منوّعات

هوليوود تحت الماء: غواصتان روسيتان تساهمان في صناعة الفيلم الأسطوري “تيتانيك”

ربما لم يتم تصوير فيلم “تيتانيك” الشهير لو لم يكن هناك جهازان يحملان اسم “مير” أبدعهما العالم الروسي أناتولي ساغاليفيتش.

وكل من جهازي “مير1″ و”مير2” عبارة عن غواصة تستطيع الغوص إلى أعماق كبيرة. وكانت المرة الأولى التي ساهم فيها جهازا “مير1″ و”مير2” في صناعة الفيلم في عام 1991، عندما استعان بهما المخرج ستيفين لو لإنتاج الفيلم الوثائقي (تيتانيكا). وشاهده المخرج جيم كاميرون لتعتريه رغبة جامحة في تصوير الفيلم الروائي عن أسطورة “تيتانيك”.

البداية

يقول ساغاليفيتش: “إن كاميرون أراد أن يرى مبدع الجهازين اللذين تم بفضلهما تصوير الفيلم الوثائقي الذي نال إعجابه. وفي عام 1992 وصل كاميرون إلى موسكو للقاء ساغاليفيتش. وفي نفس العام زار ساغاليفيتش المخرج الأمريكي في لوس أنجلوس.

ولم يباشر كاميرون العمل على تصوير الفيلم عن أسطورة “تيتانيك”، إلا بعد عامين قضاهما في التفكير والتأمل خشية أن يواجه صعوبات أثناء تصوير الفيلم الذي يحتاج إلى أموال طائلة.

وكان المخترع الروسي والمخرج الأمريكي يتبادلان الرسائل. وقال ساغاليفيتش في إحدى الرسائل إن المرء يجب أن يعمل شيئا غير عادي ولو مرة واحدة في حياته. وبعد أسبوع تلفن له كاميرون ليخبره بأنه قرر البدء بتصوير الفيلم. وجرت المكالمة الهاتفية في خريف 1994. وفي بداية عام 1995 طار ساغاليفيتش  إلى لوس أنجلوس.

تصوير الأسطورة

وبدأ العمل في تصوير الفيلم، في يوم 10 سبتمبر/أيلول 1995، واستمر حتى 29 منه. وقام ساغاليفيتش وكاميرون بـ24 رحلة  إلى أعماق البحر، مستقلين جهازي “مير” بالتعاقب. وتم تصوير ما يجب أن يظهر في الفيلم بواسطة كاميرات “بانافيزيون” التي صُنعت خصيصا لتصوير فيلم “تيتانيك”.

وذكر كاميرون في كتابه (العمق) أنه وأناتولي قضيا مئات الساعات داخل جهازي “مير”، وأصبحا فريقا واحدا وصديقين حميمين.

والآن يوجد الجهازان على متن سفينة الأبحاث “أكاديميك مستيسلاف كيلديش” في ميناء مدينة كالينينغراد الروسية. وتتمثل مهمتهما الرئيسية اليوم في البحث العلمي في مختلف أنحاء المحيط العالمي.

وأخيرا أصبحت لهما وظيفة جديدة لتنظيم الرحلات السياحية تحت الماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى