تطورات الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا قد تسبب أزمة في مصر
كشف عدد من الخبراء الاقتصاديين في مصر أن تطورات الأوضاع في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا خوفا من اندلاع الحرب في أي لحظة، سيترتب عليها كثير من التبعات السياسية والاقتصادية.
وأشار الخبراء إلى أن أهم هذه التبعات ارتفاع أسعار بعض السلع خاصة في مصر لأنها تستورد مجموعة من السلع الغذائية الاستراتيحية منها، في مقدمتها اللحوم والحبوب، وعلى رأسها القمح إذ تستود مصر 13 مليون طن سنويا من القمح من روسيا وأوكرانيا مجتمعتين، وتستورد من أوكرانيا الذرة والشعير وفول الصوريا، بالإضافة إلى زيت الطعام، والحديد والفولاذ ومنتجاته.
وتوقعت مجموعة من الخبراء والمتخصصين أن ترتفع أسعار بعض هذه السلع بنسبة 20%، جراء اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا، بخلاف زيادة أسعار البترول.
ويقول محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالقاهرة، إن مصر تستورد 50% من استهلاكها من اللحوم، وتنتج 50% محليا، سواء لحوم حية أو مجمدة، والدول التي تستورد منها هي البرازيل وإثيوبيا والسودان وأوكرانيا، موضحا أن الصيف الماضي كان أكثر استيرادنا من البرازيل، أما في الشتاء الحالي نستورد من السودان، لأن يصعب النقل عبر المحيطات بالشتاء.
وحذر هيثم عبد الباسط، عضو شعبة القصابين، من ارتفاع أسعار اللحوم في مصر، وباقي دول العالم حال قيام حرب بين أوكرانيا وروسيا، لأنها ستؤثر بشكل مباشر على وارداتنا من اللحوم، موضحًا أن سوق اللحوم في مصر مستقرة ومصر دولة محفوظة، ولدينا مستوردون كبار يحاولون التعامل مع الأزمة، فهناك أحد المستوردين أدخل 3 مراكب من العجول، أمس.
واتفق معه وهبة، قائلا إن الحرب ستؤثر على استيراد اللحوم من الخارج وبالتالي ستؤثر على أسعارها، لكن المستوردين عاملين حسابهم، وسنزيد معدل ما نستورده من لحوم من السودان، ومصر تستورد لحومًا من عدة دول أخرى بخلاف أوكرانيا.
وتوقع الدكتور نادر نور الدين، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية سابقا، ارتفاع أسعار الحبوب بنسبة 20%، موضحًا أن اندلاع الحرب في أوكرانيا يؤدي لأمرين، أولا ارتفاع أسعار البترول في العالم، التي بدورها سوف تؤثر على أسعار الغذاء، وبالتالي سوف ترتفع تكاليف النقل البحري والبري داخل الدول، ثانيا سوف يؤدي إلى ارتفاع أسعار القمح والحبوب بشكل عام؛ لأن روسيا وأوكرانيا تتحكم في كمية كبيرة من استيرادات الحبوب في العالم، لذلك سوف ترتفع أسعار الحبوب بشكل لن يقل عن 20%، بخلاف زيادة أسعار البترول التي ممكن تصل إلى 20% أيضًا، لذلك سوف تتأثر الأسعار داخليًا وخارجيًا .
وأضاف نور الدين أن اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا سيؤثر على استيرادنا من الحبوب من أوكرانيا؛ لأنه لو قامت الحرب ستغلق موانئ أوكرانيا كلها، لكن روسيا لا أتوقع أن تغلق موانئها، لكن تكاليف النقل قد تزيد، لأن السفن تفرض بدل مخاطر في المناطق التي فيها حروب، وبالتالي تكاليف استيراد القمح سوف تزيد.
وأوضح أن الحرب ستؤثر كثيرًا على استيرادنا من الحبوب كالقمح والذرة الصفراء للأعلاف وزيوت الطعام، ما يؤثر على المخزون الاستراتيجي، لأن المخزون الاستراتيجي الخاص بمصر ثلثه بالمخازن وثلثه على المراكب بالبحر وثلثه تعاقدات، فثلث الخاص بالتعاقدات هو الذي سوف يتأثر إلى أن نحل التعاقدات مع أوكرانيا إذا قامت الحرب.
وتابع نورالدين: “الخطة البديلة حال اندلاع الحرب أن نتجه لفرنسا لأنها أقرب المنشآت المصدرة للقمح، وبعدها أستراليا، والإثنين يوصل القمح منهم خلال أسبوع إلى 10 أيام، ثم نلجأ إلى المنشآت البعيدة مثل كندا والولايات المتحدة والبرازيل، مضيفًا القمح بهذه الدول أفضل من القمح بروسيا وأوكرانيا؛ لأن القمح الروسي والأوكراني أقل من الأسعار العالمية بـ10%، لأن أنواعه أقل من القمح الأمريكي والأسترالي والفرنسي، لكن ذلك الفرق سوف يزيد من أسعار القمح بالإضافة لزيادة سعر البترول إذا اندلعت الحرب”.
وكشف مستشار وزير التموين، أن مصر تستورد 10 ملايين طن ذرة صفراء، أكثر من نصفهم من روسيا وأوكرانيا، ويلي مصر في الترتيب ليبيا بـ 444 ألف طن، وتعقبها تونس 414 ألف طن، ثم الجزائر 159 ألف طن، ثم المغرب 32 ألف طن.
وقال نادر نورد الدين، مستشار وزير التموين سابقا، إن مصر تستورد زيوت الطعام خاصة عباد الشمس وزيت الذرة من روسيا وأوكرانيا، حيث تعتمد مصر على استيراد زيت الطعام من الخارج بنسبة 95:97 % من احتياجات السوق المحلي.