سعيد شعيب: ننتظرك جو، ولك لن أقول وداعًا
إحساس غريب هذا الذي ينتابني اليوم، فأنا في عالم والعالم بأسره في عالم آخر، إنها الكذبة الحقيقة التي نعيشها، فأين نحن منها في غياب ذاك المارد المعطاف، “ابو القلب الطيب” الحنون، كيف لنا أن نتذوّق طعم الحياة وهو في ذاك الدرب البعيد؟
نحن ننتظره، نعم ننتظره، بفرح الأطفال للقاء سانتا كلوز الكريم
ننتظره “بضحكات وسعادة من ردّ لأحلامهم معنى الحب والإحترام”
ننتظره بعيون رافعي لواء المحبة والعطاء
ننتظره بدغدغات أحلام المرضى الطامحين الى الحياة
وننتظره….
فهل يا ترى سيطول الإنتظار؟
أحنّ إليه، أشتاق لرائحته، أود الإتصال به، تخونني الكلمات
أرجوه كي يعود، أستحلفه اللارحيل، أناشده كي يفيق، وتخونني الكلمات
هو الكبير، صغير آل شعيب العطوف، معًا كبرنا، معًا حلمنا، ومعًا تقاسمنا الكثير الكثير من الأشياء، ملابسنا، غرفة نومنا، أوجاعنا، أحاديث الأفراح والأتراح، واليوم هو بعيد، وأنا لحضوره ضنين
أنتظره، أسأل عنه، أناديه، أما هو فمن الأعالي يرافقني، ولما يزل بعيد، أأغضب منه، أكيد وأكيد لا، فهذا هو جو الصديق الحبيب.
وتسألينني عن العيد؟
العيد هو العائلة، هو الفرح، الهدايا المختارة بعناية، هو الأمل بالغد والعمر المديد، هو الذكريات الرافضة للإستسلام، هو المحبة، العطاء والأمل، هو الكل والكل عن هذا العام بعيد.
في قلوبنا غصّة صحيح، ولا أعرف كيف سيمرّ العيد الأول من دون جو، لكن جلّ ما أعرفه أنه حيّ في ضمائرنا وفي قلوبنا إلى الأبد.
وفي هذه المناسبة، أتوجه من الجالية اللبنانية بأحر التهاني بولادة سيد الكون يسوع المسيح.
ولد المسيح، هللويا.
