أخبار لبنان

السيد: إنّ هذه الفتنة الجوّية الاسرائيلية المتجوّلة بين الجنوب والبقاع لن تجعل اهل المقاومة ينقلبون عليها

ضربات جوية إسرائيلية في العُمق اللبناني (الشيعي) من النبطية إلى إقليم التفاح والغازية إلى أقاصي الهرمل وصولاً إلى خراج بعلبك اليوم!! وللعلم، صحيح أن لبنان هو شعبٌ واحد من طوائف مختلفة وحّدهم القدَر والتاريخ والجغرافيا، يتّفقون ويختلفون حيناً وأحياناً، ولكن من الأمثال الشعبية التي تعبّر عنهم هو القولُ المأثور: ( أنا وخيّي على إبن عمّي، وأنا وإبن عمي على الغريب)… وقد تتناسى إسرائيل أنها هي الغريب لدى كل اللبنانيين، وأنّ محاولتها حصر حربها بطائفة منهم ستأتي عليها بنتائج معكوسة تماماً… فقد شاء القدر والتاريخ والجغرافيا ان تكون الأغلبية السكانية على حدود فلسطين اليوم من طائفة لبنانية معيّنة وقد عانى أهلها ما عانوه من إسرائيل منذ إنشائها إصطناعياً بقرار دولي عام ١٩٤٨، فأصبح معظم المقاومة منهم، ولو أن التاريخ والقدَر قد وضع هناك في الجنوب أغلبية من اي طائفة او مذهب لبناني آخر، لكان طبيعياً أن يكون هؤلاء هُم المقاومة وأهلُها… لذلك كله، فإنّ هذه الفتنة الجوّية الاسرائيلية المتجوّلة بين الجنوب والبقاع لن تجعل اهل المقاومة ينقلبون عليها، ولن تجعل باقي اللبنانيين يتنكّرون لها، وعلى قيادات إسرائيل، وقبل ان يغامروا بعيداً، ان يقرأوا تاريخ لبنان القديم وتاريخه الحديث منذ احتلال الجنوب عام ١٩٧٨ إلى إجتياح لبنان عام ١٩٨٢ وحرب تموز ٢٠٠٦، ولا سيما قراءة تجارب شارون وباراك واولمرت مع لبنان، لعل في ذلك ما يهدّئ الرؤوس الحامية في حكومتهم اليوم …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى