وداعا فؤاد …. لا لا، الى اللقاء

جاكلين جابر أبو عقل
ملعون هو هذا الكورونا، يصطاد أحبّة لنا الواحد تلو الآخر، غير عابىء بمنهج الوداع ولا بديمومة الأحلام، فهو ضيف ثقيل يجترح المعجزات من أجل انتشار عالمي يحط فيه غلة وافرة من الأرواح بلا رحمة منه ولا استغفار.
كورونا، وما أدرانا ما هو هذا الوباء الكريه، يحصد بشجع أصدقاء البارحة، ويقلق بفرح أحلام رفاق الغد، متيقناً أن اليوم لا محالة هو لتعداد الحصاد وبرمجة روزنامة التأوهات بصريرٍ نتئ فيه من الموت ما يشبه الهيمنات.
هو كورونا الذي شغل العالم بخبثه وجبروته العقيق، يلملم شذرات الحب ويرميها في اتون نار لا ترحم، فيختار من يريد ونحن حيارى، لا حول لنا ولا قوة، نعدّ الضّربات ونستعرض الأسماء فاليوم فؤاد، علي، جورج وغداً رامي، ريتا، نهاد نخسرهم فرادى وبهوادة لا يعرفها ضمير.
أصدقاء غابوا، هو قدر لا تعالي عليه، لكن أن يكون كوفيد ١٩ صاحب الجلالة في القرن الواحد والعشرين يحصد من يشاء ويقتل من يريد لهو لأكثر من غريب، من السّخف أن نستسلم، ومن المعيب أن لا نستغيث، فها هو العلم مجنّد بكلّ أجندات العالم لايقاف هذا التعنت المشؤوم، فيما نحن مقسومون بين مؤيّد خائف من حضرة “الملعون” ومستخفّ لا مبالٍ من تداعياته وقصصه الفتّاكة.
هنيئاً لك يا موت، اليوم إليك انضمّ فؤاد، صديق العائلة الحبيب، لم يكن في ما بيننا من وداع حتى، فهو لا يحبّ البكاء، هو يحبّنا كما نحن، بطيبة وابتسامة كان يستقبلنا مع الحبيبة منى عند الباب متأهّلاً منتظراً بشغف الأطفال اطلالة من يحبّ، نستذكره ودون دموع، ولم الدّموع، فهو لما يزل بيننا بذكراه الطّيّبة وحفاوته اللامتناهية، لكن مهلاً… عذراً منك فؤاد، أريد أن أقول لك ما لم أقله من قبل، أنت خبيث، كاذب، أنت صديق لست بصدوق، وعدتنا بجلسة عائليّة يوم زيارتنا الوطن وها أنت تنكث ولأوّل مرّة بالوعد، وعدتنا بحديثٍ شائق ومطوّل وها أنت تكذب وتغادر، لكن إلى أين؟ إلى السّماء، إلى حيث يد اللّه ستكون معك وتريحك من ذاك الغبيّ الارعن الكورونا والأوجاع المترتّبة عليه.
وداعاً فؤاد، لا لا، إلى اللّقاء