منوّعات

فيض النور المقدس معلناً ان المسيح حقا قام… والشعلة مساء في بيروت

فاض النور من ​القبر المقدس​ في ​كنيسة القيامة​ في ​مدينة القدس​ كما في كل سبت عظيم حيث تعود فتتكرر أعجوبة النور معلنا ان المسيح قام..حقا قام.

إنّها رسالة الأمل والرجاء وقيامة الأموات، وما انتصار المسيح على ظلمة القبر سوى قيامة الإنسان والانعتاق من وجع الصلب والمذلّة، ذلك الوجع الذي اختبره اللبنانيون جيداً.

وحمل المؤمنون الشموع وتجمعوا داخل  كنيسة القيامة حيث يقع قبر يسوع المسيح. ودقت أجراس الكنيسة احتفاءً بفيض النور المقدس ليضيء شموع المؤمنين.

وملأ الآلاف من المسيحيين الفلسطينيين والحجاج من أنحاء العالم مدينة القدس القديمة اليوم لمعاينة فيض النور المقدس، وسط وجود مكثّف للشرطة الإسرائيلية التي نفّذت إجراءات مشدّدة وانتشار واسع في البلدة القديمة، وأقامت مئات الحواجز لمنع الفلسطينيّين والسيّاح الأجانب ورؤساء البعثات الديبلوماسية من الوصول إلى كنيسة القيامة.

و”النور المقدس” هو اعجوبة دينية يحتفل بها المسيحيون، في عيد الفصح، وهي النار التي تخرج من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة. وعادة، قبل مراسم خروج النور المقدس من قبر المسيح، يقوم رجال شرطة إسرائيل بفحص القبر للتأكد من عدم وجود أي سبب بشري للنار، ويبدأ الفحص الساعة 10 صباحاً وينتهي الساعة 11 قبل الظهر. وبعد التأكّد من خلو القبر المقدس من أيّ مادة مسببة للإشتعال، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر.

ويتم تفتيش بطريرك أورشليم (القدس) للروم الأرثوذكس ويدخل القبر لابساً فقط الثوب الأبيض الكهنوتي الذي لا يوجد فيه جيوب. ويدخل البطريرك وهو يحمل شمعة مطفأة مكونة من عدة شموع عددها 33 شمعة في حزمة واحدة معقودة معاً تمثل عمر السيد المسيح، وهذه الحزمة من الشموع كانت موجودة مع بقية الشموع في الكنيسة قبل العاشرة صباحا أمام عيون الشرطة اليهودية والشعب أي مر عليها ساعات قبل أن يحملها ويدخل بها البطريرك إلى القبر المقدس.

وداخل القبر المقدس، يركع البطريرك أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثمّ يبدأ بالصلاة وينبثق النور المقدس من داخل القبر بطيف أزرق (لون ازرق) ويضيء حزمة الشموع التي بحوزته ليخرج لاحقاً ويضيء القناديل وشموع المؤمنين. ومن أهم ميّزات النور المقدس، أنّه لا يحرق لأوّل 33 دقيقة من فيضه إذ يرمز الرقم إلى عمر يسوع المسيح، إضافة إلى أنّه يظهر كعمود منير.

هذا وتوجّه وفد من اللقاء الارثوذكسي والآباء من لبنان ككل عام الى الاردن على متن طائرة خاصة، لينقل “الشعلة المقدسة” الى بيروت مساء، حيث سيصار الى اقامة احتفال صغير في المطار، يليها الصلاة قبل ان توزّع على الرعايا.

في تلك اللحظات تتصاعد هتافات المؤمنين وتنفجر دموع الفرح والإيمان من عيون الناس.

في الدقائق الأولى، بعد خروج البطريرك من القبر المقدّس ونقله النور المقدّس للشعب، بإمكان أيٍّ كان أن يمسّ نور ونار الشموع الثلاث والثلاثين ولا يحترق. ثمّ بعد ثلاث وثلاثين دقيقة يصير اللهب عادياً. كثيرون، في تلك الأثناء، يعمدون إلى تمرير أيديهم في النار ومسح وجوههم بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى