أوقفت كوريا الجنوبية انتقال فيروس كورونا المستجد بشكل أفضل من أي دولة أخرى خلال الأشهر الأولى للوباء، إذ تعاملت مع الجائحة بشكل ناجح وأكثر فعالية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شبكة أبحاث تابعة للأمم المتحدة.
من المتوقع أن ينخفض اقتصاد كوريا الجنوبية بنسبة 0.8 في المائة فقط هذا العام، وهو المعدل الأفضل وفق توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للدول الأعضاء قامت صحيفة “وول ستريت جورنال” بنشرها.
سارعت كوريا الجنوبية بزيادة معدلات الفحوصات بعد تفشي الفيروس التاجي، وزيادة الارشادات التوعوية للمواطنين، واستغلال التكنولوجيا لتعقب المصابين والمخالطين عبر نظام تحديد المواقع (GPS)، وهو ما ممكن مسؤولو الصحة في البلاد من الوصول لبيانات الهواتف الذكية الخاصة بالأفراد والحصول على معلومات تفصيلية مثل الجنس والعمر ومكان العمل. ورغم ذلك، إلا أن عملية تتبع الأفراد لا تكشف الأسماء.
يقول رئيس شبكة الإنذار والاستجابة العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية ديل فيشر، “لم تتكيف أي دولة مع الفيروس واحتوائه مثل كوريا الجنوبية”.
وتفشى مرض “كوفيد 19” الناجم عن فيروس كورونا في كوريا الجنوبية، شباط الماضي، بعد تسجيل إصابات كبيرة مرتبطة بكنيسة عملاقة في مدينة دايغو، إذ قامت الحكومة بمجموعة من التحركات وضغطت على السكان لارتداء أقنعة الوجه، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وهو ما لاقى التزاما واضحا من قبل الكوريين.
ولم تضطر كوريا الجنوبية مطلقًا إلى فرض إغلاق كامل، لذلك تمكنت المطاعم والشركات من البقاء مفتوحة، مما خفف من الضربة التي لحقت بالاقتصاد.
ظلت العدوى منخفضة خلال معظم فصل الصيف، وكثفت السلطات الصحية الفحوصات مرة أخرى في آب، عندما ارتفعت الإصابات مجددا، وتركزت على حالات مرتبطة أيضا بكنيسة كبيرة، قبل أن تعود للسيطرة على الموقف.
ويعد أحد أسباب نجاح كوريا في التعامل مع الوباء، الخبرة التي تملكها بعد تفشى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية عام 2015.
بعد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بدأت الحكومة دورات تدريبية مرتين في السنة لمحاكاة الانتشار السريع للأمراض الفيروسية مثل الإيبولا والإنفلونزا.
وسجل البلد الآسيوي الغني 23,516 إصابة مؤكدة منذ بداية الوباء، فيما كان عدد الوفيات 399 شخصًا، وفقا لإحصائية جامعة “جونز هوبكنز”.