طفولة

دراسة تكشف فوائد الإطعام المبكر للرضّع

يتخوّف العديد من الأهل من إطعام أطفالهم الرضّع قبل سن معينة، اذ ينصح بعض الأطباء بإطعام الأطفال بدءًا من عمر 6 أشهر، فيما ينصحح آخرون بالقيام بذلك بدءًا من الشهر الثامن. غير أن معلومات جديدة في هذا الاطار كشفت فوائد معينة لإطعام الرضّع المبكر.

حيث أظهرت بعض الدراسات أن إطعام الرضع المبكر بالأغذية المسببة للحساسية، مثل الفول السوداني والبيض، قد يقلل من خطر إصابتهم بالحساسية الغذائية مستقبلا.

وقام باحثون من معهد كارولينسكا، وجامعة أوسلو ، ومستشفى جامعة كارولينسكا في ستوكهولم (السويد) ، ومستشفى جامعة أوسلو ومستشفى أوستفولد (النرويج)، بفحص خطر الإصابة بحساسية الطعام في سن الثالثة.

ووجد الخبراء أنه يمكن تخفيف الحساسسية إذا أُعطي الأطفال أجزاءً صغيرة منتظمة من الطعام الذي يحتوي على الفول السوداني والحليب والبيض من سن ثلاثة أشهر.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تذوقوا بشكل مبكر كان لديهم خطر 1.1٪ للإصابة برد فعل تحسسي تجاه أحد الأطعمة التي تم إدخالها في سن الثالثة ، مقارنة بنسبة 2.6٪ بين الأطفال الذين لم يُقدَّم الطعام مبكرا لهم، وهذا يعني أن 63 طفلًا بحاجة إلى التعرض للإدخال المبكر للأطعمة المسببة للحساسية لمنع الحساسية الغذائية لدى طفل واحد.

وكان العامل الرئيسي المساهم هو انخفاض خطر الإصابة بحساسية الفول السوداني، وهي الحساسية الأكثر شيوعًا في الدراسة، والتي كانت 0.7 في المائة في مجموعة التدخل مقارنة بـ 2.0 في المائة في المجموعة الضابطة.

يقول رئيس مجموعة البحث في قسم صحة المرأة والطفل في معهد كارولينسكا “بيورن نوردلون”: “هذا تأثير وقائي مهم نظرا لأنه يتضمن علاجًا بسيطا، التقديم المبكر قلل بوضوح من خطر الإصابة بحساسية الفول السوداني، وهي حساسية تستمر مدى الحياة ويمكن أن تسبب ردود فعل خطيرة وقلقا، غالبا ما يؤثر على نوعية الحياة”.

واشتملت الدراسة على 2397 طفلًا من النرويج والسويد، وُزّعوا عشوائيا على واحدة من أربع مجموعات علاجية، في جزء تم الإبلاغ عنه سابقا من الدراسة، قام الباحثون بفحص تأثير المطريات المنتظمة من عمر أسبوعين أو إدخال الغذاء المبكر على الأكزيما التأتبية، والتي تعد عامل خطر لحساسية الطعام في وقت لاحق.

تلقت إحدى المجموعات مقدمة غذائية على شكل أجزاء صغيرة منتظمة من زبدة الفول السوداني أو الحليب أو القمح أو البيض المطبوخ من عمر ثلاثة أشهر، فيما تلقت المجموعة الثانية نفس مرطبات البشرة بالإضافة إلى ترطيبها، وأُعطي الثلث فقط المطريات الجلدية ،والرابع لم يتلقَّ أي علاج محدد، تم حث جميع الآباء على اتباع الإرشادات الوطنية لإدخال الغذاء.

أُدخل الفول السوداني أولاً، تبعه بعد أسبوع حليب البقر، ثم عصيدة القمح والبيض، وٌجّه الوالدان للسماح لأطفالهم بتذوق الطعام أربعة أيام على الأقل في الأسبوع جنبا إلى جنب مع تغذيته المنتظمة، ثم تم تشجيعهم على الاستمرار في تقديم الأطعمة الأربعة كجزء من النظام الغذائي المعتاد للطفل بعد سن ستة أشهر.

يوضح الدكتور نوردلوند:”نحن نتحدث عن كميات صغيرة طفل يمص إصبعه مغطى بزبدة الفول السوداني، على سبيل المثال أو يتذوق من ملعقة صغيرة”.

وحضر أكثر من 80 بالمائة من الأطفال المتابعة حتى سن الثالثة، وعندها فُحص وجود حساسية تجاه أحد الأطعمة الأربعة، وشُخصت حساسية الطعام في 44 من الرضع: 32 يعانون من حساسية الفول السوداني، و 12 يعانون من حساسية البيض، و 4 يعانون من حساسية الحليب.

تم تشخيص حساسية الطعام في 14 (2.3 بالمائة) من 596 رضيعا في مجموعة عدم التدخل و 17 (3.0 بالمائة) من 574 رضيعا في مجموعة التدخل الجلدي، وستة (0.9 بالمائة) من 641 رضيعا في مجموعة التدخل الغذائي، وسبعة (1.2 بالمائة) من 583 رضيعا في مجموعة التدخل المشتركة.

نظرا لأن انتشار الحساسية الأخرى غير الفول السوداني كان منخفضا في ثلاث سنوات، فإن الدراسة غير قادرة على التأكد من التأثير على مخاطر الحساسية المرتبطة بجميع الأطعمة الفردية.

كذلك، تقترح وكالة الغذاء الوطنية السويدية بشأن تغذية الرضع السماح للأطفال بتذوق الطعام المنتظم في موعد لا يتجاوز سن أربعة أشهر، طالما كانت الكميات صغيرة بما يكفي لعدم التنافس مع الرضاعة الطبيعية. لا يبدو أن المقدمة السابقة في الدراسة قد أثرت على الرضاعة الطبيعية – حوالي 90 بالمائة من الأطفال في جميع المجموعات كانوا لا يزالون يرضعون من الثدي حتى سن ستة أشهر

المصدر :روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى