جاليات

القوات اللبنانية فرع مونتريال تكّرم السفيرة انطوانيت شاهين في حفلها السنوي

أقام حزب القوات اللبنانية  فرع مونتريال، برئاسة رئيس المركز رشدي رعد، وتزامناً مع زيارة سفيرة حقوق الانسان المناضلة انطوانيت شاهين الى كندا، حفل عشائه السنوي في صالة  Centre Arménie في لافال حضره الى رعد وزوجته وشاهين، النائبتان في البرلمان الكيبيكي اليس ابو خليل وصونا لاكويان اوليفييه، رئيس حزب المحافظين في كيبيك  Eric Duhaime، منسق القوات اللبنانية في كندا ميشال عقل، رئيس مركز اوتاوا جودت نعيم، رئيس بلدية لافال ستيفان بواييه ممثلا بالعضو ساندرا الحلو، عضو بلدية لافال الين ديب، عضو بلدية مون رويال طوني طيار، رئيس نادي زحلة مونتريال طوني جحا، الرئيس الحاكم لاندية الليونز طوني نحاس، رجال دين، أهل الصحافة وعدد من رؤساء وممثلي الأحزاب اللبنانية في مونتريال والجمعيات الاجتماعية ومناصرين للقوات.

رعد     

بداية الاناشيد الكندية، اللبنانية والقواتية ثم كلمة ترحيبية لعرّيف الحفل انطوني مطر بعدها كلمة رئيس مركز مونتريال  في القوات اللبنانية رشدي رعد جاء فيها: “ليس بالسهل أن أقف أمام مناضلين، كل على طريقته، في حزب لعلّه الأكثر تعرّضاً لحملات الإلغاء والتعذيب والتشهير على مرّ السنوات! ذنب القوات الوحيد، أنها ومنذ تأسيسها، اختارت ان يكون لبنان أولاً، ذنب القوات أنها ومنذ تأسيسها على يد الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، ناضلت وقاتلت ليبقى لبنان وطناً للبنانيين، وطنٌ سيّدٌ حرٌّ مستقل، بعيداً عن تجاذبات المحاور وصراعاتها.

في العام ١٩٩٠ سكت المدفع، تركت القوات اللبنانية البندقية وانتقلت الى النضال السلمي، رفضاً لإخضاعها وإخضاع اللبنانيين لاحتلال حاقد وجائر… أُدخل سمير جعجع الى السجن ظلماً، فيما بدأ التنكيل بالقواتيين والتشهير بمسيرتهم النضالية الطويلة، وقد دفع الكثير منّا ثمن ولائهم للبنان وإيمانهم بقضة القوات اللبنانية”.

وتابع يقول: “وهنا لا بدّ من الترحيب بوجه من ابرز وجوه النضال المشرقة للقوات اللبنانية، والتي خصّتنا بهذه الزيارة لمونتريال للمشاركة في هذا اللقاء القواتي، وهي زيارة تعني لنا الكثير وتعني لي شخصياً الكثير الكثير، خصوصاً وأنني من رفاق النضال مع انطوانيت، وان الحياة الحزبية جمعتنا في كثير من المراحل، فمعاً واجهنا بثبات وإيمان الظلم والتشهير، لكن الفرق أن يد الوصاية نجحت في اعتقال أنطوانيت وسجنها ظلماً، فيما شاء القدر أن أكون خارج لبنان وأنجو من التوقيف في السجن الصغير دون ان أنجو من حكم الإعدام الجائر بحقي.

يومها، في شهر شباط قبل ثلاثين عاماً، اختاروا الكنيسة، أرادوا أن يلصقوا أبشع الجرائم بحق القوات اللبنانية، القوات التي عملت بوحي الكنيسة ولطالما احترمت بطريركها وتعاليمها حملوها دماء لبنانيين مؤمنين وأبرياء، وعلى الرغم من وجودي في كندا قرروا انني الفاعل، أنني انا ابن القوات، وابن عائلة مسيحية ملتزمة، حملوني زوراً وبهتاناً مسؤولية جريمة ارتكبوها هم بكل خقد وكراهية! لكنني ورغم مكرهم وحقدهم وظلمهم بقيت كما الحكيم وكما انطوانيت وكما الكثير الكثير من القواتيين، ثابتاً على قناعاتي، ملتزماً بقضيتي وبحزبي، مؤمناً بشعار يردده رئيس الحزب في كل مناسبة، “بالآخر ما بيصح الّا الصحيح!” وبالفعل ها هي الحقيقة ساطعة كالشمس، وها نحن كما الحكيم أحرار من سجونهم من أحقادهم من بغضهم، وها نحن نجتمع في لبنان وفي كثير من دول العالم حول راية القوات اللبنانية!

وبالفعل لم تذهب كل هذه التضحيات للقواتيين ورئيس الحزب، هدراً، فقد أثمرت مسيرة النضال نجاحاً كبيراً للقوات في كافة الاستحقاقات لتصبح الحزب الأكثر تمثيلاً للمسيحيين والقوة المسيحية الأكبر في لبنان”.

وأردف قائلا: “لكن لا شك أن لاجتماع القواتيين في مونتريال بُعدٌ مميز، ففي كندا أحد أكبر الجاليات اللبنانية في الخارج، والسواد الأعظم من لبنانيي كندا هنا في مونتريال، وعند كل مفترق أو استحقاق يثبت القواتيون وجودهم والتزامهم، ولعل الانتخابات الأخيرة خير دليل على ذلك، واليوم وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان، في الامن والاقتصاد، يلعب المغتربون دوراً اساسياً في دعم لبنان المقيم، وفي إيصال العدد الأكبر من القواتيين الى الندوة البرلمانية، ولاشك ان تولي مسؤولية مركز مونتريال من المهمات الصعبة والدقيقة والتي شرّفني الحكيم بتحملها، وهنا لا بد من أن أؤكد من جديد بالتزامي الانفتاح واعتماد سياسة اليد الممدودة لكل القواتيين الراغبين بالعمل معاً يداً بيد، لما فيه المصلحة الحزبية العليا ومصلحة لبنان واللبنانيين، فمصلحة الوطن وهمومه أكبر من المصالح الشخصية الضيقة، وهي مصلحة لطالما كانت فوق كل اعتبار”.

وختم بالقول: “لا بدّ هنا، من ان اتوجه باسمي وباسم كثير من اللبنانيين، بكلمات الشكر والتقدير من القلب للحكومة وللشعب في كيبيك وكندا، هذا البلد الذي يحتضن مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يشعرون مثلي، بأن كندا وطنهم الثاني ويعشقونه تماماً كما لبنان!

باللبناني، بدّي أحكي لأنو كلماتي من القلب، لأخت عزيزة كثير ع قلبي، ووجودها بيناتنا اليوم استثنائي كثير، أنو العلاقة اللي بتجمعني بعائلة انطوانيت علاقة خاصة جداً عمرها سنين! انطوانيت، صعب كثير عليي عبّر عن فرحتي بوجودك بكم كلمة، رح اتركلك المنبر وكلنا سمع لكلمتك اللي ناطرينا”.

شاهين   

وتوقفت شاهين في كلمتها عند المعاناة التي عاشتها والظلم الذي لحق بها قبل اعلان البراءة ومما قالته: “نلتقي الليله معاً على الخبز والملح، معكم سأستطعم خبز امي الذي ساعدنا على البقاء أحياء ايام الحرب والتهجير وملح سمكات ابي الصياد ببحر كفرعبيدا، لماذا؟ لاننا اليوم نجتمع معا على محبة لبنان والارز والدلب والسنديان بعيدأ عنه آلاف وآلاف الكيلومترات لكننا قريبون منه بقرب دقات قلبي وقلوبكم وصدق شوقكم لناسنا وارضنا في وطننا الام.

نلتقي معا في بلاد غمرت عطشكم للامان والمستقبل الثابت لكم ولاولادكم، أسّستم هنا حياتكم الجديدة وبيوتكم الواسعة التي يسكن فيها لبنان والقوات اللبنانيه والصلبان على رؤوس الجبال وذاكرة شهداء المقاومة اللبنانية كما ذكريات الظلم ايام الاحتلال السوري وتعب الناس اليوم”.

وأضافت تقول: “زيارتي اليوم الى كندا لأشهد على ظلم طال القوات اللبنانيه وعلى صفحة من صفحات كتابها الذي يحمل عنوان تاريخ عز للبنان كتب بحبر دموع امهات على شهداء شباب بعمر الورد، من صراخ وجع شباب وقهر نساء ضحية الملفات المفبركه، من حرقة قلوب شباب منفيين، زيارتي اليوم لأقول لكم  صحيح ان ما نمرّ به في لبنان صعب جدا ولا يشبهنا، لكننا مررنا بالاصعب وانتصرنا، والدليل انني في وسطكم الليلة، وهذا يعني انه لا يصح الا الصحيح… والآن وكما نشبك ايادينا كقوات لبنانية وانتشار ببعضها من اجل الخلاص من نار جهنم الذي  نعيش لا بد من خلاصنا بقيادة وحكمة الحكيم، نعم انا معكم الليلة في هذا اللقاء الرائع وفرحتي كبيره جدا، ولعل الله اختارني لاشهد على الظلم ولا اسكت”.

انا هنا لانني عشت الظلم، عطشت وبدل ان يعطوني الماء لأشرب، سكبوه على جبيني حتى لا تصل نقطة منه على فمي، انا هنا لانني عندما خطفت من أحضان أمي ضُربت وتعذبت وتحملت عملية جراحية بلا بنج، نعم بلا بنج. انا معكم اليوم لاني كمثل الكثيرين، ظُلمت واتُهمت زورا، لم اتفوه بكلمة واحدة ولمدة شهر كامل بعد صدور حكم الاعدام بحقي، تصوروا لم استطع ان أنطق كلمة “يا امي” لحظة نقلت اليّ الخبر قائلة: “ليتني استطيع ان اكون مكانك” والآن وبعد ان اصبحت آمًّا بت افهم وجعها كم كان كبيرًا. خمس سنوات ونيّف، كم اشتقت خلالها لحضن أمي، للشمس، للهواء، كم اشتقت للحرية، الله كان معي منذ اول ايام الظلم، اعطاني القوة حتى لا اوقّع على شهادة زور أخلّص بها نفسي، خصوصًا وانه في احدى الليالي وهي الاكثر سوادًا في حياتي ضعفت من الألم بسبب التعذيب فطلبت السماح من اخي ورفاقه ومن الحكيم ومن شهداء الكنيسة وقررت ان اوقّع فاعطوني الماء وعند التوقيع حصلت اعجوبة فوقع  القلم من يدي وتمّ ما كانت تريده امي والذي قالته لإحدى الصحافيات الاجنبيات عندما سألتها لو وقّعت ابنتك على تلك الورقة اما كانت خلصت نفسها؟ فأجابتها على الفور “لو وقّعت لما كنت أدخلتها البيت”.

وتابعت تقول: “كثيرة منظمات حقوق الانسان في العالم التي تابعت عذابي، وفي لبنان ورغم الخوف، ورغم وجعها مسحت النائب ستريدا جعجع دموع اهالينا، البطريرك القديس مار نصر الله بطرس صفير كان يستقبل امي كلما دقت على بابه، لم يترك وسيلة ما حارب فيها الظلم المستشري، اهل ضيعتي ورفاقنا في لبنان والانتشار واكيد لن انسى طلاب القوات اللبنانيه الذين اثبتوا بكل المراحل ان اجيالا ستسلم اجيال شعلة القضية، والذين ساعدوا في تلك المرحلة بفتح ابواب السجن بمشاركتهم بالقداس والمظاهرات رغم التهديد وقد كانوا يخبئون الأعلام في ملابسهم ليرفعوها، فألف سلام وتحية من كندا لطلابنا الذين يخوضون الانتخابات كل سنة بالجامعات قائلين لنا: لا تخافوا نحن سنكمل الطريق”.

وبعد خمس سنوات ونصف صدر الحكم ببراءتي، رأيت النور، غمرت أمي، استغربت الحياة، اردت الاختباء من الضوء، لكن لا، لم أنزوِ، انا من مدرسة القوات اللبنانية، من مدرسة الناس التي تواجه وبقوة كل الصعوبات، وهكذا وبعد ان كنت أسيرة الظلم، خرجت للنور، وواجهت وناصرت المظلومين في العالم كله، ناضلت مع عدد من جمعيات حقوق الانسان، شاركت بمؤتمرات عالمية، وبعد مسيرة طويلة ها انا اليوم سفيرة ACAT France  في لبنان، ندافع عن المظلومين في العالم وفي لبنان عن المقهورين الذين خسروا اولادهم بانفجار المرفأ، نحن معهم ضد الظلم بفقدان العدالة ومع الناس المتعبة من الوضع الاقتصادي، لا يجب ان نسكت عن الظلم اطلاقًا، علينا ان نواجه ونتحدى، علينا ان لا ننسى نحن من وكيف قاومنا في الحرب لنحافظ على أرضنا، نحن معًا في هذه الامسية ومعًا نرفع كؤوسنا لفوق لمطرح لما بيوقف الزمان كما تقول السيدة فيروز، دعونا نتذكر انه من الواجب علينا ان نترك لأولادنا ما يشدّهم الى أرضهم وبلادهم التي تستحق منا كل الحب والاحترام.

وأكملت متحدثة عن سيد المواجهه الدكتور سمير جعجع الذي وصفته بالبطل في وزارة الدفاع والحكيم في معراب ناقلة تحياته الكبرى للجميع، ومما قالته:  “ثقتنا كبيرة به، قائد لا يساوم، قائد كان ولما يزل قدوة لشباب وحزب لا يرفع الا علم بلاده ولا يشهد الا لوطن هو لبنان، ففي الحرب كان بالصفوف الامامية على الرغم من فرصة السفر التي كانت متاحة امامه، الا انه قرر البقاء مع اهله وناسه، ومثلنا اختبر السجن والظلم والحقد، حتى ان تاريخ 21 نيسان لما يزل عالقا في رأسي يوم أحضروني لرؤيته معصوبة العينين قائلين لي هوذا قائدكم بات هنا، نعم التقيت البطل هناك ومنه أخذت القوة وصرت اصلّي لنخلص كلنا، واليوم اقول هنيئًا لي مشاركتي له السجن، ولأن دين الوفاء لا يوفى الا بالوفاء نقول لك يا حكيم كلنا معك، لانك الامل لكل لبنان “مشددة على كل الرفاق ان يكونوا جاهزين للتسجيل للانتخابات النيابية، لانها السلاح الوحيد لتغيير الواقع الموجود في لبنان ومنع القرارات التي لا تصب في مصلحته”.

وختمت متوقفة عند نِعَم المسامحة والعيش بسلام ومحبة التي منحها اياها الرب، وعند رسالة ومسؤولية القوات اللبنانية التي تحتّم على رجالاتها ان يكونوا على مستوى القضية خصوصا في ظل الازمة الخانقة التي يعيشها لبنان الذي وبعد ان كان سويسرا ومستشفى وجامعة الشرق بات اليوم يعاني من الحرمان وعلى كل الاصعدة طالبة من الجميع تكثيف الجهود لنزرع لاولادنا مستقبلًا مشرفًا بعيدًا عن الظلم والمعاناة والقهر، ولنحقّق لبنان شارل مالك، يعني بلد حقوق الانسان والحريات والديمقراطية بلد الجمهورية القوية التي لا فسد فيها، دولة المؤسسات وسلاح واحد بيد الجيش اللبناني.

واخيرا وليس آخرا لا بد لي من ان أشكر كل الرفاق في مكتب القوات اللبنانيه في مونتريال ورئيسه الرفيق رشدي رعد الذي اعتبره بمثابه أخ ورفيق غالي، فمعكم سأحتفل باليوبيل الفضي لبراءتي التي تصادف في 24 حزيران 2024 حيث اكمل الـ 25 سنه خارج الظلم، 25 سنة مع المظلومين من كل العالم.”

وفي الختام قدّم رعد درعا تكريميا باسم القوات اللبنانية فرع مونتريال الى السفيرة المناضلة انطوانيت شاهين والتي بدورها اعتبرته تكريما لكل سجين مظلوم، لكل قواتي مناضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى