حلم ريال مدريد في إضافة لقب جديد من دوري أبطال أوروبا قد يتأخر، إلا اذا تفوق الفريق على نفسه بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الاسبوع المقبل، وانتزع التأهل الى المباراة النهائية من “براثن” تشلسي الانكليزي بعد تعادلهما 1-1 على ملعب “الفريدو دي ستيفانو” في ذهاب الدور نصف النهائي.
وبعدما سجل هدفا خارج الديار، وضع تشيلسي نفسه في موقف جيد للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ 2012 قبل لقاء الإياب الأسبوع المقبل.
وأقر زيدان بأنه تنفس الصعداء بعد انتهاء مباراة الذهاب وفريقه ما زال في المنافسة، برغم صعوبة المباراة ضد الفريق اللندني الذي تفوق على الفريق الإسباني في أجزاء كبيرة من اللقاء. ووجد ريال مدريد نفسه في موقف صعب منذ الدقائق الأولى وتأخر بهدف كريستيان بوليسيتش لكنه أدرك التعادل بفضل هدف رائع من كريم بنزيمة قبل أن يتراجع الأداء من الجانبين في الشوط الثاني. وأبلغ زيدان الصحفيين “أنا سعيد للغاية باللاعبين لأننا ما زلنا على قيد الحياة. واجهنا صعوبات في أول 25-30 دقيقة لكن الأداء تحسن وكنا أفضل كثيرا في الشوط الثاني وسيطرنا. نحن سعداء بما فعلناه في المباراة في المجمل”. وفشل النادي الملكي في الظهور بمستواه المعهود وارتكب لاعبوه أخطاء قاتلة خصوصا في الشوط الاول حيث كادت شباكه تتلقى أكثر من هدف لولا تألق حارس مرماه الدولي البلجيكي تيبو كورتوا. وشق ريال مدريد طريقه متجاوزا ليفربول وأتلانتا في آخر مواجهتين بأدوار خروج المهزوم لكنه واجه اختبارا صعبا أمام تشيلسي الذي لعب بشراسة وأثنى زيدان على فريق المدرب الألماني توماس توخيل لنجاحه في إبطال خطورة فريقه.
وأضاف زيدان “نحن جيدون في الضغط على المنافسين من بداية الملعب لكن تشيلسي كان جيدا للغاية. خاض تشيلسي 21 مباراة ولم تهتز شباكه في 16 منها (قبل لقاء الثلاثاء) وأوضحوا سبب ذلك. لقد تأهلوا إلى الدور قبل النهائي لسبب ما”. واتفق حارس ريال مدريد تيبو كورتوا، الذي تدخل في الدقائق الأولى ليحرم تيمو فيرنر مهاجم تشيلسي من التسجيل، أن الفريق الإنجليزي كان الأفضل لكنه أكد أن فريقه سيضعه تحت ضغط في لندن.
وقال “كانوا أكثر شراسة منا، أردنا بدء المباراة مثلما فعلوا، لقد بذلوا كل ما في وسعهم. الهدف الأول جاء في وقت صعب علينا لكننا نجحنا في تمالك أنفسنا والشوط الثاني كان أقل جنونا. التعادل 1-1 معناه أن مباراة الأسبوع المقبل ستكون مثل النهائي. لا أعتقد أنها ستنتهي بدون أهداف وإذا تراجع تشيلسي للدفاع فإنه سيرتكب خطأ كبيرا”. وهو الهدف السادس لبنزيمة في المسابقة هذا الموسم والـ71 في تاريخها فلحق بنجم النادي الملكي السابق راوول غونزاليز في المركز الرابع على لائحة الهدافين التاريخيين للمسابقة. كما هو الهدف الـ277 للمهاجم الدولي الفرنسي السابق مع النادي الملكي في جميع المسابقات. وقدم تشلسي الذي يمني النفس ببلوغ النهائي الثالث في تاريخه بعد عامي 2008 عندما خسر امام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجيح و2012 عندما توج بلقبه الوحيد على حساب بايرن ميونيخ الالماني بركلات الترجيح أيضا، مباراة جيدة وكان الأقرب الى العودة الى لندن بفوز غال، لكن مهاجميه تناوبوا على إهدار الفرص السهلة خصوصا الألماني تيمو فيرنر، بالاضافة الى تألق حارس مرماه السابق كورتوا.
وكرس توخيل عقدته للنادي المدريدي، إذ تواجها في خمس مناسبات ولم يخسر المدرب الألماني أي مباراة ففاز في واحدة كمدرب لباريس سان جيرمان حينها، وتعادلا في أربع لقاءات. ويعد توخيل المدرب الوحيد في تاريخ دوري الأبطال، الذي لم يتلق أي خسارة أمام ريال مدريد، خلال 5 مباريات، كما لم يخسر أبدًا أمام زين الدين زيدان. ولم يتلق تشيلسي أي هزيمة أمام ريال مدريد في أي مسابقة أوروبية، حيث فاز في مباراتين وتعادل في مثلهما.
وأبدى توخيل تذمره من إضاعة الفرص التي كانت كفيلة بأن تمنح فريقه التقدم “المريح” قبل لقاء العودة، وقال إن الفريق كان يجب أن يحسم مباراة الذهاب. ولم يتمكن تشلسي من إضافة هدف ثان الأمر الذي كانت كلفته كبرة بعدما عادل بنزيما النتيجة. واضاف المدرب الألماني: “لدي شعور بأننا كان يجب أن نحسم الأمور في الشوط الأول وكنا ربما ننهي كل شيء في أول نصف ساعة عندما كنا نلعب بقوة. الشوط الثاني كان خططيا وكان بوسعكم رؤية تأثير وجود يومين فقط بين مباراتين خارج الديار وهو ما جعل الأمور صعبة بدنيا وذهنيا وهذا كان واضحا في قرارات اللاعبين”. وتابع “واجهنا بعض الصعوبات لكن الحصول على يوم إضافي كان سيكون جميلا”. ورأى سيزار أزبليكويتا لاعب تشيلسي “إنه مجرد الشوط الأول (في المواجهة)، نعرف أن الأمور تكون صعبة أمام ريال مدريد”. وأضاف “بدأنا المباراة بشجاعة كبيرة وكان علينا اللعب بأفضل مستوى لنا. قبل نهائي دوري أبطال أوروبا يتطلب منك اللعب بأفضل مستوياتك. افتقدنا هذه اللمسة الأخيرة عندما كان يجب أن نختار الخيار الأفضل”. وتابع “لكن في المجمل لعبنا جيدا. نتحسن جميعا كمجموعة وننمو”.
