
ظنًّا،
أن يفضحَني حبّي ويُسقِطَ كبريائي ..
أردتُ
أن أصلبَ روحي وأعذّبَها
كي يشعرَ بحلاوةِ وجودي ..
يتدلّى من سقفِ الشَّهوةِ على سريرِ نهديّ
ينثرُ الطّيب ..
يخلعُ لباسَ الكهنوتِ عنه،
ويرعى جنوني ..
مالتِ الكؤوسُ نحوي،
وتصابتِ النَّظرات،
هناك من وصفني بالاحتيالِ وهناك من أحبَّ دلالي ..
وقفتُ .. دون إحساسي ..
وابتعدتُ نحوَ الباب ..
أهربُ بمعطفِهِ ليلقاني ” لؤلؤ فريد ” ..
خلعتُ الغطاءَ الذي أقرضني،
ومددتُ يدي للسَّلام،
وتركتُهُ ..
في حيرةِ السُّؤال،
هل استعارتْ معطفي .. لبردٍ في نفسها،
أم .. لتكرّرَ لقائي ..