ثقافة وفنون

كاتب وكتاب

"المسيح (عليه الصلاة والسلام) في القرآن": تأليف أسامه كامل أبو شقرا

 

عدد صفحاته 204 من قياس 21 سم. × 14.5 سم

طبعة أولى – 2004 – بيروت – لبنان

ترجم إلى الفرنسية – طبعة أولى – 2013 – بيروت لبنان

يروي قصة ميلاد وحياة ومعجزات المسيح (عليه الصلاة والسلام)، كما استخلصها المؤلف من القرآن الكريم، ويبين ما خصه تعالى من كرامات. كما يبين فيه ما نفاه القرآن الكريم عن المسيح (عليه الصلاة والسلام) وعن أمه مريم (عليها السلام) بالإضافة إلى ما أورده عن تعاليمه.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: “وضعت كتابي هذا، معتمدًا فيه، فقط على ما جاء في نصوص آيات القرآن الكريم، عن السيد المسيح (عليه الصلاة والسلام)، من دون سواها، إذ أني لم أتطرق إلى ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة حتى الموثوقة منها. كما أني لم أجرِ أي مقارنة لنصوص آيات القرآن الكريم مع أي من مصادر أو كتب دينية أخرى، بما فيها كتب الدين المسيحي. وجل ما استعنت به هو ما تيسر لي من كتب التفسير ومعاجم اللغة كي أبلغَ فهمًا مقنعًا لنصوص تلك الآيات، يمكنني من أن أوضح للقارئ الكريم، ما أردت قوله بشكل سليم ومفهوم.

وعما دفعه لوضع هذا الكتاب، فيرده المؤلف، كما يقول في مقدمته، إلى سببين مباشرين: الأول، تلك العشوائية وذلك الاجتزاء اللذان صبغا طريقة ابن لادن في استشهاده بآيات القرآن الكريم. والثاني، حكاية لقاء جمعه مع أحد أصدقائه إذ يقول: “كنت يومًا في لقاء محبة مع إخوان أُجِلُّهم وأحترمُهم، وقد كان أكثرهم ممن يعتنقون الدين المسيحي على مختلف مذاهبه، وكان الحديث قد تشعب، إلى أن سمعت أحدهم يقول: “إن المسلمين يقولون إن إلهنا هو غير إلههم حسب الآية التي تقول: (لا نعبد ما تعبدون). “فكان ذلك، بالنسبة لي، مفاجأة كبيرة، لأن ذلك الشخص بعينه، كنت ولم أزل أكن له محبة وتقديرًا خاصَّين، وكنت أعتقده من واسعي الإطلاع؛ فتلوت على مسمعه نص سورة (الكافرون التي منه تلك الآية) …. فصحَّحَت له أولًا نص الآية التي استشهد بها ثم شرحت له أن المقصود في تلك السورة، هم الكافرون الذين لا يعبدون الله ولا يؤمنون بإله واحد، أما المسيحيون فهم، كالمسلمين، من أهل الكتاب وأن الله، سبحانه وتعالى، قد أكد في كتابه الكريم أن على المسلم، كي يكون إيمانه سليمًا، أن يُؤمن بالأنبياء والرسل، ومنهم المسيح (عليه الصلاة والسلام)، وأن يُؤمن أيضًا، بالكتب التي أنزلت قبل القرآن الكريم، ومنها الإنجيل. ولما رأيت على وجهه إمارات التعجب، طلبت منه أن يصدقني القول عما وراء كلامه ذاك، فقال: “إن المسلمين يقولون بأننا نحن أيضًا من الكفار.” فقلت له: كيف ذلك والله، تعالى، يقول في محكم كتابه الكريم: {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون*}. (الآية 62 من سورة البقرة رقم 2).

ويكمل قائلًا: “وبعدما أوضحت لصديقي هذا أنه، هو ومن أدخل في ذهنه تلك القناعة، كانا على خطأ، أخذت على نفسي عهدًا في أن أحاول، ضمن إمكانياتي، تصحيح تلك الصورة التي يكوِّنها الكثيرون، عن نصوص الآيات الكريمة.”

ثم يضيف: “فبسبب ما تقدم، رأيت من واجبي أن أساهم، وضمن إمكانياتي المتواضعة، في أن أوضح لإخواني المسيحيين خاصة، نظرة الدين الإسلامي إلى الدين المسيحي، وكجزء من ذلك رأيت أن ألقي الضوء على ما جاء في القرآن الكريم عن المسيح (عليه الصلاة والسلام)، فكان أن وضَعتُ هذا الكتاب.”

وعن المنهجية التي اتبعها في هذا الكتاب، فيقول المؤلف: “فقد وضعت توطئة بيّنت فيها واجب المسلم بالإيمان بالأنبياء والرسل ومنهم المسيح (عليه الصلاة والسلام). ثم خصّصت فصلًا أدرجت فيه نصوص الآيات التي خصها القرآن الكريم بالمسيح (عليه الصلاة والسلام)، وهذا لا يعني أني لم أستشهد بآياتٍ أخرى، وتلك الآيات أدرجت نصوصها في أمكنة الاستشهاد بها. وكان من الضروري أيضًا أن أُخصِّص الفصل الأول لمريمَ (عليها السلام). ثم أتبعت به، سبعة فصول خاصة بالمسيح عيسى (عليه الصلاة والسلام).

أما الجديد في هذا الكتاب فهو محاولة الكاتب أن يثبت أن مدة حمل مريم (عليها السلام) وولادتها للمسيح (عليه الصلاة والسلام) قد لا تتعدى اليومين أو الثلاثة. وقد أورد لهذه الغاية سبعة براهين استقاها من آيات القرآن الكريم. بينما لم يعطِ القرآن الكريم، كما يقول الكاتب، أي إشارة تدل على مدة حمل مريم (عليها السلام) للمسيح (عليه الصلاة والسلام) كما لم يتفق المفسرون على تلك المدة، فمنهم من قال إنها امتدت لتسعة أشهر، ومنه من قال سبعة، ومنهم من قال ستة، ومنهم من قال ثمانية، ومنهم من قال ثلاث ساعات، ومنهم من قال ساعة واحدة. ولكن لم يعطِ أي منهم السبب الذي استند إليه في قوله ذاك.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى