أثار الأمير هاري موجة من الغضب في الأوساط الطبية التي اتهمته “بمحاولة تبرير تعاطيه المخدرات”، بعد أن كشف أنها ساعدته على التعامل مع الوفاة المأساوية لوالدته الأميرة ديانا.
وادعى دوق ساسكس (38 عاماً)، في مذكراته “سبير” التي تصدر اليوم، أنه استخدم مواد مثل “آياهواسكا” وفطر “شروم” المخدر كدواء للتعامل مع الحزن الذي شعر به في أعقاب وفاتها في عام 1997.
ورغم أن الأبحاث تشير إلى أن “السيلوسيبين”، المادة الكيميائية النشطة في فطر “شروم”، يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، عندما تؤخذ تحت الرقابة الطبية.. فنَّد أطباء ادعاءات هاري، قائلين إنها تستند إلى “مفاهيم واهية للقيمة العلاجية”، بالنظر إلى أن تناوله لتلك المواد كان من باب ترفيهية.
وقال خبير الطب البديل البروفيسور في جامعة إكستر إدزارد إرنست، لصحيفة “ديلي ميل”، إن الادعاء بأن الأدوية تعمل كدواء “تفكير رغائبي”.
وأضاف: “هناك القليل من الأدلة المعتبرة على صحة ادعائه، وعلى الأرجح أنه يحاول فقط تبرير تعاطيه للمخدرات بمفاهيم واهية عن القيمة العلاجية”.
ويعتقد باحثون أن “السيلوسيبين” يساعد في مكافحة الاكتئاب عن طريق تحفيز مستقبل في الدماغ – يسمى 5-HT2A – بطريقة غير عادية.. حيث يؤدي إلى حالة سريرية أفضل وصف لها أنها “حلم يقظة”، حيث تطلق موجة من “الدوبامين” الذي يسهم في تحسن الحالة المزاجية. ما يؤدي إلى تغييرات إيجابية في أذهان الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج.
وأما “آياهواسكا” فهو مشروب مهلوس يصنع عبر غلي سيقان العنب مع أوراق شجيرة “شاكرونا”، وكلاهما موطنه منطقة الأمازون.. ويعد هذا المشروب قانونياً في معظم دول أمريكا اللاتينية، ولكن تحضيره أو امتلاكه أو توزيعه غير قانوني في بريطانيا والولايات المتحدة.
ويحتوي المشروب المخدر على مركب يعرف اختصاراً بـ(DMT)، وهو أحد أقوى المهلوسات المعروفة في العالم. وعلى غرار سيلوسيبين، أظهر DMT قدرته على زيادة الاتصال بين شبكات الدماغ المختلفة.
من جهته أكد البروفيسور في جامعة إدنبرة أندرو ماكينتوش لصحيفة “ديلي ميل”، أنه “لا يوجد دليل جيد” على استخدام أي من العقارين لعلاج الحزن.
وقال: “هناك أدلة مبكرة على وجود مخدر لإدارة الاكتئاب المقاوم للعلاج – الاكتئاب الذي لم يستجب لاثنين على الأقل من مضادات الاكتئاب التي تعطى بجرعات عالية على مدى فترة طويلة – ولكن لا يوجد دليل جيد على أنه قد يكون مفيداً لعلاج الحزن.
