أخبار دولية

أوكرانيا تطرد سفير جورجيا بسبب صورة رئيس سابق!

 أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين أنّه أمر بطرد سفير جورجيا في كييف احتجاجاً على تدهور صحّة الرئيس الجورجي الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي الذي يحمل الجنسية الأوكرانية أيضاً والذي ظهر في اليوم نفسه في تبيليسي هزيلاً للغاية.

وقال زيلينسكي في قناته على تطبيق تلغرام “لقد طلبت اليوم من وزارة الخارجية أن تستدعي السفير الجورجي وأن تبلغه احتجاجنا الشديد وأن تطلب منه مغادرة أوكرانيا في غضون 48 ساعة لإجراء محادثات مع عاصمته”.

وجدّد الرئيس الأوكراني مطالبة تبيليسي بأن “تسلّم” ساكاشفيلي إلى كييف وبـ”إنقاذ هذا الرجل”.

واتّهم زيلينسكي موسكو بالعمل على “قتل” الرئيس الجورجي الأسبق الذي يقول أنصاره إنّه تعرّض في حبسه لعملية تسميم.

جلد وعظم

 

وتزايدت المخاوف على صحّة الرئيس الأسبق المسجون بعد ظهوره الإثنين على شاشة التلفزيون، للمرة الأولى منذ أشهر عدة، في مشاهد بدا فيها ضعيفاً وهزيلاً جداً.

وساكاشفيلي (55 عاماً) الموالي للغرب والمعارض للكرملين عرف سابقًا ببنيته القوية وقد حكم جورجيا من 2004 ولغاية 2013 وغادر إلى المنفى لمدة ثماني سنوات ثم عاد في 2021 إلى بلده حيث أودع السجن.

وبعدما أضرب عن الطعام لمدّة 50 يوماً متتاليا العام الماضي، أُدخل المستشفى لتلقّي العلاج وقد بدا خلال مثوله في مرّات قليلة أمام المحكمة أنّ صحّته تتدهور باستمرار.

والإثنين مثُل ساكاشفيلي أمام المحكمة عبر الفيديو من مكان احتجازه في مستشفى مدني، وقد بثّت قنوات التلفزة المحليّة مشاهد بدا فيها وجهه هزيلاً.

ويقضي ساكاشفيلي حكماً بالسجن لمدّة ستّ سنوات بتهمة “إساءة استخدام السلطة”، وهي إدانة يطعن فيها معتبراً أن دوافعها سياسية.

ويحذّر أطباء من أنّ ساكاشفيلي يواجه خطر الموت بسبب تردّي حالته الصحية من جرّاء ظروف حبسه، في حين تؤكّد السلطات أنّه يحصل على رعاية طبية كافية.

وخلال مثوله الإثنين عبر رابط فيديو في جلسة محاكمة، رفع ساكاشفيلي قميصه لإظهار كيف أصبحت حالته الصحية وقد بدت أضلاعه بارزة من صدره وبطنه أجوف وجلده ملتصقاً بعظامه.

“لن يحطّمني”
وقال الرئيس الأسبق مخاطباً المحكمة في مشاهد بثّتها قنوات تلفزيونية مستقلّة “هناك رجل بريء تماماً رهن الاعتقال”.

وأضاف “لم أرتكب أيّ جريمة”.

وتابع “زجّي في السجن لن يحطّمني. سأشارك بزخم في السياسة الجورجية”.

وساكاشفيلي محتجز حالياً في مستشفى مدني نقل إليه العام الماضي بعد أن بدأ إضرابا عن الطعام لمدة 50 يوماً احتجاجاً على حبسه.

وأضاف زيلينسكي “يمكن للعالم اليوم أن يرى مرة أخرى كيف أنّ الكرملين – بأيدي الحكومة الجورجية الحالية – يقتل المواطن الأوكراني ميخائيل ساكاشفيلي”.

وتابع “أدعو مرة أخرى السلطات الجورجية إلى نقل المواطن الأوكراني ميخائيل ساكاشفيلي إلى أوكرانيا لتلقّي العلاج والرعاية اللازمين”.

وناشد الرئيس الأوكراني شركاء بلاده الغربيين “النظر في هذا الوضع وعدم تجاهله، لإنقاذ هذا الرجل. لا يحقّ لأيّ حكومة في أوروبا إعدام أناس، فالحياة قيمة أوروبية أساسية”.

وكان ساكاشفيلي رئيساً لجورجيا في صيف العام 2008 عندما وقعت حرب بين تبليسي وموسكو انتهت سريعاً بهزيمة جورجية ساحقة.

وأكّد فريقان طبيّان – الأول شكّله أمين المظالم في جورجيا والثاني ضمّ أطّباء يقيمون في الولايات المتّحدة – أنّ صحّة ساكاشفيلي استمرت في التدهور حتّى بعد أن أنهى إضرابه عن الطعام.

وقال فريق الأطباء المقيمين في الولايات المتحدة الذين فحصوا ساكاشفيلي إنّ صحّته تدهورت نتيجة تعرّضه “للتعذيب” في الحبس.

وشدّد هؤلاء الأطباء على ضرورة نقل الرئيس الأسبق فوراً إلى مركز طبي في الخارج لتلقّي العلاج.

وبحسب الفريقين الطبيّين فإنّ ساكاشفيلي الذي كان يزن 115 كيلوغراماً فقد حوالي 60 كيلوغراماً منذ أودع الحبس.

ويؤكّد أطباء ساكاشفيلي من جهتهم أنّ الرئيس الأسبق تعرّض لتسمّم بمعادن ثقيلة ويعاني من فقدان الشهيّة والدنف (فقدان حادّ وخطر للكتلة العضلية في الجسم).

وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتّحدة طالبا جورجيا بتوفير العلاج الطبي لساكاشفيلي وحماية حقوقه.

ووصفت منظمة العفو الدولية ما يعترّض له الرئيس الأسبق في بلده بأنّه “انتقام سياسي واضح”.

وسبق لزيلينسكي أن اتّهم جورجيا في مطلع شباط/فبراير بـ”قتل ساكاشفيلي ببطء”.

وكتب يومها في تغريدة “أحضّ العالم على المساعدة في إنقاذ حياة ميخائيل ومنع إعدامه”.

وجُرّد ساكاشفيلي من جواز سفره الجورجي بعد حصوله على الجنسية الأوكرانية في 2018 أثناء إقامته في المنفى.

وفي 2020 عيّن الرئيس الأوكراني ساكاشفيلي على رأس وكالة حكومية أوكرانية للإشراف على إصلاحات.

وطالب زيلينسكي مراراً بأن ينقل ساكاشفيلي إلى مستشفى خارج جورجيا، سواء في أوكرانيا أو في الغرب، لتلقّي العلاج.

المصدر :فرانس برس AFP

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى