رباب الصدر: للمغتربين دورٌ أساسي في تأمين استمرارية الكيان اللبناني وفي دعم مشاريع الإغاثة والتنمية
مشاريع الإغاثة والتنمية
شخصية استثنائية كانت ولما تزل ملهمة الأجيال الجديدة بتفانيها وإخلاصها لقضاياها الاجتماعية،تاريخها حافل بالانجازات هي التي وضعت بصمات عميقة في مجالات التعليم وحقوق المرأة والعمل الاجتماعي كما المتفانية في مساعدة المحتاجين والمعوزين ،انها المرأة الحديدية بامتياز التي عملت طوال مسيرتها على بناء جسور التفاهم والسلام بين الطوائف المختلفة في لبنان،السيدة رباب الصدر المتمسكة دائماً وابداً بمشعل الامانة الذي تسلمته طوعا من أخيها الامام موسى الصدر جاعلة من مؤسساته مؤسسات رائدة في ميدان الخدمة الاجتماعية الخيرية.
“الكلمة نيوز” و”صدى المشرق” التقيا السيدة الصدر في أثناء زيارتها الى كندا للاستفسار منها عن أهمية واهداف انشاء فروع لمؤسسات الصدر في بلاد الاغتراب في لقاء شائق تحدثت فيه عن ادوارها الريادية في عالم الخدمة المجانية الانسانية وأهمية الدور الاغترابي في دعم المشاريع التي تصب في مثل هذه الخانات ،هذا نصه.
-نحن جيل علّم بنا الإمام الصدر وتعلّمنا منه، وهو ما نريده لاولادنا. ماذا تخبر السيدة رباب الصدر أبناء الانتشار عن الامام المغيب موسى الصدر؟
انطلق الإمام موسى الصدر في سعيه من أجل الإنسان إلى العمل على تحديد الحاجات والأولويّات أولا، ثمّ توفير الإمكانات اللازمة لإنشاء المشاريع التعليمية والصحية والمهنية والتي تؤدي في آن واحد عدة أهداف مجتمعية مُلحّة ،فهي من جهة تنمّي روح المسؤولية المباشرة لدى الفئات المهمّشة، ومن جهة أخرى ،توفّر الخدمات المتنوعة لأبنائهم، تخفّف من ألآمهم، ومن الظلم المحيط بهم، مع تأمين شرط أساسي من شروط التغيير، ما يساعده على التخلّص من الاتكالية والسلبية والعجز عن تحمل مسؤولية النهضة والتقدم.
من هنا نرى كيف كافح الإمام الصدر التسّول، كما قام بإدارة شؤون الفقراء في بيوتهم وتربية أولادهم وتصحيح وضعهم الصحي والاجتماعي كما اهتم بشؤون المرأة فأنشأ دورًا للحضانة ومدرسة للممرضات ومعهد مهني وعمل على مكافحة الأمية وإنشاء مدرسة للخياطة والتأهيل المنزلي وغيرها الكثير.
أعتقد أن خلاصة ما أتى به الإمام الصدر تتمثّل في رؤيويته وصدقه ،فالرؤيوي يرى ما لا يراه الآخرون، والصادق لا يطلق وعودًا زائفة ويحرر طاقات الإنسان. لقد قامَتْ منهجيته على ضرورة أن يتولى الناس المشاركة في تحديد حاجاتهم الحياتية وأن يتمكّنوا من حلّها بأنفسهم. والناس بالنسبة إليه، كانوا المرأة والرجل، وهذه قضيّة محوريّة في الأرياف والحواضر الشرقية. ينجم عن هذه المشاركة حالة من الإحساس بالرضى والثقة بالنفس، وهي الشرط الضروري للثقة بالآخرين تمهيداً للعمل معهم، والاحتفاء بإنجاز التقدّم نحو الأفضل. يتيح هذا التقدّم، بل يعزّز قيم المشاركة والحوار والاعتراف بالآخر، بما يفضي إلى تعزيز فرص السلم والتعاون. ويصح هذا على مستوى العائلة والمشروع المحلي، كما على مستوى العلاقات بين الطوائف والدول والشعوب. وخيار الإمام الصدر أن يكون لبنان هو المصداق على صحّة أطروحته في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، هو الحلم دائم التحقق.
-يقول الامام الصدر :”ان أردتم مجتمعًا صالحًا وأولادا صالحين هيئوا لتربية صالحة ولمجتمع صالح”، برأيك ما هي الاساليب التي تثمر في هذه التربية خصوصًا في بلاد، من المؤكد ان الأبناء فيها للدولة لا للعائلة؟
يعتبر الإمام الصدر أن هناك أربعة عوامل تسهم في تربية الأولاد: الأم، الأب، المدرسة، البيئة.الاب في رأس قائمة المسؤولية عن تربية الأسرة الصالحة، كونه مسؤولًا عنها ، فهو ربّها وبالتالي فهو مسؤول عن الزوجة، ومعاً مسؤولان عن الأبناء، وبالتالي فإن الأسرة الصالحة حصيلة قيام كل من الأبوين بدوريهما، وتكامل هذين الدورين في تنشئة الأسرة.
لكن الإمام يستدرك مخاطبًا الأبوين بقوله: “يجب أن لا نبالغ في حق أنفسنا فنتولى نحن الذين صنعنا أبناءنا”، وكأن الإمام يشير الى دور البيئة الاجتماعية، كما يشير الى دور المدرسة في تنشئة الأسرة.
– أكملتم ولا تزالون مسيرة الامام التربوية والاجتماعية والانسانية، ما هي الاهداف التي تعملون على الوصول اليها؟ وبالتالي هل تعتقدون ان التطور والانفتاح اليوم سيلعبان لصالح هذه المسيرة أم ضدها؟
بالإضافة إلى الأهداف التربوية والاجتماعية والإنسانية والتي هي صلب عملنا واهتماماتنا، تتطلع جمعية مؤسسات الإمام الصدر إلى أن تكون الرائدة في تمكين النساء وفي استنهاض قدراتهن لضمان الحقوق الأساسية للجميع عبر توصيل الخدمات بطرق مبتكرة ومتطورة. وقد نجحت بذلك، عملًا بقول الإمام الصدر “علينا أن نساهم في إعطاء المناخ الملائم لنمو كفاءات المرأة وذلك خدمة للجميع”.
والآن وبعد ستين عامًا نحن نعمل بأحدث الطرق والوسائل لتوسيع قاعدة المستفيدين مكمّلين الطريق التي رسمها الإمام الصدر وفكره المعاصر، ونسعى أن نؤهل فتاةً رسالية وأمًا مثالية ومواطنة صالحة ونقدم الجديد والمميز من خلال اتباع سياسة إدارة الخدمات الرقمية وتطوير المهارات والإنفتاح على كافة شرائح المجتمع بما يرضي الله، سائلينه سبحانه وتعالى القبول والتوفيق.
-عرض عليكم مناصب وزارية عديدة، لماذا لم توافقون على مثل هذه الخطوة؟ ألم تكن الخدمة من خلالها أوسع وأسرع؟
الخدمة العامة شرف كبير وتكليف عظيم، والذي يؤدّيه يحظى بفرصة عظيمة لأن يغيّر في حياة الناس، وأحيانًا يُقدّر للبعض أن يغيّروا في مسار التاريخ ،لكنّ هذا يستدعي توافر معايير الشفافية والمصداقية والمشاركة. وهذه الشروط لا تتحقق في كلّ مكان، أو هي متحققة بهذا القدر أو ذاك تبعًا لموقع الأمم على سلّم التقدّم والحقوق والحرّيات.
عندما يكون المجتمع السياسي مشلولا ومشرذمًا، وصنّاع القرار كما المنظومة التنفيذية متشظّيه ولا حول لها ولا قوّة، عندها، تحدث هوّة سحيقة تفصل فئة الحاكمين عن فئة المحكومين، وينعدم التواصل بينهما، ولا يستطيع من يتولّى الخدمة العامة أن يؤدي عمله إذا كان منفصلا عن هموم وتطلعات الناس، بينما يتيح لي موقعي في مؤسسة أهلية اجتماعية أن أكون على تماس مباشر مع أوجاع الناس وآمالهم، هكذا أحقّق النجاعة في الفعل وراحة البال في التبصّر.
يقول الرسول محمد (ص): “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”. وأنا في موقعي الحالي، أحظى بظروف أفضل لأن أتقن عملي.
المجتمعات تغيرت والاحوال تبدلت، أين هو دور المرأة وما هي اولوياتها في مجتمعات اليوم؟
لعبت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف الى جانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع ،وكون المرأة فرد من افراد المجتمع فيجب أن تكون شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه، لأنّها شريكة الرجل في تحمل المسؤولية، ففي ظل حالة النمو والتقدم التي تشهدها المجتمعات نحتاج إلى كلّ الجهود والطاقات المجتمعية، ومن هنا ينبغي أن نعزز دور المرأة الاجتماعي ومساندتها بشكل مستمر والعمل على تذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها مثل التقاليد والاعراف الاجتماعية التي تلغي كيان المرأة، وبعض القوانين والأنظمة المجتمعية التي تعيق تحقيق المرأة لذاتها.
إن المرأة نصف المجتمع عدديًا ومعظم المجتمع لناحية التأثير في التنشئة والتكوين، فهي الأم والأخت والزوجة والجدة والمعلمة والمربية والعاملة و…إلخ، وعلينا أن نكرّم المرأة بمنحها كافة حقوقها لكي تستطيع أن تنخرط في شؤون البناء والتنمية على نحو فعال وحيوي، ومن الجيد التأكيد على أهمية تمكين المرأة لكي تكون قادرة على القيام بأدوارها بفاعلية، والمقصود بالتمكين هي العملية التي تُشير إلى امتلاك المرأة للموارد وقدرتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الإنجازات للإرتقاء بالفرد والمجتمع.
تتوجهون للاغتراب اللبناني ، وعذرا على السؤال، كيف برأيكم هذه الشريحة يمكنها أن تخدم وتثق بعد، في ظل ما تشهده الساحة اللبنانية من صراعات وسرقات و..؟
لطالما كانت الجاليات اللبنانية صمّام أمان للبنانيين على مرّ التاريخ. والمهاجرون يتبعون أسلوبين في دعم بلدهم الأم. الدعم المباشر لأفراد أسرهم، والدعم المشترك عن طريق الجمعيات والمنظمات. وفي بلد كلبنان، إنهار فيه دور الدولة كإطار ناظم للمجتعم عمومًا، من المحتمل والممكن أن يكون هناك تجاوزات، أو أن يُساء توظيف بعض المساعدات والمعونات. وهذا أمر نأسف لحدوثه ويؤثر سلبًا على المجتمع المدني ككل وعلى مصداقيته وتراثه. أعتقد أن الواهب والداعم لديه وسائله في تتبع مساهماته والتحقق من أوجه صرفها. منهجيتنا تقوم على سياسة الباب المفتوح والشفافية المطلقة في عرض النتائج والأعمال. نستقبل دومًا أصدقاءنا الداعمين أثناء زياراتهم للبنان، ونطلعهم على ما يحدث معنا. وأستفيد من هذا اللقاء لأوجّه دعوة مفتوحة للجميع لزيارتنا والتعرّف عن كثب على عملنا ومشاريعنا.
لا جدال في أن للمغتربين دورٌ أساسي في تأمين استمرارية الكيان اللبناني منذ نشأته رغم اقصائهم عن القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وصولًا الى حرمانهم من ودائعهم وجنى عمرهم بعد الانهيار الاقتصادي في العام 2019. وبالطبع تشهد الساحة اللبنانية العديد من الصراعات منذ عقود طويلة، ولكن هذا لا يعني أن يتخلى المغتربون عن مسؤولياتهم تجاه أهاليهم وأبناء وطنهم…وإنّنا نعوّل عليهم ومعهم بالنهوض بالوطن رغم المحن والصراعات التي أصبحت جزءًا من الحياة المعاصرة عمومًا، وفي لبنان تحديدًا.. لذا، علينا إعادة الثقة بوطننا بكافة الوسائل والطرق المُتاحة وهذا واجب علينا.
كيف تلخصون دور مؤسسات الصدر وما هو دور الاغتراب في هذا الدور؟
مؤسسات الإمام الصدر جمعية لبنانية تعمل منذ أوائل ستينيات القرن الماضي ،وتسعى في تدخلاتها نحو المجتمع العادل المتعافي من الجهل والفقر والمرض، حيث تكافؤ الفرص أمام الجميع، وحيث الحوار المتنامي بين إسهامات المقتدرين وحاجات المحرومين وتوقعاتهم ،وذلك في جو من الحوار القائم على المشاركة وعلى بناء الثقة بالنفس وبالآخرين. تتميز الجمعية بتأثيرها الاجتماعي والثقافي والصحي في المناطق المحرومة من جنوب لبنان، وتقدمها في خدماتها إلى المناطق النائية عبر شبكة المراكز الصحية والاجتماعية الثابتة والمستوصفات النقالة.
ونجد هنا، أن للمغتربين دور كبير في دعم مشاريع الإغاثة والتنمية التي تنفّذها الجمعية في لبنان. حيث تنعكس فلسفة الجمعية في التعاون والتكامل على هيكل مداخيلها، ويشكل الأفراد من مقيمين ومغتربين مظلة الأمان لديمومة الجمعية إذ تغطي مساهماتهم أكثر من 55% من المداخيل، وذلك عبر برامج التكفل والإفطارات والتبرعات العينية والمالية…
أين أصبحت قضية الامام الصدر، إمام الانسانية والانسان؟
تحتل قضية الإمام حيزا كبيرا على المستوى الإنساني نظرًا لرمزيّة الإمام الصدر ومكانته في الوجدان الوطني والعربي والإسلامي، بل والإنساني.
إن جريمة خطف الامام واخويه وحرمانهم من حريتهم وحرمان لبنان والانسانية من بركات وجودهم هي جريمة ضد الانسان والانسانية. بدون شك لو كان الامام موجودا في لبنان خلال السنوات ال ٤٥ التي مضت لكان وضع لبنان والمنطقة افضل بكثير. اما المعطى الأهم لدينا ان متابعات عائلة الامام ولجنة المتابعة الرسمية والمختصين والمساعدين وقد قاموا بعقد عدة لقاءات مع مسؤولين سابقين في نظام القذافي والمعلومات المتقاطعة نتيجة ذلك تؤكد الثابتة التي نتبناها أن الإمام الصدر وأخويه لا يزالون اسرى فلول القذافي والجهود يجب ان تستمر وتتضاعف للوصول إليهم وتحريرهم. وهناك الكثير الكثير الذي يجب ان يقال في هذه القضية، وأفضّل ان اترك ذلك للجنة المتابعة الرسمية لمتابعة قضية الامام وأخويه.
هل لا زالت السيدة رباب الصدر بعد كل هذه السنوات تأمل في كشف الحقيقة؟
ليس موضوعنا تمني كشف الحقيقة، إنما الحقيقة الثابتة أن الإمام الصدر وأخويه هم حتى الان اسرى فلول النظام والجهود يجب ان .تستمر وتتضاعف للوصول إليهم وتحريرهم ونحن نعمل على ذلك.
مؤسسات الصدر باتت الصورة المشرّفة لكل عمل إنساني اجتماعي وغيرها، الى ما تطمحون من توسعة فروعها لاسيما في كندا؟
الحمد لله على هذه الصورة المشرّفة بفضل الله أولًا والعمل الجاد والهادف ثانيًا ودائمًا من أجل الإنسان، أما الهدف الأساسي في توسعة فروع جديدة هو لتسهيل التواصل مع أبناء الجاليات اللبنانية في كندا مع تنفيذ مبادرات إنسانية حيث تدعو الحاجة، وتوسيع الشبكات الداعمة لعملنا، كما ونسعى لتعزيز التبادل الثقافي، وللتعريف بعمل المؤسسة الأم في لبنان.
تعتمدون على الجاليات اللبنانية في الانتشار، كيف تسعون لنشر حضارة الانسانية والانسان ونحن نراقب في بلادنا الأم كيف يختبر أهلنا في لبنان الموت الرحيم؟
الإنسان عند الإمام الصدر هو مجموعة طاقاته التي بقدر ما صنّاها ونمّيناها بقدر ما كرّمناه وخلدناه. ومن أجل هذه الغاية النبيلة فان خدمة الإنسان هي الطريقة التي فضّلها الله، وجعلها هدفًا لحياتنا ورسالة لها، خدمة الإنسان لا خدمة الشخص، ولا تحقيق مكاسب للغير، ولا أوهامًا متمثّلة في شعارات ولا غرائز وأحقادًا وانفعالات، إننا نقاتل من أجل الإنسان.
وطالما أن المجتمع ينشأ ويتكوّن من أجل خدمة الإنسان، فإن المجتمع الذي لا يسهم في تقدم الإنسانية وتطورها لا يكون موسومًا بالمجتمع المتقدم والمتطور. وللوصول إلى مقام الإنسان المنشود، وتحقيقًا للغاية التي خُلق لها وتأديةً لواجبه الكوني، لا بدّ له من أن يكون في حركة دائمة نحو التقدم في مختلف مجالات التطور العقلي، وأن يتحمّل كل جديد وكل معرفة بقلب مشتاق ويعدّها الإمام الصدر سلوكًا إلى الله ومعرفة له وكمالًا للإنسان. وبهذا، تتجلى مسؤولية الإنسان الذي يريد نقل الفرد، بل نقل المجتمع، من الوضع الحالي إلى وضع أفضل.
زرت استراليا والعديد من البلدان ماذا أثمرت هذه الزيارات؟
جميعًا يعلم أن لبنان المقيم بحاجة إلى لبنان المهاجر. وقد أثمرت هذه الزيارات إلى إنجاز عدد من المبادرات والمشاريع التنموية والخدماتية في ظل الفترات العصيبة التي يمر بها وطننا، مع حرصنا على التعاون المستمر من خلال التواصل المباشر مع الجاليات اللبنانية في الخارج، بخاصة إن مساهمة المغتربين اللبنانيين كرّست الأمان الاجتماعي والاقتصادي في الوطن الأم لبنان وشكلت بارقة أمل وعربون وفاء.
ماذا تقولين للجالية اللبنانية في كندا؟
إن مؤسسات الإمام الصدر كانت وستبقى جسرًا بين من يحتاج الخدمة ومن يستطيع تلبيتها. إذ ترى الجمعية أن دورها يجب أن يتجاوز كونه مجرّد منفذ خدماتي وجهاز تنفيذي، لتكون محرّكًا للتغيير باتجاه مجتمع العدالة وتكافؤ الفرص. ونؤكد أن المؤسسات مستمرة في مسيرتها، وهي أكثر تصميمًا على متابعة رسالتها…
نحن وأنتم معنا مثابرون بعزيمة وثبات على حماية وعناية شجرة المؤسسات التي يتظلّل بها الكثير من الأُسر والمحتاجين والمرضى. إذ نعملُ معكم من أجلِ مجتمعٍ متطور، مواكبٍ لحركةِ التطورِ العلميِ والتكنولوجيِ والتجدّدِ الدائم، مؤمنٍ بالعدالةِ الاجتماعية أساسًا لبناءِ السلمِ الدائمِ والمساواةِ وعدمِ التمييزِ في بناء المجتمعِ، متعافٍ من الجهلِ والفَقر والمرض والعنفِ.
في عالمٍ تمزّقه الصراعات، هناك فئة من الناس يعوّل عليها أن تلعب دور المخلّص. إنّهم اللبنانيون المهاجرون. إنهم ملايين اللبنانيين المنتشرين في كندا وفي غيرها من البلدان، أيّ ملايين الرسل المُحمّلين بمضامين ثقافية وتواصلية وإبداعية. هم يختزنون إرث الشرق وثقافته وذهنيته، وهم اجتازوا ويجتازون الحاجز الثقافي مع الغرب. وهذه المؤهلات تلقي على عاتقهم المهمّة النبيلة في إعادة سكان الأرض إلى رشدهم.
أخذ الله بيدكم مواطنين فاعلين في بلدكم المضياف هذا- كندا، ومواطنين مخلصين لبلدكم ذاك- لبنان الذي لم يتسّع لكم، لكن قلوبكم أتسعت له.
الكلمة نيوز بالتعاون مع صدى المشرق