ثقافة وفنون

هاشلي بربارة والقمح بالكوارة وعيد مبارك للجميع

هاشلي بربارة والقمح بالكوارة وعيد مبارك للجميع

يَحتَفل المسيحيّون الّذين يتّبِعون التقويم الغربيّ  بِعيد القدّيسة بربارة، في الرابع مِن كانون الأوّل، بحيث يأخذ رمزيّة خاصّة تَتجسَد بالتّنكُّر وارتداء ثياب يَخفي الناس هويّتهم داخلها. تأتي هذه العادة كَون “بربارة” تَنكَّرت وأخفت ملامح وجهها يَوم حاوَلت الهرب مِن أبيها.

من هي بربارة؟

بربارة هي  إبنة الوثنيّ الغنيّ الّذي يكره المسيحيّين، الفتاة الجميلة الذكيّة الّتي توفّيَت والدَتها وهي صغيرة، سُجنَت داخل أسوار قصر أبيها الّذي حاول إجبارها على حبّ الآلهة وعبادة الأصنام. كسّرت كلّ الحواجز وتخطّت خوفها، وتفرّغت للتأمّل والتفكير بالديانة المسيحيّة، لدرجة أنها نذرت نفسها للربّ يسوع وقدّمت جسدها ذبيحةً فدائيّةً لمَسيحيّتِها. عانَت الأمرَّين مَع والدها بعدَ أن علِم أنّها تعَمّدت وأصبحَت مسيحيّة، فجَعلها تعيش السَّجن والجلد والتعذيب، لكنّه لم يستَطِع إيصالها إلى الخوف. إذ كانَ اللّجوء إلى الرّب والصلاة هما سلاحها الفتّاك الّذي يقوّيها ويحميها في مواجهتها لظُلمِ والدها. شُفِيَت مِن جروحِها مرّاتٍ عِدّة، وأرعَبَت أبيها بنورها الّذي أشعّ على جسدها، فقَطعَ رأسها.

استشهدت القديسة بربارة في 4 كانون الأول 303 م وجسدها موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت بهليوبوليس بمصر. للقديسة بربارة منزلة مرموقة بين القديسات في بلاد الشرق والغرب.

يحتفل بعيد البربارة  الى جانب لبنان كل من سوريا الاردن مصر السودان لأن الإعتقاد أن القديسة بربارة ولدت في بعلبك، رغم أن البعض يقول أنها ولدت في تركيا.

ما الذي يميز  هذا العيد؟

ويتميز هذا العيد بتقاليد خاصة و مميزة تضفي عليه رونقا وجمالا, وتحضّر بهذه المناسبة أصناف الحلويات ولاسيما القمح المسلوق والمزين بالمكسرات والقطايف المحشوة باللوز والسكر والقشطة . الاحتفالات تبدأ في الليلة السابقة اي في ليلة 3 كانون الاول , اذ تخرج الشباب والصبايا   في المساء في ازياء تنكرية جميلة ويطوفون على بيوت الجيران والاقارب والاصدقاء ويعيدونهم راقصين مبتهجين  كما و يتجول الأطفال بأزياء تنكرية مضحكة يطلق عليها(البسية)….ويرمز القمح المسلوق الى الابتهاج والفرح بانتصار هذه القديسة أما لبس (البسية) فمن باب الهزوء والسخرية من عبادة الأصنام.

اغان تردد ليلة العيد

1- هاشلي بربارة والقمح بالكوارة

2- بربارة بربارة عند الرب مختارة أبوها هالكافر كان عبّاد حجارة

وعند الاقتراب من مدخل أحد البيوت يرددون:

3- بربارة بربارة والقمح بالكوارة يا معلمتي حلّي الكيس اللّه يبعتلك عريس

ويزداد هرج ومرج الأولاد والصبية أمام مدخل البيت الى أن يخرج صاحب أو صاحبة البيت ويقدم لهم الحلوى والسكاكر والفواكه المجففة، عندها يغادرون مرددين هتافات المديح والشكر بأنغام ملحنة:

4- عود فوق عود صاحبة البيت من أهل الجود

5- شيحة فوق شيحة صاحبة البيت مليحة

أما اذا لم تفتح صاحبة البيت بابها أو قابلت الأولاد بوجه عابس ولم تقدم لهم الحلوى وما يرافقها، فيهجونها بشدة:

6- كليلة فوق كليلة صاحبة البيت بخيلة

7- قطيعة يا قطيعة صاحبة البيت بشيعة .

وبعد انتهاء الطواف يتقاسم المشتركون ما جمعوه من حلويات وفواكه بينهم، وفي بعض القرى درجت العادة أن يقدموا بعضاً منها لكاهن القرية أو يوزعونها على البيوت المستورة.

عادات الأكل المرتبطة بهذا العيد

القمح المسلوق: ويجهز في ليلة العيد، حيث تكون ربة البيت قد سلقت القمح، ويقدم مساء لأفراد العائلة مُحلى بالسكر والقرفة واللوز والجوز والزبيب والملبس والصنوبر وماء الزهر. ومنهم من يجعل القمح المسلوق مغموراً في الماء المغلي المحلى بالسكر وتوابعه، ومنهم من يجعله ناشفاً جافًا، وهاتين الطريقتين دارجتين في بلادنا والبلدان المجاورة. وتفسير وجود هذه الأكله أن بربارة اثناء هربها من من وجه والدها دخلت حقلاً مزروعاً بالقمح فللحال طالت سنابله والتفت عليها وغطتها وحالت دون نجاح والدها في العثور عليها مدة من الزمن… أما التفسير الآخر، الاكثر واقعية، فهو تعاطف المؤمنين مع القديسة الشهيرة التي لم يسمح لها إلا بأكل القمح المسلوق أثناء سجنها، إضافة الى ما يمثله القمح في الديانه المسيحية من رمز للشهداء الذين بموتهم كحبة الحنطة يعطون الثمر الوفير والحياة للآخرين.

ودرجت العادة لدى العائلات المسيحية في الجليل بفلسطين ولبنان وسوريا بأن ترسل أطباقاً من القمح المسلوق والذي يعرف لدى العامة ب”البربارة” (أو البليلة) الى العائلات التي فقدت عزيزاً لها خلال السنة ، والظروف حالت دون قيامها بمظاهر الأعياد والأفراح.

الحلويات الشتوية:

درجت العادة على صنع الحلويات كالقطايف بالقشطة واللوز والجوز والمعكرون وايضا الزلابية والعوامات مع أنها من مميزات عيد الغطاس، الا أن بعض الأسر تحبذ صنعها في هذا العيد الى جانب القمح المسلوق.

بعض العادات الشعبية

ايقاد الشموع بحسب عد د أفراد الأسرة، فإذا تألق نورها فعلامة على التفاؤل والفرح، وإن خبا فعلامة الاضطراب والتشاؤم. ومنهم من يوقد الشموع التي توضع على مائدة في وسط الغرفة، ويطوف الأولاد حولها للتبرك. أما ارتباط العادة بالعيد فذلك أن بربارة عذبت بإحراق جسمها بقناديل زيتية، لكن الله شفاها.

اجتماع النساء في ليلة العيد للاكتحال بسناج الشمع أو شحاره، إعتقاداً منهن أن ذلك يبعد الأمراض عن العيو ويكسبها جمالاً وبريقاً أسوة بجمال عيني بربارة، وما كانت تشاهه هذه القديسة من أنوار الهية بهية.

القديسة بربارة شفيعة ضد الموت المفاجئ

اصبحت القديسة بربارة شفيعة لمن يعمل في الأعمال الحربية كطواقم المدفعية، وكذلك شفيعة لعمال المناجم وغيرهم ممن عملوا مع المدافع والمتفجرات، كي تحميهم من الموت المفاجئ أو العنيف أثناء العمل، ففي مدينة سانتا باربارا الإسبانية يضعون تمثالاً للقديسة بربارة في على السفن لحمايتها، وفي الحصون المقامة في إسبانيا لحمايتها من الانفجار

معنى  اسم بربارة

اسم علم مؤنث لاتيني الأصل: BARBARA. معناه: الغريبة، الأجنبية، الجميلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى