جاليات

تجاوبا مع دعوة البابا فرنسيس وغبطة البطريرك الراعي للصلاة من أجل لبنان،قداس على نية شهداء انفجار المرفأ

المطران تابت:من غير المقبول أن تكتِّفوا يا أصحاب القرار أيديكم أمام هذه الجريمة.

أقام راعي ابرشية كندا  المارونية سيادة المطران بول مروان تابت يعاونه الاب ايلي الديراني،قداسا الهيا ،في كاتدرائية  مار مارون في مونتريال،على نية ضحايا انفجار المرفأ وشفاء الجرحى، تجاوبا مع دعوة البابا فرنسيس ومبادرة غبطة البطريرك  مار بشارة بطرس الراعي للصلاة من أجل لبنان. حضره حشد من المؤمنين.

تابت

وفي عظته تحدث تابت عن هول المصيبة التي حلت على لبنان متقدما من عائلات الضحايا بأحرالتعازي متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، مشددا على وجوب الصلاة معهم ومن أجلهم حتى يبلسم الرب جراح قلوبهم ويعوّض عليهم فقدان أحبائهم وفلذات أكبادهم.وقال”نكرس ذبيحتنا الإلهية اليوم من أجل لبنان وضحايا مأساة الانفجار الهائل في ميناء بيروت الذي دكَّ الواجهة البحرية لعاصمة لبنان المكتظّة بالسكان، ومن أجل عائلاتهم وكل الذين أصيبوا وما زالوا يعانون.”

وأضاف “أيها الأحبة،يخبرنا الإنجيل عن القطيع الصغير أي الكنيسة والمؤمنين الذين يجدون خلاصهم في يسوع. إنها دعوة لكل منا الى الثقة والرجاء بالخلاص، بالايمان بأن الله فوق كل شيء…

وبعد عام من الكارثة، لا زال أهلنا في بيروت يكافحون للبقاء والاستمرار والتغلب على الصدمة ويصعب إلتئام جراحهم. ولا يزال لبنان كله بلا عزاء. ونحن هنا في كندا نرافقهم ولنا بينهم أهل وأقارب وأصدقاء ومعارف.

كل لبنان نادى اليوم بإحقاق الحق، وكل لبناني ينتظر اليوم الحقيقة…الحقيقة ثم الحقيقة والعدالة ثم العدالة.

وتابع:من غير المقبول أن تستخفوا، أيها المسؤولون، بمشاعرنا وقد سلمناكم زمام حياتنا وحياة أهلنا، مستقبل أرضنا وأولادنا ووطننا.ومن غير المقبول أن تكتِّفوا يا أصحاب القرار أيديكم أمام هذه الجريمة،ومن غير المقبول أن يبقى المسؤولون عن هذه الجريمة دون محاكمة،ومن غير المقبول أن يسقط الظلام وينبلج فجرٌ وكأنّ شيئاً لم يكُن،ويلٌ لكم من عدالة السماء،وويلٌ لكم لأنّكم تدرون ماذا تفعلون!

وأردف:نتضامن اليوم مع أهل الشهداء الذين سقطوا ضحية هذا الانفجار، نصلي معهم ومن أجلهم حتى يبلسم الرب جراح قلوبهم ويعوّض عليهم فقدان أحبائهم وفلذات أكبادهم.ونتّحد مع أبناء وطننا مطالبين بمتابعة التحقيق القضائي ومحاسبة كل من هو مسؤول قصداً أو إهمالاً،الوقوف الى جانب مَن فقدوا أملاكهم وأرزاقهم ومصدر عيشهم وأصبحوا شركاء القدر،والإسراع في إنهاء ترميم ما تهدّم أو تصدّع ليعود الناس الى بيوتهم ومراكز أعمالهم ومصدر رزقهم.

وشدد على ما فقده لبنان  من مقومات وجوده وجماله وفرادته وفقدت الدولة اللبنانية بريقها في المنظمات الدولية والإقليمية، نأمل أن لا تتقوّض دبلوماسيّتها بسبب اصطفافات سياسييها، فيدفع اللبنانيون ثمن التهاون من جهة، والفساد من جهة أخرى في إدارة شؤون حياتهم.

وحتى اليوم نتمنى بشدة أن يُبْعَدَ الوطن عن الهاوية ويَبطُئ نزوله إلى العَدم، والاتفاق على الإصلاحات التي ستخرج ديمقراطيتَه البرلمانية من مأزَقِها وتستعيد قوتَها التي جعلته معروفاً ذات يوم. هذا مهم بشكل خاص في عصر تواجه فيه ديمقراطيات العالم تحديات كبيرة من الديكتاتوريات والراديكاليين والمتطرفين العنيفين.”

وختم قائلا:”ومع أملنا أن تتألّف حكومة جديدة بشكل عاجل وتتبنّى خطط إنقاذ وطنية مستوفية للشروط والمتطلبات الدولية لإنقاذ اقتصاد لبنان الذي تصنفه السلطات العالمية من بين الأسوأ منذ عام 1850، وتفادي الانهيار الحقيقي تحت وطأة وباء الكورونا الشرس، نؤمن أن الرب هو دائمًا في بيتنا، في لبناننا من خلال قديسيه، من خلال شعبه المؤمن والمصلّي. لذلك، نسأل الله أن يلهم قادته على التمييز ما بين السياسة والخير العام والتسلّط وخدمة المواطنين، فلا تتّسع الكراهية ويهدّد الجوع وينخر الألم … لكل هذا نتّكل على الرجاء والثقة بحضور الرب في العالم ونسأله خلاص لبنان.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى